رئيس التحرير
عصام كامل

الفاعل الحقيقي في انفجار شبرا!


بعد ثلاث ساعات من حادث انفجار مبنى الأمن الوطني بشبرا، صباح اليوم، أعلن تنظيم "الكتلة السوداء" تبنيه للعملية!

قال بيان الجماعة ما يلي حرفيا:


"المجموعة المركزية بمحافظة القاهرة تعلن عن التقريب الآتي.. منذ ثلاث ساعات أو ما يقل عنها.. حملة تعذيب للمعتقلين السياسيين داخل أحد السجون وبينهم مصاب.. نوهنا.. وأعلنت صفحاتنا"!

وأضاف البيان المنشور على صفحة الجماعة على "فيس بوك"، ونشرته عدة صحف ما يلي: "وجاءت ردود أفعالهم بالعنف.. البادئ أظلم.. ونعلن مسئوليتنا الكاملة عن الانفجارات التي وقعت بمنطقتين داخل مصر من نصف ساعة"!

وبتأمل البيان، يتضح عدم صدقه بالكامل - وفقا لاعتقادنا - ليس فقط لصياغته اللغوية الركيكة.. وليس فقط لأنه تحدث عن تعذيب لمعتقلين سياسيين في أحد السجون دون ذكر اسم السجن.. ولا حتى لأنه ذكر أن هناك مصابا بسبب التعذيب المزعوم دون ذكر اسمه أيضا.. وإنما لسببين أساسيين آخرين..

الأول أن البيان يقول إنه نفذ عمليتين داخل مصر.. وحتى كتابة هذه السطور صباح اليوم، وبعد ما يزيد على الأربع ساعات من تفجير شبرا، تأكد تماما أن هناك تفجيرا واحدا فقط، وأن التفجير الثاني المزعوم جاء على ألسنة مشاهدي الفضائيات وبعض نشطاء فيس بوك فقط، وثبت كذبه، وبالتالي فالبيان غير الصحيح لـ"الكتلة السوداء"، جاء نقلا عن وسائل الإعلام ليس إلا.. كما أن وجود صفحة علنية للجماعة على "فيس بوك" رغم سقوط أصحاب الصفحات المماثلة السابقين، يؤكد فرضية إدارة الصفحة وتأسيسها من خارج البلاد!

فضلا عن سبب آخر وهو: يقول البيان في نصه، إن عمليتين وقعتا داخل مصر!.. والسؤال: كيف لمن قال إن المجموعة المركزية بالقاهرة بتنظيمهم نفذت الجريمة، يصاب بالكسل لذكر مكان التفجيرين؟!.. ولماذا قال داخل مصر ولم يقل داخل القاهرة؟

في اعتقادنا أن كاتب البيان كان يستقي معلوماته من الفضائيات، ولاستعجاله كتب مصر بدلا من القاهرة، وهي إشارة قوية لتواجده خارج البلاد، ونسى في لحظة تسرع ذلك.. وربما كان في تركيا مثلا، والهدف من التنظيم الوهمي إرباك أجهزة الأمن وتشتيت جهودها وإنهاكها ورفع معنويات الخلايا الإرهابية!

الآن.. من يقف خلف الحادث؟.. نقول: ومع استبعاد قرار الجامعة العربية بالموافقة على دعم ليبيا عسكريا، وهو ما يعني قرب توجيه ضربات لداعش، وطبقا لطريقة تنفيذ الحادث نجده يشبه كثيرا حادث تفجير مديرية أمن القاهرة قبل عام تقريبا؛ حيث توقفت سيارة فجأة وتركها سائقها ليستقل سيارة أخرى كانت خلفه، وهو ما جرى أمس؛ حيث التقطت السيارة المنفجرة قائدها على عجلة بخارية وفرت هاربة، وهو ما يشير بأصابع الاتهام إلى "بيت المقدس"، وهو ما يعني أن الإجراءات الأمنية المشددة الأسابيع الماضية في احتفالات قناة السويس، كانت جيدة وتسببت في تأجيل مثل هذا الحادث، كما أنه ليس هناك تقصير من رجال الأمن في شبرا؛ لأنه لا يمكن توسيع نطاق أمن المبنى أكثر من ذلك، وإلا لتم منع المرور نهائيا في المنطقة، كما أن الحادث يعني نجاح الجيش في تضييق الخناق على الجماعة في سيناء، وتجد متنفسها الآن في تفجيرات في العمق!

بصمات بيت المقدس على الحادث.. وربما جاء بيانهم بعد ساعات وإلى أن يهرب رجالهم بعيدا أو يستعدوا بفيديو عن الحادث!
الجريدة الرسمية