طبول الحرب تدق في شبه الجزيرة الكورية.. انفجار ألغام يشعل فتيل الأزمة بين «سيول» و«بيونج يانج».. مكبرات الصوت تبث دعايا ضد نظام «جونج أون».. والجيش الجنوبي يحاول تحسين صو
تصاعدت التوترات بين كوريا الشمالية وجارتها الجنوبية، الأسبوع الماضي، عندما تبادلتا إطلاق النار على الحدود، واتهمت الأولى قرار "سيول" الأخير باستئناف بث دعايا عدائية ضد "بيونج يانج" بإشعال الأزمة.
كما هددت حكومة زعيم كوريا الشمالية "كيم جونج أون" ببدء هجوم عسكري إذا لم تمزق "سيول" مكبرات الصوت العدائية، اليوم السبت، فيما رفضت كوريا الجنوبية هذا التهديد.
ومن المعروف، أن كوريا الشمالية والجنوبية في حالة صراع منذ انتهاء الحرب الكورية بهدنة عام 1953؛ ولكي تعرف سبب تعنت الدولتين وتهديدهما لبعضما البعض، إليك الآتي:
بداية الأزمة
وضع الجيش الكوري الجنوبي مكبرات صوت تبث دعايا معادية لكوريا الشمالية، يوم 10 أغسطس، بعد انفجار ألغام أرضية في المنطقة الحدودية، ما أسفر عن إصابة جنديين واتهام "سيول" كوريا الشمالية بتدبير هذا الحادث.
وحذرت كوريا الجنوبية بأنها تدرس اتخاذ إجراءات أخرى بجانب الدعايا المعادية، ليرد جيش كوريا الشمالية، يوم 15 أغسطس، مهددًا باعتداء عشوائي ما لم تتوقف الجنوبية عن البث.
وبعد يومين، استأنفت الجنوبية بث دعاياها العدائية، لتفيد تقارير إخبارية باستعداد الشمالية لمهاجمة مكبرات الصوت في كوريا الجنوبية.
وتصاعدت التوترات، الخميس الماضي، عندما أطلقت كوريا الشمالية مدفعا مضادا للطائرات الساعة الرابعة عصرًا، فضلًا عن القذائف، لترد الجنوبية بعدة مدافع ذاتية.
مكبرات الصوت
استخدمت كوريا الجنوبية مكبرات الصوت كسلاح تكتيكي للحرب النفسية على الحدود لأكثر من أربعة عقود. وطبقًا لوسائل الإعلام، فإن تلك المكبرات يمكن سماعها على بعد 24 كيلو متر ليلًا و10 كيلو مترات صباحًا.
وأكدت وكالة "يونهاب" الكورية للأنباء، أن كوريا الجنوبية، وضعت مؤخرًا مكبرات صوت جديدة لتصل لمسافات أبعد. وتضمن دعايا مكبرات الصوت محتوىات حساسة عن "كيم" ونظامه تتعلق بإعدام القادة العسكريين.
ومن جانبهم، يعتقد المسئولون العسكريون من الجيش الكوري الجنوبي، أن هذا النوع من الحرب النفسية فعال جدًا ضد "بيونج يانج".
كما كشف مصدر مجهول لصحيفة "وتشوسون ايلبو": "وجهة نظر "كيم" تعتبر تلك المكبرات من أكبر التهديدات ضد نظامه، لأنها تفضح فساد الحكم".
استئناف البث
استأنفت الجنوبية بث الدعايا العدائية بعد 11 عامًا من الانقطاع باتفاق عام 2004 لتعزيز الحوار، بسبب انفجار الألغام وإصابة جنود بالجيش. وتفاجأ بعض المحللين السياسيين باختيار "سيول" استئناف البث، رغم رفضها لهذا الأسلوب في الحوادث السابقة.
يرى البعض أن الجيش الكوري الجنوبي يحاول تعزيز مصداقيته. فمنذ عام 2014، بدأت وسائل الإعلام انتقاد الجيش لعدم استجابته بقوة كافية لاستفزازات كوريا الشمالية.
لهذا انتهز الجيش فرصة انفجار الألغام واتخذه على محمل الجد، وأعلن وزير الدفاع الوطني "هان مين جو" أن الحادث كان عملًا استفزازيًا وانتهاكًا لمعاهدة السلام التي تتضمن ميثاقًا لعدم الاعتداء بين البلدين".