رئيس التحرير
عصام كامل

جدوى تجديد الخطاب الديني! «٢»


بعض رجال الدين الذين يحظون بخطاب ديني معقول، ويتفادى التصادم مع الغير، هم في حقيقة الأمر ليسوا بمستنيرين، وإنما يخطون بخطابهم الديني الذي يبدو سمحا أو بالأصح يتظاهر بالسماحة، تطرفا دينيا يتمسكون به ولا يحيدون عنه، ولكنهم يسايرون فقط دعوات تجديد الخطاب الديني.. وهكذا السماحة لدى هؤلاء مجرد قناع يرتدونه فقط أمام الآخرين، أما حقيقتهم فهي أقرب إلى هؤلاء المتطرفين دينيا، الذين يجاهرون بتطرفهم بل يتباهون به ويتفاخرون!


هذه هي مشكلتنا الحقيقية.. إنها في بعض رجال الدين لدينا الذين تربوا ونشأوا على التطرف الديني، وصاروا متطرفين، وإن كانوا يحاولون إخفاء ذلك أو عدم إظهاره.. هؤلاء إن كانوا لا يجيدون العنف ولا يدعون إليه مثل غيرهم من قادة التنظيمات والجماعات الإرهابية، إلا أنهم يمدون مع آخرين وهذه التنظيمات الإرهابية بأسباب استمرارها على قيد الحياة، من خلال التمسك برؤى وأفكار وآراء ومواقف متطرفة دينية أو على الأقل عدم التحمس لمحاربتها وتفنيدها والتخلص منها، ما يسهم في خلق شباب جديد متطرف دينيا يصير احتياطيا جاهزا لهذه التنظميات.

ودليلنا على ذلك، أن العديد من الخلايا النوعية الخاصة بجماعة الإخوان التي يتم الإمساك بها من قبل الأمن، هناك عدد من أعضائها تم تجنيدهم حديثا ابتداء من عام ٢٠١٠ وما بعده، وهذا يعني أن التطرف الديني في مجتمعنا عدواه تنتشر لا تنحسر.. ونكمل غدا.
الجريدة الرسمية