بالصور.. صاحب محل تجاري يخالف تعليمات المسيح.. الإعلانات تغطي جدران الكنيسة احتفالا بالعيد.. وراعى «العذراء»: استغل انشغالنا لتعليق لافتات تهنئة.. وأحد الزوار: الأماكن الدينية لها قدسيتها
«لا تجعلوا بيت أبى بيت تجارة».. هكذا قال السيد المسيح حينما دخل الهيكل ووجد الصيارفة وباعة الحمام، وقام بطردهم، ويحمل الكتاب المقدس العديد من الآيات التي تؤكد بأن بيت الله للصلاة فحسب، إلا أنه في الآونة الأخيرة انتشرت إعلانات لمحال تجارية داخل الكنائس منها كنيسة السيدة العذراء بمسطرد.
لافتات لمحل مصوغات
وسط توافد المئات من المسيحيين لزيارة الكنيسة الأثرية في عيد صعود العذراء والتبارك من المكان الذي وطأت العذراء فيه بقدمها ومعها المسيح حينما كانوا هاربين من هيرودس الملك، رصدت "فيتو" لافتات داخل أسوار الكنيسة تابعة لمحل مصوغات تحمل عبارات التهنئة للبابا تواضروس الثاني - بطريرك الأقباط الأرثوذكس، والأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة الذي تتبعه لإيباراشيته الكنيسة، بمناسبة عيد السيدة العذراء.
استنكار الزوار
وشهد الأمر استنكار عدد من زوار الكنيسة، خاصة انها ليست المرة الأولى التي تنتشر فيها مثل تلك الدعاية بالكنائس أو محيطها، ـ حيث قام عدد من المرشحين المحتملين لمجلس النواب خلال احتفالات أعياد الميلاد والقيامة الماضيين بنشر لافتات تهنئة بمحيط الكنائس لكسب ود الأقباط، من أجل الحصول على أصواتهم، وسط استهجان غير معلن لرجال الدين.
بيت للصلاة
تكرار انتشار هذه اللافتات سوء الانتخابية أو التجارية تُثير حفيظة العديد من أبناء الكنائس، خاصة انها بيت للصلاة وليست للدعاية أو التجارة وفقا لما يرد بالكاتب المقدس.
وأستنكر مينا وديع – أحد زوار كنيسة السيدة العذراء مريم الأثرية بمسطرد، وضع لافتات لتهنئة البابا والأنبا مرقس تحمل دعاية لمحل مصوغات.
قدسية خاصة
وقال وديع في تصريحات لـ"فيتو" إن الأماكن الدينية لها قدسية خاصة ولا يجب استغلالها في المناسبات للدعاية والترويج لبضائع أو لمرشحين البرلمان، خاصة أن غالبية الزوار يتوافدون للكنيسة لحضور الصلوات والتماجيد الخاصة بالعذراء ونيل بركة زيارة البئر وجلب المياه للبركة.
وأضاف أن الأشخاص الذين يريدون تهنئة قداسة البابا أو نيافة الانبا مرقس يمكنهم زيارتهم في مقراتهم لتقديم التهنئة أو وضع لافتات للتهنئة دون توزيع لافتات تحمل دعاية لمحال تجارية أو حزبية أو برلمانية، ويتعين على الأقباط والإكليروس والكهنة رفض هذه الأمور.
"لافتات تهنئة"
ومن جهته تواصلت" فيتو" مع القمص عبد المسيح بسيط، أستاذ اللاهوت الدفاعي في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وراعى كنيسة العذراء الأثرية بمسطرد، وبدوره قال: "إن أحد الأشخاص استغل انشغال الكهنة وقام بتعليق هذه اللافتات، وفؤجئنا بها تزامنا مع زيارة الأنبا مرقس للكنيسة فأحرجنا رفعها".
وأضاف "أنها تهنئة عادية لقداسة البابا تواضروس والأنبا مرقس بمناسبة عيد العذراء مريم وهو أمر عادى يحدث بأماكن كثيرة".
وجدير بالإشارة أن صوم العذراء المقرر انتهاؤه غدًا باحتفالات عيد صعود جسدها – وفقا للعقيدة المسيحية، يعد أكثر الأصوام المحببة إلى المسيحيين، وهو الصوم الوحيد الذي فرضه الشعب على الكنيسة، حيث أنه ممارسة شعبية فرضت نفسها على الواقع،حتى صار ضمن الأصوام الكنسية الرسمية.
ولم يرد ذكره في قوانين الكنسية التي اهتمت بتنظيم الأصوام حتى القرن الحادى عشر، ويقول البعض أنه بدأ كصوم خاص للعذارى والناسكات ثم أصبح صوما عاما يصومه جميع الشعب، بل يصومه البعض من غير المسيحيين، ولم يمارس بقانون كنسى إلا في القرن الثالث عشر، كصوم خاص بالمتنسكات.
وأول من جعله صوما اختياريا هو البابا غبريـال الثامن في أوائل القرن السابع عشر سنة 1602 وهناك رأى أن الآباء الرسل قد رتبوه بعد وفاه السيدة العذراء إكراما لذكراها.