رئيس التحرير
عصام كامل

لا لحل حزب النور.. ولا لإلغاء الحصانة البرلمانية!


ستكتشفون في نهاية الأمر أن الإخوان وراء المطلبين وأن أعضاءهم ولجانهم الإلكترونية تغزي دعم المطلبين أيضًا.. الأول حل الأحزاب الدينية والثاني إلغاء الحصانة البرلمانية.. في الأولى يريدون قوة أخرى كبيرة، هي السلفيين.. تقف معهم في مواجهة الدولة وهنا قطعًا سيكون من بينهم متطرفون سيرون وكما يقول الإخوان أن الحرب ليست على الجماعة الإسلامية إنما بالفعل -من وجهة نظرهم- ضد الإسلام نفسه.. وفي الثانية يريدون نائبًا مرتعشًا لا يعرف كيف يواجه أي فساد ولا يعرف كيف يواجه الوزراء والمسئولين الكبار.. فيؤثر الصمت!


في الأولى هم يعرفون أكثر من الجميع أن الدولة لم تنته بعد من مواجهة الإخوان والإرهاب وتبدو المسألة ليست قصيرة وأن إضافة خصوم جدد لهم القدرة على الحركة والحشد سيضيف أعباءً جديدة على الدولة وعلى الشعب معًا.. وفي الثانية هم يدركون أن الحصانة ليست ميزة للنائب وإنما شرط ليمارس دوره نيابة عن الناس في أمان.. لا تهدده سلطة ولا يخشى سلطان !

هم يدركون أن حزب النور ليس حزبًا دينيًا بالمعنى الكلاسيكي.. قلنا هذا الكلام قبل ما يقرب من عام ردًا على المطالب ذاتها وأيدته الإدارية العليا وبات نهائيًا؛ لأن الحكم على الأحزاب يكون ببرامجها ولوائحها وليس بهيئة أعضائها.. وفي الثانية هم يقيسون أداء نائب المستقبل على أداء نواب العصور الغابرة!

في الأولى أغلبهم لا يعرف الفرق بين حزب النور السلفي وبرنامجه المدني كامل المواصقات وبين الجبهة السلفية ولا يعرفون الفرق بين الاثنين وبين تيار السلفية الجهادية المختلف عنهما تمامًا وفي الثانية سيفتحون الباب لمطالب إلغاء الحصانة على باقي السلطات.. وإن كانت ستلغى على نواب الشعب فمن باب أولى أن ترفع -فيما بعد وفي مطالب جديدة- عن القضاة وبما سيدخل البلاد إلى دوامة ليس وقتها على الإطلاق!

في الأولى يعرفون أن الدولة في أمس الحاجة لعدم فتح جبهات جديدة حتى لو قبلت بعض رذالات من هنا ومن هناك.. وفي الثانية يريدون بقصد أو بغير قصد القضاء على توازن السلطات الذي هو الضمان الوحيد لعمل سياسي سليم وصحيح ولا أعرف شعبًا في التاريخ سعى لتقليص صلاحيات من سيمثله وينوب عنه!!

السؤال الآن: كيف يفكر هؤلاء ؟ ومن الذي يلقي إلى ساحة العمل السياسي بألغام كل حين ؟ وكيف لا يعرفون الفرق بين الاستراتيجية والتكتيك ؟ وهل نحن مستعدون لانضمام أكثر من ثلاثة ملايين سلفي إلى الإخوان ؟ وهل نحن نريد حقًا برلمانًا خالي الدسم بلا أظافر وبلا أنياب أمام حكومات قادمة لا نعرف عنها ولا عن أدائها شيئًا ؟ هل نحن نفكر ونخطط للأسابيع أو للأشهر أو للسنوات القليلة القادمة أم لمستقبل واسع يحلم الناس فيه بدولة المستقبل التي يحلم بها المصريون من عشرات السنين ويستحقونها كأصحاب أقدم حضارة في التاريخ ؟!
ارحمونا يرحمكم الله !
الجريدة الرسمية