المسرح يستعين بنجوم السينما لجذب الجمهور
يراهن مسرح الدولة على نجوم السينما والتليفزيون لجذب الجمهور للمسارح، وربما كانت آخر محاولة وما زالت هي تجربة «ليلة من ألف ليلة وليلة» للنجم يحيى الفخراني على المسرح القومي، فهل نجح البيت الفني برئاسة فتوح أحمد في تحقيق أهدافه.
واستعان البيت الفني للمسرح في الموسم الماضي بالنجم محمد رمضان لتقديم مسرحية "رئيس جمهورية نفسه" للكاتب الراحل ميخائيل رومان، والتي أخرجها سامح بسيوني، أحد رهانات مسرح الدولة على المخرجين الشباب، ليقدم عرضًا جماهيريًا بامتياز حتى وإن اختلف معه النقاد.
وقدم محمد رمضان جهدا ملحوظًا بموهبته التمثيلية الفطرية وقبوله الكبير الذي يمثله جيل من المشاهدين الشبان، حتى صنع له ألتراس مشاهدين يطاردونه سواء في السينما أو المسرح، وكان العرض فرصة لتنظيم تظاهرات لمحبي رمضان وإن لم تسعفه ظروفه لإكمال الموسم واعتذر عن عدم الدخول في المسابقة الرسمية للمهرجان القومي للمسرح المصري ومثل دوره الفنان هشام عطوة.
أما الموسم الحالي فشهد نجومًا كثر مثل محمد رياض ويوسف شعبان ومحمد محمود في باب الفتوح مع أحد كبار المخرجين وهو فهمي الخولي، والذين لاقوا مشكلات بدأت بتوفير مكان للعرض والذي كان مقررًا له المسرح القومي الذي تعثر افتتاحه فترة طويلة وقتها، فانتقل العرض لفرقة المسرح الحديث والذي كان يوشك أن يفتتح لولا ظروف خاصة حالت دون افتتاحه فافتتح المسرح القومي قبله وتم عرض "بحلم يا مصر"، للمخرج عصام السيد.
وحقق باب الفتوح جماهيرية حينما عرض ببيرم التونسي بالإسكندرية ولكن تقرر أن يعود ليفتتح المسرح الحديث بقصر العيني، وصرح بالفعل مدير المسرح الفنان حلمي فودة بذلك ليفاجئ الجميع بمنع العرض ووضع "غيبوبة" للنجم أحمد بدير مكانه ومن إنتاج نفس المسرح.
وحين سؤل المخرج الكبير فهمي الخولي حول التبديل المفاجئ بين غيبوبة وباب الفتوح قال: اسألوا فتوح أحمد ومدير المسرح الحديث الفنان حلمي فودة ولا تسألوني، وعلمت "فيتو" من الكواليس حدوث مشادة بين المخرج فهمي الخولي ومدير المسرح والفنان فتوح أحمد أدت لوقف العرض دون قرار رسمي.
وافتتح المسرح القومي بعرض "بحلم يا مصر" لعلي الحجار ومروة ناجي وإخراج عصام السيد، وحقق شهرة واسعة واستحسان نقدي وقرر مدة فترة أخرى رغم معارك خلفية حول العرض أدت بالنهاية لتوقفه مع إغلاق المسرح القومي ويعود المسرح ولا تعود المسرحية، حتى للمهرجان القومي بعد مشكلة لجنة النقاد الشهيرة برئاسة الناقد أحمد خميس.
كما راهن البيت الفني للمسرح على النجم أحمد بدير في توليفة صنعها الكاتب الكبير محمود الطوخي والمخرج شادي سرور، بعرض غيبوبة، والذي حقق إقبال جماهيري كبير بالإسكندرية، وطاف عدة محافظات على الرغم من تناول نقدي حاد للعرض وتساءولات حول إجازة النص، وإن كان العرض تجاوز كل ذلك باستمراره في جذب الجمهور حتى حدد له أن يمتد ويقدم في القاهرة بدءا من يوم الخميس القادم، استغلالا لنجاحه الجماهيري.
وراهن المسرح الكوميدي برئاسة الفنانة عايدة فهمي على النجم سامح حسين والنجمة حنان مطاوع في دويتو مسرحي بصياغة درامية للكاتب الكبير يوسف عوف ومن إخراج محسن رزق، وحقق الرهان نجاحات متعددة بحضور جماهيري كبير وإيرادات قالت عنها مديرة فرقة الكوميدي عايدة فهمي أنها عالية وبلغت 14 ألف جنيه في ليلة واحدة فقط.
ويعود محمد شرف لمسرح الغد في نوفل، تأليف طارق رمضان وإخراج سامح مجاهد ليجذب جمهور من الشباب والمهتمين ويحظى بقبول كبير لمشاهديه، يضاف لنجاحات المسرح بعد عرض "سيد الوقت" للمخرج ناصر عبد المنعم والكاتب فريد أبو سعدة ونجوم فرقة الغد، والذي لاقى ناجاحا وتمثيلا لمصر بمهرجان قرطاج.
أما النجم يحيى الفخراني والذي واكب افتتاح عرضه إعادة افتتاح المسرح القومي في مشهد مهيب حظى بحضور عربي ومصري كبير، فقد راهن على عودة الجمهور حتى في شهر رمضان ورغم التأجيلات المستمرة للعرض إلى أنه فاجأ جمهور الافتتاح بمتعة كبيرة وهدية سعيدة في ليلة افتتاح المسرح القومي بعرضه.
ويظل الصراع اليومي بالمسرح القومي حول الدعوات التي لا تتوفر بسهولة نظرًا لوجود إقبال جماهيري كبير على العرض وربما يحرم هذا الحضور الكبير بعض أصحاب الحظوة من الصحفيين من الحصول على دعوات مجانية لذويهم.