المقالة حارة ..والميت كلب!
تحنيط جثة الصول «نسر» وبناء فيللا باسمه تخليدا لذكراه
الباشجاويش عبد المعبود يحكي قصص وبطولات المرحوم
خيم الحزن علي كلية البوليس في الأسبوع الماضي، لأنها فقدت عضواً في أسرة المدرسة كان مثال النزاهة والإخلاص.. والوفاء تلك الكلمات التي نشرتها مجلة «المصور» عام 1955 بالعدد 1615 تحت عنوان «مات الصول .. نسر» لم تكن رثاء لأحد من بني أدم، بل سطور تنعي بها المجلة كلب بوليسياً سمي بـ «نسر» كان مشهوراً وانجز الكثير من المهام «الشرطية» فكشف النقاب عن العديد من الجرائم التي ارتكبت ابان خدمته في «البوليس» السطور الأولي من «الموضوع» صيغت بشكل احترافي للغاية يجعلك طوال الوقت تشعر أن «المتوفي» إنسان من لحم ودم، له من الخصال والسمات ما يجعلك تترحم عليه، بل وتقرأ له الفاتحة لقد ضاعف الحسرة علي الفقيد أنه غادر الكلية في مهمة بوليسية وهو احسن ما يكون صحة وعافية ثم عاد بعد أن قام بمهمته وأدي واجبه يترنح كالسكير وما كاد يصل إلي بيته حتي استلقي علي فراشه، واستغرق في نوم عميق وزهد الشراب والطعام فادرك القائم علي شئونه أنه مريض واسرع بنقله إلي المستشفي حيث احاطه الدكتورعبد الرحمن زغلول بعنايته واعطاه ثلاث حقن من البنسلين».
ويسترسل كاتب الموضوع ولم يفلح الطب وعناية الطبيب في رد القضاء المحتوم فقد ذهبت الباشجويش عبد المعبود علامفي الصباح إلي المستشفي يستفسر عن صحة قرينه الذي عاشره 12 سنة كاملة، فما كاد نظر المريض يقع علي زائرة حتي تحامل علي نفسه وحاول النهوض لكنه ما لبث أن تمايل وترنح وسقط جثة هامدة.
وقبل أن تذرف الدموع، وتبدأ في قراءة الفاتحة علي روح المرحوم يصدمك الكاتب وأعلن القائم مقام يوسف غراب قائد سلاح الكلاب البوليسية في الكلية وفاة الكلب الصول «نسر» وقام الطبيب بتشريح جثته وأعلن أن الوفاة ترجع إلي نزله معوية والتهاب رئوي!
ويواصل الكاتب فيما بعد الحديث عن مناقب وخصال «الصول» الكلب نسر والذي شارك في 1481 عملية بوليسية ونال عدداً كبيراً من الأوسمة حنطت جثته ووضعت بمقر سلاح الكلاب البوليسية تكريماً له بل وخلد اسمه بإقامة فيللاً اطلق عليها اسمه!
ويطمئن الكاتب «معشر القراء» يقوله إن السلاح لم يجدب من الأبطال فالسلاح يضم العديد من الكلاب النابيهة التي يمكنها ملء الفراغ الذي تركه «نسر» ومنهم «حارس وفارس وتاج ودينا وبحر» وغيرهم.
والطريف أن للفقيد اثنين من الابناد وهما «مرشد وصقر» .. خدما العدالة كثيراً مثل ابيها فأولهما شارك في 800 حادث.
أما الأكثر طرافة فهو ما يمحكيه الباشجاويش عبد المعبود وكيف تفوق الكلب علي أربعة من قصاص الأثر الذين اجمعوا في إحدي الحوادث علي أن اللصوص مروا من طريق ما بينما أصر نسر علي أنهم ساروا من طريق آخر وكان رأيه هو الصائب والقي القبض علي عصابة المواشي بعد أن قطعت «القوة» 13 كليو متراً سيراً علي الأقدام!
وأخيراً لا يفوتنا أن نذكر أن «نسر» شارك في عملية سيمائيين إذا فالفقيد كان نجم شباك!
مات الصول .. نسر!
خيم الحزن علي كلية البوليس في الأسبوع الماضي، لأنها فقدت عضوا في أسرة المدرسة كان مثال النزاهة والإخلاص .. والوفاء
لقد ضاعف الحسرة علي الفقيد أنه غادر الكلية في مهمة بوليسية، وهو أحسن ما يكون صحة وعافية، ثم عاد بعد أن قام بمهمته وأدي واجبه ، يترنح كالسكير وما كاد يصل إلي بيته حتي استلقي علي فراشه واستغرق في نوم عميق وزهد الطعام والشراب فأدرك القائم علي شئونه أنه مريض واسرع بنقله إلي المستشفي حيث أحاطه الدكتور عبد الرحمن زغلول بعنايته وأعطاه ثلاث حقن من البنسلين عدا السلفا والسلفاجونيدس.
ولم يفلح الطب وعناية الطبيب في رد القضاء المحتوم فقد ذهب الباشجاويش عبد المعبود علام في الصباح إلي المستشفي ليستفسر عن صحة مريضه الذي عاشره 12 سنه كاملة «فما كاد نظر المريض يقع علي زائره حتي تحامل علي نفسه وحاول النهوض من فراشه ليستقبله ويداعبه علي نحو ما جرت عليه عادته ولكنه ما لبث أن تمايل وترنح وسقط جثة هامدة.
وبكي الباشجاويش وذرف الدموع سخينة وأعلن القائمقام يوسف غراب قائد سلاح الكلاب البوليسية في الكلية وفاة الكلب الصول «نسر» وقام الطبيب بتشريح جثته وأعلن أن الوفاة ترجع إلي نزلة معوية والتهاب رئوي.
ورأت كلية البوليس أن الكلب «نسر» استخدم في 1481 حادثا ونال مثل عددها من الأوسمة فقررت تكريمه بتحنيط جثته ووضعها في مقر سلاح الكلاب البوليسية.
فكان أول كلب بوليسى ينال هذا التكريم بعد مماته كما تقرر إقامة «فيللا» في حظيرة الكلاب يطلق عليها اسمه، وتخلد بها ذكراه أسوة بالكلب «هول».
وليست هذه الحوادث هي كل ما يذكر عن «نسر»، بل لقد لمع اسمه في فيلمين سينمائيين اشترك فيهما ومع الخسارة الفادحة التي أصيب بها سلاح الكلاب البوليسية في الكلية بموت «نسر» لما كان عليه من الذكاء والوفاء فإن السلاح لم يجدب من الأبطال، فإن هناك أبطالا كثيرين سيخلفونه ويحملون رسالته في مكافحة المجرمين أمثال «حارس» و«فارس» و«بحر» و«نصر» و«دينار» و«تاج» و«أصبح» وهنا أيضا «مرشد» و«صقر» وهما كلبان من أذكي الكلاب ومن أبناء «نسر» وقد خدم أولهما العدالة في 800 حادث وسجل في ملف خدمته من الخدمات نصف ما سجله أبوه.
وقد تحدث الباشجاويش عبد المعبود عن «الصول» نسر فقال إنه يذكر له مرة أن لصوصا انسلوا إلي حظيرة في بلدة سنهوا من أعمال مديرية الشرقية وسرقوا خمس مواش وولوا تحت جنح الظلام هاربين واستخدم البوليس نسر وأربعة من قصاصي الأثر لاقتفاء أثر اللصوص وعند مفترق أحد الطرق أكد الأدلاء أن اللصوص سلكوا طريقا معينا بينما أصر «نسر» علي أنهم ساروا في طريق آخر واحتار البوليس من يصدق الآدميين الأربعة والكلب.
وأخيرا سمحوا للأدلاء بالسير في طريقهم علي أن يسير «نسر» في طريقه وبعد أن سار الكلب 13 كيلو متراً أرشد إلي المكان الذي اخفيت فيه الماشية.