خدام الشعب
"أنا عايز أؤكد للمواطن البسيط في الشارع أن دور الحكومة هو خدمة الشعب وليس السيادة عليه ولذلك أتعمد أن أقول للسيدة وللراجل البسيط في الشارع أنا خدامك".
عبارة وجيزة نطق بها إبراهيم محلب رئيس الوزراء خلال اجتماعه بمجلس نقابة الصحفيين تدل على معدن الرجل الذي لم يشوهه المنصب.
وإبراهيم محلب ليس جديدا على المواقع القيادية فهو الذي خرج بـ"المقاولون العرب" عندما تولاها في بداية الألفية من الانهيار إلى البناء وتمدد بأذرعها تجاه أكثر من 10 دول خارجية وجعلها تواصل دورا سياسيا لصالح مصر في أفريقيا بجانب دورها التعميري والاقتصادي والاستثماري.
ومحلب أيضا انتقل من المقاولون العرب فور قيام الإخوان بعزله إلى موقع قيادي مماثل في المملكة العربية السعودية ليعود بعدها وزيرا للإسكان بعد 30 يونيو 2013.
أذكر أننى أجريت اتصالا هاتفيا بإبراهيم محلب وكان رئيسا للمقاولون العرب وشكوت له قيام مهندسي الشركة - وقت إنشاء وصلة الدائري فوق ترعة المريوطية - بغلق الطريق دون تهيئة الطريق البديل وانفعل الرجل لموقف مرؤسيه واعتبره موقفا غير مسئول.
وخلال ساعات قليلة كانت الجرافات وسيارات نقل السن والتدبيش والرصف تقوم بعملها في تهيئة الطريق البديل، وفي اليوم التالي كان محلب يتفقد ما تم تنفيذه.
هذا هو إبراهيم محلب الذي الذي انشغل وأماط الأذي عن الطريق في التو واللحظة في الوقت الذي يترك فيه مسئولون بلاعات الشوارع مفتوحة بالشهور تلتهم الأطفال وتحصد أرواح المارة دون أن تتحرك ضمائرهم.
ويضيف محلب في كلماته التي خرجت من القلب خلال لقائه وفد مجلس نقابة الصحفيين الخميس الماضى أنني أستغل الأوقات المخصصة لراحتي لأقوم بجولات ميدانية لأن الالتحام بالمواطن ومعاناته يجعل قراراتي صائبة وليست قرارات تُترجم من تقارير ربما لا تعبر عن الواقع، وقال ليس من سمع كمن رأي، وقال أيضا "أنا لابد أن أقرر بناء على رؤية المواطن ومعاناته لأن الخلل في الإدارة المحلية وكل قطاعات الدولة ربما لا ترصده التقارير ويكون رصدي لها كمواطن وليس كرئيس للوزراء أوقع وأدق".
إن الإنسانية التي يمتلكها إبراهيم محلب تجعله يتابع كل الأمور ولا يتركها للقائمين عليها دون أن يعرف النتائج، أتمني أن يكون محلب الذي يمثل دينامو لإنجاز كل المهام التي يصعب على غيره إنجازها نموذجا لكل مسئول على أرض مصر.
إن محاولات محلب في إنجاز مهام في إصلاح منظومات الصحة والتعليم والإدارة المحلية والطرق والاستثمار والإصلاح الوظيفي سوف يحصد الفقراء نتائجه، لأن حياتهم ترتبط بصلاح الأمور على عكس الطبقات الطفيلية التي أثرت خلال سنوات حكم مبارك لأن ثراءها كان من خلال امتصاص النزيف الذي يحدثه الفساد، وللأسف نفس الوجوه تحاول تعطيل المسيرة والعودة إلى الوراء لتزيد أرقامها في البنوك العالمية.