رئيس التحرير
عصام كامل

«فلسفة» الصف الثالث الثانوي تصدم المعلمين.. المنهج الجديد يناقش «قضايا طبية».. الكتاب اعتمد نظام «القص واللصق» من المقالات والإنترنت.. واعتراضات موجهي المادة لا تلقى صدى

فيتو

حالة من الغليان انتابت موجهي ومعلمي المواد الفلسفية، عقب تسريب النسخة التجريبية من كتاب الفلسفة الجديد للصف الثالث الثانوي، والمقرر تدريسه لأول مرة العام الدراسي القادم 2015/2016، ووجه معلمو الفلسفة سيلا من الانتقادات الحادة للكتاب الذي تقررت طباعته بالفعل تمهيدًا لتسليمه للطلاب مع بداية العام الدراسي الجديد.


الكتاب يحمل عنوان " الفلسفة وقضايا العصر"، ويتناول موضوع الفلسفة البيئية، وهو يعد جزءا دقيقا من الدراسات الفلسفية المتخصصة، ما يعني أن الكتاب قد فقد هدفه الأساسي الذي يرمي إلى تعليم طلاب الصف الثالث الثانوي مقدمة عن الفلسفة باعتبارهم ليسوا متخصصين في هذه الدراسة؛ ولكنهم يدرسون مفاهيم ومقدمات حول الفلسفة عامة، ومن أراد منهم التخصص في تلك الدراسات سيختار هذا المجال في الجامعة.

انتقادات للكتاب

أكبر الانتقادات الموجهة للكتاب، كانت ضد الكم الهائل من المصطلحات العلمية التي تمثل صعوبة بالغة على طالب الفلسفة؛ لأن دراسته أدبية، في حين أن بعض هذه المصطلحات تضرب في الدراسات الطبية بعمق، ومن هذه المصطلحات:"علم الحياة الجزيئية، والحياة الخلوية، والغدد الصم، والإنجاب الاصطناعي، والتلقيح الاصطناعي، والإخصاب خارج الرحم، وبنوك المني، وبنوك الأجنة، واستئجار الرحم، والجينوم البشري، والبيوجينيا، الاكسيولوجيا"، وهذه المصطلحات وردت في الكتاب بتعريفاتها في إطار الحديث عن المعالجة الفلسفية للأخلاق الطبية، وهي المصطلحات والتعريفات التي وصفها معلمو المواد الفلسفية بأنها بعيدة تمامًا عن الدراسات الفلسفية، وأنها تضرب بعمق في صميم الدراسات الطبية.

قص ولصق

الغريب فيما يتعلق بالكتاب أن هناك أجزاء كبيرة من الدروس مأخوذة نصًا من بعض المواقع الإلكترونية المتخصصة في الدراسات الطبية، ومن ذلك ما ذكره الكتاب في " المضامين الأخلاقية للتحري الوراثي"، حيث نص الكتاب على: إن تقنيات التدخل الوراثي، مثل: الهندسة الوراثية، والمعالجة الجينية البشرية، والتحري الوراثي، تثير العديد من التساؤلات الأخلاقية. وفيما يتعلق بالتحري الوراثي:
يتفق معظم الباحثين وعلماء الأخلاق على أهمية تشخيص مرض مثل متلازمة «ليش-نيهان»، والتي تصيب ضحاياها بعد الولادة مباشرة، وتؤدي لحياة قصيرة وشديدة الإيلام، تتسم بالتخلف الشديد، والعنف، وإيذاء الذات.

وقليل من علماء الأخلاق هم من يعترضون على التحري الوراثي بحثا عن مثل تلك الأمراض، طالما كان الإجهاض يمثل خيارا متاحا بموجب القانون." وهذه الجزئية منقولة نصًا من كتاب الدكتور إيهاب عبدالرحيم محمد، والمنشور على شبكة الإنترنت بعنوان "الإطار الأخلاقي لأبحاث الجينوم والهندسة الوراثية البشرية"، ولم يشر كتاب الفلسفة للصف الثالث الثانوي إلى مصدر المعلومة، وهذه واحدة من فقرات كثيرة مقتبسة نصًا من مؤلفات ومقالات منشورة على شبكة الإنترنت، وكأن الكتاب مؤلف بنظام القص واللصق.

شكاوى واحتجاجات

وكانت مدير عام تنمية المواد الفلسفية (مستشارة الفلسفة سابقًا) قد تلقت العديد من الشكاوى، والمذكرات الاحتجاجية على تدريس هذا المنهج، ومن ذلك شكوى تقدم بها عدد من معلمي المواد الفلسفية وموجهي المادة- حصلت " فيتو" على قائمة بأسمائهم- تؤكد الشكوى أن الكتاب لا يصلح للتدريس، حيث جاء فيها:" بعد الإطلاع على نسخة الكتاب المقترح تدريسه للصف الثالث الثانوي للعام الدراسي 2015/2016..نرجو من سيادتكم نحن موجهي ومعلمي الفلسفة على مستوى الجمهورية إعادة النظر في كتاب الفلسفة للصف الثالث الثانوى؛ لأن الكتاب به معلومات لا علاقة لها بالفلسفة سوى العناوين، أما المعالجة فليست فلسفة بالمرة؛ لأنها مقصوصة من النت من كتب أطباء الوراثة وغيرهم." إلا أن هذه الشكوى وغيرها كثير لم تلق اهتمامًا في مكتب مستشارة المواد الفلسفية، كما أن الوزارة لم تلق للمعلمين بالًا، وأصدرت أمر طبع وتوريد للكتاب الذي من المتوقع أن يثير مشاكل كبيرة ويؤدى لصدمة الطلاب خلال العام القادم.

الجريدة الرسمية