رئيس التحرير
عصام كامل

جدوى تجديد الخطاب الديني! (3)


عندما أسمع أو أقرأ أننا لا نحتاج فقط لتجديد الخطاب الدينى وإنما تجديد الحياة المصرية كلها أو تجديد الشخصية المصرية بالكامل فإننى أستشعر على الفور أن من يقول ذلك ليس جادا في مواجهة العلة الأساسية التي يعانيها مجتمعنا الآن وهي علة التطرف الدينى أو التشدد أو الغلو كما يصفه آخرون.. وبالطبع لا يعنى ذلك أننى لست متحمسا لتجديد الحياة المصرية والشخصية المصرية بل إننى أتوق شوقا إلى ذلك، خاصة أن سمات سلبية تراكمت على مدى العقود الأخيرة في الشخصية المصرية تعرقل سعينا لبناء دولة عصرية حديثة.


لكننى مقتنع كل الاقتناع بأن هناك دائما، كما يقول العسكريون، اتجاها للضربة العسكرية في كل وقت.. وفى وقتنا هذا اتجاه الضربة الأساسية يجب أن يكون في اتجاه التطرف الدينى لأن هذا التطرف هو الذي يمد التنظيمات الإرهابية التي تقتل وتفجر وتخرب بلادنا الآن بأعضاء جدد تستخدمهم في عملياتها الإرهابية المختلفة والمتعددة.. ولو لم يكن هذا التطرف الدينى منتشرا في بلادنا ما صارت التنظيمات الإرهابية قادرة على إغواء مزيد من شبابنا والإيقاع بهم في أسرها واستخدامهم في الإيذاء بنا..

لذلك أتمنى ألا يتهرب البعض منا من هذه المهمة الأساسية وهى مواجهة التطرف بتعميم هذه المهمة وتوسيع نطاقها وبالتالى زيادة أعباء هذه المهمة وثقلها علينا.. وأرجو أن نركز أساسا على مواجهة التطرف الدينى حتى نجفف المنبع الرئيسى والأساسى للتنظيمات الإرهابية.
الجريدة الرسمية