رئيس التحرير
عصام كامل

مسئول الاتحاد الوطني الكردستاني بالقاهرة: السيسي مؤهل لقائد إقليمي إذا لقي دعما حقيقيا

فيتو

  • لهذه الأسباب لن ينجح "داعش" في مصر
  • صفقة سياسية كبرى في المطبخ الدولى لحل الأزمة السورية
  • "ربنا يستر علينا من قطر "
  • نمر بأزمة في الإقليم بسبب تمسك مسعود بارزانى بالرئاسة




أكد مسئول مكتب القاهرة للاتحاد الوطنى الكردستانى "ملا ياسين"، استحالة تمكن تنظيم "داعش" من النجاح في مصر لعدد من الأسباب جاء على رأسها تماسك المؤسسات الأمنية في مصر، معتبرا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يمتلك مشروعا تاريخيا يسعى لتحقيقه مطالبا الجميع بالتكاتف معه ودعمه في تحقيق حلمه.
وطالب مصر بالتواجد في الإقليم بقوة لغلق الباب أمام تركيا وإيران، بصفته الدولة الرائدة في المنطقة العربية، وشرح في حوار لـ"فيتو" أبعاد الأزمة السياسية التي يشهدها الإقليم، ودور جماعة الإخوان هناك في هذه الأزمة، علاوة على توضيحه لملامح الصفقة السياسية التي تطبخ في سوريا برعاية دولية وتوقعاته بمستقبل الرئيس التركى رجب طيب أردوغان.

* في البداية.. ما هو مصير الأزمة السياسية التي يمر بها إقليم كردستان في ظل انتهاء ولاية مسعود البارزانى؟
الأزمة السياسية التي يمر بها إقليم كردستان نتاج لترسبات قديمة انفجرت هذه الأيام، الرئيس مسعود البارزانى رشح لرئاسة الإقليم في 2005، وانتهت فترته الأولى في 2009، ثم أعاد ترشحه لمرة ثانية انتهت في 2013، وعقب انتهاء الفترة الثانية من ولايته وكما هو معتاد في منطقة الشرق الأوسط، عقب انتهاء فترة حكمه تم التعويل على مشاكل الأمن القومى وضررة الحفاظ على الاستقرار بهدف التمديد له، وهو ما حدث وتمد التمديد لها عامين آخرين.. لكن القانون الذي قام البارزانى نفسه بالتوقيع عليه في 2013، بنص على التمديد له مرة واحدة لمدة عامين وأيضا لا يحق له التمديد مرة أخرى، علاوة على عدم أحقيته في الترشح لرئاسة الإقليم مدة جديدة.
والآن هناك تيار يدفع إلى التمديد له بذريعة الإرهاب و"داعش"، ويوم 19 -8 الماضى، انتهت الصفقة الرسمية لرئيس الإقليم، وتسعى الأحزاب السياسية الآن لدفع بحل الأزمة بهدف تحويل الإقليم إلى رئاسة برلمانية، والجهة المؤيدة لرئيس الإقليم المنتهية ولاية تعرقل هذه الخطوة بهدف التمديد له من جديد.
وتدخل رئيس الجمهورية فؤاد المعصوم، وتدخل الأمريكان في الأزمة بهدف خلق حل ينهى الجدل الدائر حول رئيس الإقليم.

* وماذا عن الخلافات بين العاصمة المركزية بغداد وإقليم كردستان؟
الخلافات والأزمات بين الإقليم والحكومة المركزية في بغداد، أيضا قديمة ولها ترسبات متعلقة بإنعدام الثقة بين السنة العرب والكرد من جهة والخلافات الطائفية بين السنة والشيعة من جهة أخرى، وهى أزمات مستفلحة في العراق، وعقب سقوط صدام حسين سعينا للتوافق مع بغداد، لخلق عراق ديمقراطى متاح لجميع الأطراف، وللاسف لم ينجح الأمر واستمرت الأزمة التاريخية القائمة بين السنة والشيعة والكرد، ذهب السنة الذين كانوا يملكون زمام الأمور، وجاء الشيعة بروح انتقامية من الجميع.
ووضع دستور يشمل مواد منصفة للجميع، وعادت أزمة النفط بين الأطراف بتحريض تركى وأطماع إيرانية، ما دفع الحكومات العراقية المتعاقبة إلى الاستمرار في نهج حرمان الإقليم، ووصلت الأزمة إلى التلويح بفكرة التجويع.

* نائب الرئيس العراقى نوري المالكى يشن هجمات كلامية على الجميع سواء الخليج أو تركيا وأخيرا اتهم اربيل في التورط بتسليم الموصل إلى "داعش"؟
نستطيع الرد على نوري المالكى بالمصري ونقول "كتر خيره"، خلال دورتين للمالكى في رئاسة الحكومة تفشى الفساد والسرقة والطائفية، واليوم هو هو متهم رئيسي في تسليم الموصل إلى داعش وهو يطلق هذه التصريحات للدفاع عن نفسه.
وشخصيا أرى أن عدم اهتمام نوري المالكى بالمؤسسة العسكرية والتعصب للشيعة وبناء الجيش على فكرة طائفية، سبب رئيسى في تسليم الموصل لعناصر "داعش" دون مقاومة.

* فيما يتعلق بـ"داعش" هناك تقارير تؤكد أن قيادات التنظيم ضباط من الجيش العراقى السابق والبعث ؟
هذا الأمر صحيح، ولم يأخذ الجميع في الاعتبار خطورة ترك جيش مهزوم في الصحراء يمتلئ قلوب قياداته وضباطه بالحقد من الهزيمة، يمتلكون خبرات عسكرية قوية ويستطيعون استخدامها في الانتقام، وحينما جاء الحاكم المدنى الأمريكى بول بريمر وحل المؤسسة العسكرية، وأعتقد أنه يوجد على الأقل 100 ألف ضابط من الجيش السابق تركوا في العراء بسبب التعصب الطائفى، ما دفعهم للتمسك بالتنظبمات الإرهابية والتحقوا بالقاعدة عن طريق "أبو مصعب الزرقاوي"، ثم انتقلوا إلى داعش، وهم سبب تفوق داعش لعلمهم الجيد بالطبيعة الجغرافية للعراق لذلك سيطروا على المناطق التي سيطرت عليها "داعش" بسهولة.

* التنظيم الدولى للإخوان ظهر بقوة في دول الربيع العربي وهو متواجدون في كردستان، فما الفرص المتاحة لهم؟
الشعب المصري لجأ للإخوان بسبب عقود حكم حسنى مبارك الطويلة وتراجع الدولة عن دروها في تقديم الخدمات للمجتمع وترك الساحة لجماعة الإخوان، ونحن الآن في كردستان للاسف نلجأ إلى التيارين الإسلاميين في كردستان المحسوبين على جماعة الإخوان" الاتحاد الإسلامى الكردستانى والجماعة الإسلامية" بهدف الخلاص من مسعود بارزانى.
وللاسف نعلم جيدا أن التيارات الإسلامية تستخدم سلم الديقراطية للوصول إلى السلطة وعقب تحقيق الهدف يسحبون هذه السلم، لكن بالفعل الإخوان لهم وجود في الإقليم وكانوا داعمين للرئيس المعزول محمد مرسي، لكنهم تخلوا عن الأمر عقب سقوطه في 30 يونيو، وارسلوا طلبة إلى للدراسة في مصر بجامعة المنصورة وقتها.

* أين وصل حلم الانفصال أو إقامة الدولة الكردية؟
حلم الانفصال أو الدولة حلم لجميع الأكراد، لكن مقاومات الدولة الآن غير متواجدة، لأنها تشترط اقتطاع أجزاء من سوريا وتركيا والأردن والعراق، وحصلنا على حقوق سياسة بغباء النظام السابق، وأكراد سوريا الآن في الاتجاه بسبب غباء النظام السوري، وفى تركيا حصلوا على 80 مقعدا بسبب أخطاء وغباء نظام أردوغان.. وبذكاء إيران فشلنا في الحصول على أي شيء هناك، وبالنسبة لحصولنا على دويلة في العراق، لكن لن يكون الكرد سببا لتفتيت العراق، وإن حدث سوف يكون بسبب الشيعة السنة، ووقتها الجزء الذي يخصنا موجود تحت أيدينا.

*ما شكل العلاقات بين الإقليم مع إيران من جهة وتركيا من جهة أخرى ؟
نحن الحلقة الأضعف وسط أربع دول ولا بد أن نتعامل مع إيران وتركيا بذكاء وحكمة وهدوء، حتى مع تركيا رغم العداء السافر للنظام التركي نتعامل مع نظام أردوغان بذكاء.

* على الصعيد التركى ما هي علافتكم بحزب العمال الكردستانى؟
حزب العمال الكردستانى في تركيا يناضل من أجل حقوقه لكن عصر النضال المسلح ولًى، وونصحهم بالحصول على حقوقهم بالنضال السلمى، طالما دول تركيا دولا قوية قائمة يبقى النصال السلمى هو الخيار المفضل.

* هل تتوقع استمرار حزب أردوغان في حكم تركيا في ظل الدعوة لانتخابات نيابية المقبلة؟
العدالة والتتمية حزب قوي في تركيا، بسبب فشل المنافسين سواء القوميين أو اليسارييين، واعتقد أنه سوف يحقق نتيجة معتبرة لكنها لن تؤهله أيضا إلى الحصول على الاغلبية المطلقة التي تمكنه من تشكيل الحكومة بشكل منفرد.

* وما توقعاتك لنهاية الأزمة السورية؟
على أن هناك حراكا سياسيا لحل الأزمة هناك خاصة عقب الاتفاق النووي مع إيران، وقناعة السعودية بخطوة تمدد تنظيم "داعش"، لكن مستقبل بشار الأسد غير واضح في ظل صفقة تطبخ في الخفاء بين القوى الدولية والإقليمية، بين أمريكا وإيران وروسيا مع حضور للقاهرة والرياض، ونحن متفقون مع الطرح المصري في هذا الشأن الذي يقول "داعش أولا"، على العكس من تركيا وقطر اللتين تطالبان بـ"بشار أولا".

* بالنسبة لقطر هل طال إقليم كردستان تدخلات قطرية عقب زيارة وزير الخارجية خالد العطية؟
إلى الآن الدوحة لم تتدخل في كردستان لكن "ربنا يستر علينا من قطر"، وزيارة وزير الخارجية القطري خالد العطية إلى الإقليم كانت متعلقة بمسائل تجارية ولم تتطرق إلى الأمور السياسية.

* وما رؤيتك للعلاقات بين مصر وإقليم كردستان العراق؟
العلاقات بين القاهرة والإقليم تاريخية ومستقرة، صحيح شهدت تراجع في عهد حكم الإخوان المسلمين، لكنها عادت وبقوة، وكردستان أرض بكر وبها موارد كثيرة ومتاحة للاستثمار ونتمنى أن تكون لمصر اليد الطولى في الاستثمارات بإقليم كرستان، المشتركات كثيرة بين الإقليم والقاهرة أهمها المذهب السنى، ونفضل القاهرة أن تتواجد في الإقليم أفضل من ترك الساحة خالية لتركيا وإيران، خاصة أن مصر هي الدولة العربية الرائدة في المنطقة.

* بصفتك شاهدا على تجربة "داعش" في العراق.. هل تتوقع نجاح التنظيم في محاولته الرامية للتواجد في مصر؟
هذا الأمر مستحيل ودعنى أستعير جملة تتردد هنا في القاهرة "مصر أحسن من العراق"، ونجاح "داعش" في مصر ضرب من الخيال لعدة أسباب على رأسها تماسك المؤسسات الأمنية سواء القوات المسلحة أو الشرطة التي تقوم على عقيدة وطنية بعيدة كل البعد عن الإيديولوجيات، إلى جانب ذلك تماسك المؤسسات الاقتصادية القائمة بكامل قواها، ربما يكون راتب الموظف هنا قليلا لكنه يجده في نهاية الشهر وهو الأمر الذي تفتقده العراق، من هنا نستطيع القول إنه ليس هناك مجال للتشابه بين العراق ومصر، وفوق هذا وذاك مصر الدولة الوحيدة الناجية في المنطقة من الصراعات المذهبية بين السنة والشعية.

*وما رؤيتك للرئيس عبد الفتاح السيسي وتقييمك لأدائه السياسي خلال العام الماضى من حكمه؟
الرئيس عبد الفتاح السيسي يجتهد بكل قوة بهدف وضع اسمه في التاريخ مثل محمد على أو جمال عبد الناصر، لكنه في حاجة كبيرة إلى جهاز إدراي يدعم حلمه، هو يسعى لكتابة تاريخ لنفسه ولبلده.. والسؤال الأهم، هل الشعب المصري معه في هذا الأمر؟! شخصيا طبقا لرؤيتى اجابتتى عن هذا السؤال "لا"، الرجل يحتاج إلى دعم من حوله بداية من القيادات السياسية إلى أصغر فرد في الشعب المصري.. السيسي مؤهل ليصبح قائدا إقليميا في حال دعمه بشكل حقيقى وتوافر إرادة حقيقية لجعل مصر دولة رائدة، لكن هذا الأمر متوقف على الشعب المصري قبل الرئيس.




الجريدة الرسمية