رئيس التحرير
عصام كامل

أبو العلا ماضي خارج السجن!


تنفيذا لحكم قضائي خرج أبو العلا ماضي من السجن، بعد أن قادته الحسابات الخاطئة إلى هذا السجن بعد الإطاحة بمرسي، وإنهاء حكم الإخوان الفاشي المستبد.. رئيس حزب الوسط كانت لديه فرصة مبكرة جدا للخروج من السجن، عندما اقترحت السيدة آشتون، المسئولة السابقة للشئون الخارجية في الاتحاد الأوربي، الإفراج عنه هو وسعد الكتاتني بوصفهما من رؤساء الأحزاب، مقابل البدء في قيام الإخوان بفض اعتصام رابعة.. غير أن الإخوان أصروا على بقاء الاعتصام، وقبلوا فقط بتخفيض أعداد المتظاهرين، وهو ما لم يلق قبولا بالطبع؛ لأن التخفيض لا يمكن قياسه، فضلا عن أنهم إذا التزموا به فعلا في مقدورهم زيادة عدد المتظاهرين مجددا في أي وقت.. وهكذا أضاع الإخوان على أبو العلا ماضي ومعه سعد الكتاتني، فرصة الخروج مبكرا من السجن.


ولكن بدون مساعدة آشتون أو غيرها، وبيد القضاء المصري وحده، خرج أبو العلا من السجن، بينما بقى رفيقه عصام سلطان فيه.. ولعل ذلك مع فقدان الحرية لشهور طويلة، يدفع أبو العلا لمراجعة تلك الحسابات الخاطئة التي قادته إلى السجن، وإعادة النظر في المواقف غير السليمة التي أفقدته حريته لعدة شهور طويلة.

وأنا هنا أتحدث تحديدا عن ذلك التحالف الذي ربط به أبو العلا نفسه بجماعة الإخوان، سواء وهي في الحكم أو خلال تشبثه بها أو بعد أن تمت الإطاحة بها من الحكم وإصرارها على استعادته.. إن ذكاء "أبو العلا" خانه على عكس صديقه "أبو الفتوح" الذي رغم عقيدته الإخوانية، فإنه حرص على أن يكون على مسافة من جماعة الإخوان ولو ظاهريا.. ولذلك خاض أبو العلا معركة ليست معركته، ولا معركة حزبه، الذي تعاملت معه جماعة الإخوان مثل غيره من جماعات وتنظيمات الإسلام السياسي، بوصفها أدوات تستخدمها وقت الحاجة، وتهملها عندما لا تحتاج إليها.

وهذا ما اعترف به أبو العلا ورفاقه في حزب الوسط، في اللقاء الذي جمعهم مع خالد مشعل في عام ٢٠١١، الذي تضمنت قضية التخابر التي أدين فيها قادة الإخوان تسجيلا له.. أنه كان يشكو من تجاهل محمد بديع مرشد الجماعة، الرد على طلبه اللقاء معه؛ لمناقشة عدد من الأمور، منها التوصل إلى حل في الأزمة التي أثارها الإخوان مع المجلس العسكري.

بل إن "أبو العلا" هو وزملاءه في حزب الوسط في هذا التسجيل تحديدا، يلح على خالد مشعل إقناع الإخوان بسحب ترشيح محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية؛ لأنه «غير مقبول وغير مهضوم ومرشح للسقوط»، وأن يمنحوا تأييدهم لصديقه "أبو الفتوح" الأكثر قبولا وشعبية عن مرسي في تقديره.. ومع ذلك فقد اصطف أبو العلا وزملاؤه مع الإخوان في اعتصام رابعة؛ للدفاع عن مرسي قبل عزله، وللمطالبة بإعادته إلى الحكم، بعد أن أطاحت به الملايين التي خرجت في ٣٠ يونيو.

لقد قبل أبو العلا وزملاؤه أن يصبحوا أدوات في يد الإخوان، يستخدمونها لتحقيق مصلحة الجماعة.. وحتى لو كان قادة حزب الوسط يدافعون عن مصالحهم التي توافقت مع الجماعة وهي في الحكم، فقد خانهم ذكاؤهم في تقدير أن هذا الحكم قد انتهى بغير رجعة في المدى المنظور على الأقل.. لذلك وضعوا أنفسهم مع الإخوان في مواجهة طوفان غضب شعبي جارف.. لذلك حان الآن وقت الندم ومراجعة الذات والاعتذار للشعب عن خطأ فادح.
الجريدة الرسمية