رئيس التحرير
عصام كامل

جدوى تجديد الخطاب الديني (1)


لا أرتاح للدعوة التي تطالب بتغيير وتجديد الخطاب الديني.. مشكلتنا ليست في الخطاب الديني أو قدمه، والحاجة إلى تجديده.. مشكلتنا الأساسية هي التطرف الديني، الذي صنع وما زال يصنع لنا جماعات وتنظيمات تمارس العنف والإرهاب باسم الدين أو دفاعا عنه.

والخطاب الديني الحالي هو تعبير عن هذا التطرف.. أي أشبه بالعرض لمرض خطير أصاب مجتمعنا.. وجهودنا يجب أن تركز على علاج هذا المرض والقضاء على فيروسه الخطير الذي ينهش في جسد المجتمع ولحمه، وليس إلى الأعراض لهذا المرض، ومنها الخطاب الديني المتطرف والفتاوى الدينية الجاهلة.

قد تنجح في تسكين أعراض المرض، ولكن يبقى المرض قائما ومستمرا يعاني منه الجسد، بل يستشري في أجزائه.. أما إذا عالجنا المرض سوف نعالج في ذات الوقت، أعراضه ونتخلص منها.. ومعنى ذلك، أننا إذا تصدينا بقوة للتطرف الديني سوف نظفر بخطاب ديني مختلف وجديد، وسوف نحصل على فتاوى دينية صائبة، والأهم سوف نجفف منابع العنف والإرهاب الذي يستتر بالدين في بلادنا.. فإن هذا التطرف هو الذي يمنح التنظيمات الإرهابية الفرصة لتجديد شبابها وضخ دماء جديدة في عروقها، من خلال الإيقاع والتغرير بشباب جديد، وضم وتجنيد أعضاء جدد فيها.. وإذا تصدينا بقوة وحزم لهذا التطرف من خلال رجال دين مستنيرين ومفكرين شجعان وعقلاء، سوف نقضي على هذه التنظيمات الإرهابية.. ونكمل غدا.
الجريدة الرسمية