رئيس التحرير
عصام كامل

الصاوي وصباحي ومواجهة الهلافيت والخونة!


معركة كبيرة يخوضها النجم المبدع خالد الصاوي، لسبب لم يكن يخطر على باله ولا على بالنا وﻻ على بال أحد.. الصاوي بدافع وطني، كتب بتلقائية على حسابه على تويتر، تغريدة من سطرين قال فيها حرفيا: "للي مصدعنا على طول فلسفة في سياسة في أخلاق، ثم ينخرس مع كل جريمة إرهاب دون إدانة أو تحليل أو حتى غضب على الجميع، هو مناصر للإرهاب وخاين لبلده"!


ما أن نشرت التغريدة حتى اندفع أنصار البرادعي يهاجمونه ويوبخونه بعنف، ثم دخل على الخط نشطاء آخرون معروفون يتقدمهم شادي الغزالي حرب، الذي وصف تغريدة الصاوي بـ"السقطة"!

تطورت الأمور بسرعة، وكتب الصاوي تغريدة أخرى، ودارت التكهنات حول الشخص المقصود منها، قال فيها حرفيا أيضا: "لا يا كابتن إللي بيلقح ده الفرفور إللي مربياه شلق وعمو غايب أو تربية كافيهات وتمويلات أنت تروح تسأل عني قبل ما تخرف"!

كثيرون اندهشوا مما وصفوه بانفعال الصاوي، لكنهم لم يندهشوا أبدًا من موقف مهاجميه، لمجرد أنه طالبهم بإدانة الإرهاب.. مجرد إدانة للإرهاب كما يدينون ويهاجمون أحداثا أخرى، وربما يهاجمون كل شيء، ولا تزال المعركة مستمرة بلغت حد الدعوة إلى التحدي في الشارع!!!

الآن نتوقف ونقول: ما يجرى مع الصاوي هو بعينه ما جرى مع الأستاذ حمدين صباحي، عندما هوجم من بعض أنصاره وأنصار البرادعي وغيرهم، هجوما عنيفا وحادا وبذيئا، ليس لأنه طالب بالتطبيع مع إسرائيل، ولا لأنه أعلن دعمه للإخوان، وليس لأنه أعلن تأييده الشامل الكامل للرئيس السيسي، وإنما فقط - فقط - لقبوله دعوة الحضور لافتتاح قناة السويس، وإشادته بالمشروع ودعمه له!

وقبل شهور، كتبنا للأستاذ صباحي ما اعتبرناه تحليلا لمحيطه، وقلنا إنه تم اختراق حزبه وتياره الشعبي بل حملته الانتخابية ممن لا ينتمون لفكره السياسي أصلا، ولا حتى الداعمين الحقيقيين له.. كل هدفهم الإبقاء عليه كرأس حربة في مواجهة الدولة - الدولة فعليا وظاهريا السيسي - خصوصا بعد حرق الإخوان و"أبو الفتوح" والبرادعي شعبيا.. وقلنا إن هؤلاء الهيستيريين المراهقين هم من يدفعونه إلى اتخاذ مواقف لم يكن سيتخذها لولا تراجع أهل الحكمة في الحزب والتيار عن دورهم في الرأي والنصيحة والمشورة، وتصوير الأمر حوله دائما أن مصر كلها تتحدث مثلما يتحدث هؤلاء، وهذا على غير الحقيقة!

الآن نعيد ما قلناه قبل أسبوعين عن الفرق بين المعارض والعدو.. المعارض يحب وطنه ويختلف حول السياسات، ويقدم ما يراه الأفضل لتقدم بلده، وهؤلاء وجودهم ضرورة تعكس الصورة القائمة وتبرز الخطايا وتكشف الأخطاء.. أما صاحب الموقف المعادي فهو ضد الوطن ذاته.. لا يستطيع حتى أن يفرح لفرح شعبه أو حتى لأي خطوة إيجابية حتى لو كانت من أحلام الناس، وانتظروها طويلا كتوفير علاج فيروس سي مثلا بالمجان للفقراء منهم.. ولا يستطيع أيضا أن يغضب لغضبهم أو يحزن لأحزانهم!

الآن.. يكتشف الصاوي هؤلاء الذين صفقوا له مرارا في كل هجوم على الدولة.. لتشجيعه ولدفعه للمزيد من الهجوم وإيهامه بأنه على الطريق الصحيح، إلا أنه خيب ظنونهم وتوقف ونظر وتأمل واكتشف خلافهم مع الوطن ذاته وليس مع الدولة، وفتحوا نيرانهم عليه لمجرد أنه هاجم صمتهم عن الإرهاب.. مجرد صمتهم عن الإرهاب.. تخيلوا؟!

أما الأستاذ صباحي الذي قابل السخرية من هؤلاء لقبوله أيضا الجلوس في الاحتفال مع الفنانين بالتواضع وبابتسامة الرضا.. هو أيضا مطالب بمراجعة شاملة تستبقي حوله فقط المخلصين الأنقياء ممن يعلو وطنهم عندهم فوق أي قيمة.. وفوق كل قيمة.. وما أكثرهم!
الجريدة الرسمية