رئيس التحرير
عصام كامل

قال فن قال ؟!



لما تكلم الرئيس السيسي عن حال الدراما المصرية.. تكلم كمشاهد.. وله حق. الدراما المصرية في خبر كان.. مسلسلاتنا في الباى الباى. علاقات مشوهة بالكوم، ورغبات غير مشروعة بالزوفة.. مزيد من التشويه ومزيد من التعقيد تحت مسمى فن وتشخيص وإبداع..مع أنه لا هو فن ولا إبداع.


نماذج أكثر من سيئة.. بنت تقتل أباها، وأم عايشة في الحرام مع صديق ابنها، وأخت تلعب على خالتها.. ثم كل هؤلاء يشّمون الهيروين، ويتدرمغون آخر الليل في الحشيش، والخمور والمليطة.. بلا معنى ولا هدف.

هتقولى: فن؟ هتقولى الفن ينقل الواقع؟ وأنها رسالة الممثلين؟ كلام فارغ.. كلام لا معنى له.. كلام قديم مر عليه زمن قديم.. كلام انكشف وبان عليه الأمان.. كلام للاستهلاك.. والاسترزاق.. دفاع عن السبوبة.. والمكسب.. والرزق يحب الخفية.

ما الذي يفيد لو نقلنا أوسخ ما في الواقع وأقذره ؟ هل انصلح الواقع، وزالت الوساخة، ثم ابيضت القذارات؟ أكيد لأ.

ما الذي ينفعنا ياسيدى الفاضل، لو ركزت الدراما تبعنا على أسوأ نماذج، وأحط درجات السلوكيات؟ هل هكذا تساهم في تغيير الواقع؟ هل كما يزعم صناع الدراما، إنهم بهذه الطريقة يدفعون إلى الأمام، ويضعون خطوطا حمراء تحت نقاط ضعف المجتمع.. وعقده؟ برضه أكيد لأ.

بالعكس. كل هؤلاء ساهموا في مزيد من النتوءات.. والجروح. دراما رمضان، هذا العام، والذي قبله، مليئة بألفاظ رقيعة، ونماذج لعبية، وحبكات إجرامية ساهموا في أن اللى لا يعرف الإدمان عرف.. وأن الذي يعرف الهلس وحياة الليل عرف، وأن الأجيال الجديدة، وجدت بدلا من المواقع الإباحية على الإنترنت، عشرات من شركات الإنتاج المحلية، وضعت لهم خلطة معتبرة تحت مخدات نومهم، وفى صالونات بيوتهم.. باسم الفن والإبداع.

لما تكلم الرئيس، قال بعضهم: مال الرئاسة بالفنون؟ ياسلام.. طيب ما دخل ما يعرض على الشاشات بالفنون؟

تكلم الرئيس بأسى.. وعنده حق.. البلد مشغول في مليون قضية، وألوف من البلاوى، بينما الممثلون، والممثلات يلبسون أفخر الثياب، ويجلسون مجعوصين في استديوهات الفضائيات، يحللون الأموال التي أخذوها، مدافعون عن أنفسهم وصورتهم، بكلام لا معنى له ولا مضمون، محاولات لحفظ ماء الوجه.. تحليلا للقمة العيش.

لو في بلد متحضرة.. نصف مسلاسلاتنا لم تكن لتعرض على محطات التليفزيون، النصف الآخر، كان سيثير لغطا بين القانونيين، حول ما يجب أن تحاط به تلك المسلسلات بضوابط واحتياطات.. وتحذيرات.. من مشاهدات الأطفال، أو إطلاع المراهقين.

لكن تقول لمين؟ من يسمع؟ لا أحد.. كل جملة منك، يخرج مليون "فنان" في المقابل يقول لك إنك لا تفهم في الفن، ولا في حريات الإبداع..ولا في الحاجات والمحتاجات.. وأبوك السقا مات.

ألست معى أن هناك فرقا بين الإبداع الإنسانى.. وبين المليطة؟

المليطة لفظ دارج في الشارع.. معناه غث الكلام، وقلة الأدب. معلوم أن قلة الأدب لا تصنع فنا.. وأن الفن الهادف لا تصنعه قلة الأدب، حتى لو طلع مليون ممثل، وألوف الفنانين يتهمونك "بالرجعية" واللولبية.. وكلام أغلبهم لا يفهمه.

هم لا يعرفون إلا الدفاع باستماتة..إذ أنه دون الدفاع، سينتقل أغلبهم من خانة "التشخيص" إلى خانة..
و"التشخيص" له ناسه !!

الجريدة الرسمية