حقيقة الإفراج عن أبو العلا ماضي للوساطة مع الإخوان!!
من حق أبو العلا ماضي أن يقدم ما يعتبره "مبادرة"، لما يسميه "المصالحة بين النظام والإخوان"، فيما يعتقد هو أنه "لم الشمل الوطني"، فالمبادرات والآمال العريضة حق للجميع.. لكن الذي ليس من حق أحد، هو القول إن الإفراج عن ماضي تم من أجل "المبادرة الافتراضية".. ففضلا عن أن الإفراج عن الإخواني "المتقاعد" أبو العلا ماضي تم لأسباب قانونية، تتعلق بانتهاء مدة حبسه الاحتياطي طبقا للقانون رقم 143 الخاص بالإجراءات الجنائية، ويستحيل مدها، وهو ما أكده المهندس عمرو فاروق، أمين عام حزب الوسط نفسه، الذي أضاف في تصريحات صحفية، أن قيادة الحزب ستبحث فيما بعد فكرة "الحوار السياسي"، بما يعني أنها لم تطرح حتى الآن، لا قبل الإفراج عن ماضي ولا بعده!
وفضلا غن ذلك، وبعيدا عن أمنيات شبكة "رصد" الإخوانية، من أن الإفراج تم بضغوط أوربية ترغب في عودة الجماعة للفعل السياسي، تبدأ بتوسط ماضي بين الدولة والإخوان، إلا أننا نرى أن المصالحة مستحيلة في ظل..
- دولة تحرز كل يوم خبطات أمنية كبيرة، منها سقوط شبكات إرهابية!
- دولة تستعيد ثقة الجماهير، خصوصا بعد افتتاح قناة السويس وظهور بعض ملامح المشروعات الكبرى، خصوصا في الطرق والإسكان!
- دولة توفي بتعهداتها وتتسلم كل ما اتفق عليه من مشروعات مع الأشقاء في الإمارات، أبرزها 27 صومعة قمح و78 وحدة صحية و600 سيارة أتوبيس للنقل العام بالقاهرة، ومعها 72 مدرسة وتهيئة أربعة مزلقانات للسكك الحديدية، فضلا عن عشرات آلاف الوحدات السكنية!
- دولة تستعيد مكانتها خارجيا في أفريقيا، وفي الجامعة العربية، وتتسلم أقوى الأسلحة في العالم!
- دولة تحصل أخيرا وفي انتصار لها، على الضوء الأخضر تقريبا من جامعة الدول العربية؛ لضرب داعش والجماعات المتطرفة في ليبيا!
في مقابل..
- جماعة تفشل في الحشد في أهم مناسباتها على الإطلاق، وهي ذكرى رابعة رغم التعليمات الخارجية!
- جماعة يهيم وفدها الأخير في شوارع واشنطن على وجهه منذ أيام، في انتظار استقبال الكونجرس له، بعد رفض الخارجية استقبال وفد الجماعة قبل أشهر!
- جماعة تغلق فضائياتها واحدة بعد الأخرى في تركيا!
- جماعة تدخل الدولة الأهم في دعمها وهي قطر، في أزمة مع السعودية؛ بسبب خلافات حادة في وجهات النظر في التعامل مع إيران، وبما يصب في غير مصلحة الجماعة قطعا!
- جماعة يتسول جناحها العسكري الدولي المتمثل في حركة حماس، لقاء أي مسئول مصري دون رد، وإلى حدود محرجة جدا!
فأي نظام هذا الذي يقبل الصلح والواقع يقول الحقائق السابقة؟.. وبأي منطق تقبل مصر المصالحة؟.. هل من أجل الضغوط الأوربية؟.. وهل فلحت الضغوط الأمريكية في شيء أصلا؟.. وأي أوربا يقصدون؟.. فرنسا بعلاقاتها القوية مع مصر؟.. أم إيطاليا الحليف الأهم العلني مع مصر ضد الإرهاب؟.. أم ألمانيا حليف المشروعات الكبرى؟!!
لا يملك ماضي إلا ملامح نشرتها "فيتو"، مسربة من بعض المصادر المحيطة به دون تأكيدها من أي طرف، ولا نعرف هل حصل أصلا على موافقة الجماعة عليها أم لا، ومنها عدم طرح ما يسمى بعودة مرسي، ولا طرح إجراء أي انتخابات، ولا الإفراج عن المسجونين، ولا إصدار عفو عن أي محكوم عليه بأحكام نهائية، ولا حتى عودة الجماعة للعمل ولا حتى حزبها السياسي، وإنما فقط بحث عودة الجماعة للحياة العامة في مصر، وتجميد العمل السياسي سنوات يتم الاتفاق عليها، وهو ما يعد مبادرة استسلام كاملة الأركان أو بالمعنى الأدق: لا مبادرة أصلا ولا يحزنون!