رئيس التحرير
عصام كامل

الاسم «نائبة» والفعل «أزمة».. نائبات المحافظ «خارج نطاق الخدمة».. «جيهان» تتولى ملفات «ميتة» في «القاهرة».. محافظ الجيزة يعدل «إستراتيج

اللواء عادل لبيب،
اللواء عادل لبيب، وزير التنمية المحلية

لأنها ثورة، ولأن الثورات دائما ترفع شعارات، وتزيح حكومات، وتختار حكومات، فلم يكن غريبا أن يطالب اللواء عادل لبيب، وزير التنمية المحلية، بأن يكون لـ«النص الحلو» المرأة، وجود في حركة المحافظين الأخيرة التي تمت منذ نحو 5 أشهر.


الغريب في الأمر، أن الثورة التي طالبت بـ«دور حقيقى للمرأة» لم تستطع أن تمنع عنها «مصايب المنصب»، فبعد 150 يوما من صدور قرار بتعيين ثلاث نائبات لمحافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية، فإن محاولة البحث عن نتيجة إيجابية واحدة في مسيرة «النائبات» ستكون أسهل منها البحث عن «إبرة في كوم قش».

المكان الخطأ

التقصير لم يكن من جانب اللاتى وقع عليهن الاختيار لتولى منصب «النائبة»، فـ«السيرة الشخصية» لكل واحدة منهن تؤكد أنهن الاختيار الصحيح لكن في المكان الخطأ، فالوزير الذي كان يحاول تنفيذ تجربة إيجاد محافظ «امرأة» لم يضع في حساباته «نفسنة الرجالة» سواء المحافظين أو المعاونين لهم من نواب وموظفين.

البداية كانت من العاصمة، والتي صدر قرار بتولى الدكتورة جيهان عبد الرحمن نائبا لمحافظ الدكتور جلال السعيد، غير أنه من متابعة «سجل نشاط» النائبة يتضح أنها لم تكن ذات دور ملموس وواضح، حيث تم تهميشها عن طريق إسناد ملفات «ميتة» للعمل عليها، حيث تم تكليفها بإدارة ملفات «المرأة، السياحة، والاستثمار».

والمتابع الجيد للعمل داخل ديوان عام محافظة القاهرة يدرك جيدا أن تلك الملفات توضع في خانة «الملفات النائمة»، فالمرأة في العاصمة لا تعانى بالقدر الذي يستوجب تعيين نائبة لمتابعة شئونها، هذا بجانب أن عددا من العاملين داخل الديوان العام أكدوا أن ملفى «السياحة والاستثمار» لم تستطع «جيهان» إظهار مهارتها في إدارتهما.

الغريب في الأمر أن تحركات، نائبة المحافظة، أكدت أنها استسلمت بشكل شبه كامل لمحاولات تهميشها، وارتضت بالسير في مواكب المحافظ وجولاته الميدانية.

العاملون داخل الديوان العام، أكدوا أيضا أن المحافظ، وفى خطوة منه لمنع وقوعه في أزمة مع وزير التنمية المحلية بسبب «تهميش النائبة» قرر إنابتها لحضور عدد من الفعاليات التي لا تستدعى تواجده، مثل افتتاح معارض «الأسر المنتجة» وعدد آخر من الفعاليات التي تدخل تحت خانة «حضور المحافظ غير مهم».

تجدر الإشارة هنا إلى أن الأسابيع القليلة التي تلت قرار الدكتورة جيهان عبد الرحمن نائبا لمحافظ القاهرة، وصل لمسامعها حديث أحد النواب، بأن تجربة «تعيين امرأة» فاشلة، ومحاولة تجهيزها لتولى مهام المحافظ ستبوء بالفشل، متسائلا، كيف ستحضر فعاليات استطلاع هلال رمضان؟ وكيف ستصلى في المساجد أثناء الفعاليات التي تتطلب وجودها؟ وهل ستتمكن من الصمود أثناء حملات الإزالة التي تحدث فيها أزمات عدة؟

البيئة والعشوائيات

الأمر لم يختلف كثيرا مع نائبة محافظ الجيزة الدكتورة منال عوض ميخائيل والتي حرصت منذ اللحظة الأولى لتوليها المنصب على أن تقحم نفسها بمشكلات المواطنين والملفات المهمة بالجيزة.

ومن جانبه، أوكلها المحافظ خالد العادلى العديد من المهام والملفات الحيوية، ليس هذا فحسب، لكنه قرر إنابتها في العديد من الجولات والاجتماعات حتى وصلت مسامعه تحذيرات من قدامى قيادات «الديوان العام»، تشير إلى أن ظهور «النائبة» الدائم في وسائل الإعلام من شانه التأثير على شعبيته، وهو مادفع المحافظ لـ«تعديل إستراتيجية التعامل» وإصداره قرارا بأن يقتصر عمل «منال» على ملفات البيئة والعشوائيات والمرأة ومحو الأـمية ومنع تدخلها بالشكل الذي بدأت به في مشاكل وملفات المحافظة وبالتالى لم يحدث أي إنجاز ملموس لها حتى الآن.

تجدر الإشارة هنا إلى أن البعض داخل الديوان العام لمحافظة الجيزة أرجع غضب قدامى القيادات من النائبة إلى التصريحات التي خرجت بها بعد إسناد المنصب لها، والتي قالت فيها «أسعى لتحويل محافظة الجيزة إلى منطقة جاذبة للاستثمار بالعديد من المشروعات.. المرأة شأنها شأن الرجال في حق الحصول على ذلك المنصب، ولديها القدرة على الأداء بفاعلية شديدة، سوف أنجح في إنهاء جميع مشكلات المحافظة، حتى يشعر المواطن بالتغيير إلى الأفضل».

الأوفر حظا

أما الدكتورة سعاد الخولى، نائبة محافظ الإسكندرية هانى المسيرى فتعتبر الأوفر حظا، حيث إنها النائب الوحيد للمحافظ، ما أتاح لها فرصة كاملة للعمل في غالبية الملفات المهمة، وإضافة إلى هذا فإن شخصية «المسيرى» التي تؤمن بمشاركة المرأة في كل مجالات الحياة منحتها فرصة إضافية لـ »تجويد الأداء».

ورغم ذلك من كل هذا لم تثبت «الخولى» جدارتها في تولى منصب المحافظ الحركة المقبلة وقيادة محافظة بأكملها لأنها لم تترك بصمة خاصة بها أو إنجازا يحسب لها فكل ما تفعله ليس كافيا لأن يؤهلها لتولى هذه المهمة في أية حركة تغييرات للمحافظين.

نقلا عن العدد الورقي*
الجريدة الرسمية