رئيس التحرير
عصام كامل

تجميعة


أساطين الدستور تذبح الثورة:
ابتُلينا بعد ثورة يناير مباشرة بأسطول من الفقهاء الدستوريين والقانونيين، الذين نعاني منهم إلى الآن، خاصة بعد الموجة الثانية ليناير في 30 يونيو، فقد أدخلونا في صراعات مريرة، ولا زالوا، ولم يدرك هؤلاء أن للثورة فقها خاصا وخطوات وآليات تؤدي في النهاية إلى نظام ديمقراطي جديد طموح يلبي مطالب الشعب المصري، الذي لم ير إلى الآن ديمقراطية في تاريخه قط.

وكان بعض هؤلاء الفقهاء، أداة في يد كل من تعاقب على حكم مصر بعد ثورة يناير؛ لكي يشرعوا له ما يريد دون النظر لأي اعتبارات شعبية أو أدبية حتى.

المسار الشخصي والمسار التاريخي:
لم يدرك الرئيس السيسي بعد، أن هناك فرقا بين المسار الشخصي والمسار التاريخي، فالمسار الشخصي لأي إنسان مليء بالإنجازات والإخفاقات الشخصية، أما المسار التاريخي فهو الأعم والأشمل، الذي سينظر إليه التاريخ في المستقبل، وما إذا ما فعله الشخص مؤثرا على مسار بلاده السياسي والاقتصادي أم لا، فقد يكون في ظنك أنك تحقق انتصارات في جولاتك التي تخوضها، وهي في حقيقة الأمر لا تعدو كونها إخفاقات تاريخية، وتجد أن ما تظنه انتصارا هو فقط لتحقيق مجد شخصي.

القناة أو التفريعة لا فرق عندي:
بعد كل ما أثير حول قناة السويس الجديدة وحفلها الأسطوري الذي دُعي إليه من يستحق ومن لا يستحق، وبعد التحليلات والمناظرات في هل هي قناة أو تفريعة؟؟.. هل هي مجدية أم لا؟؟.. ولماذا ركب السيسي المحروسة؟؟.. ولماذا لبس الزي العسكري؟؟.. يجب علينا أن نرسي مبدأ مهما، ألا وهو "أن أي شجرة تزرع في مصر، فنحن معها لأن زارعها زائل وظلها باقٍ".

مذبحة الأحزاب:
لا شك عندي أن السلطة تستدرج الأحزاب إلى مذبحة، خاصة بعد أن نجح إعلام السلطة في إقناع الناس بعدم الحاجة إلى الحياة الحزبية، وأن الأحزاب مليئة بالفساد.

وما يثير دهشتي واستغرابي، أن الأحزاب على علم بهذه المذبحة، ورغم ذلك تسير إليها بسرعة الصاروخ، ولا تبدي أي مقاومة، فهي مستسلمة تماما وتوافق على أي قانون أو قرار يصدر من السلطة، ويظن كل حزب أن تطبيله ونفاقه سينجيه من هذه المذبحة، وذلك بالطبع سذاجة وغباء سياسي، وللعلم فإن المذبحة قد تأجلت بتأجيل الانتخابات البرلمانية، وللعلم أيضا فإن الأحزاب لن تنجُ إلا من رحم ربي.

خروج أبو العلا ماضي:
بالطبع فإن خروج أبو العلا ماضي، لم يكن من أجل انقضاء مدة الحبس الاحتياطي، مع أنها ظاهريا هكذا طبقا للقانون، لكن باطنها تمهيد للمصالحة، والكل يعلم ذلك، بل إنني أتوقع خروج محمد علي بشر والكتاتني قريبا؛ ليكون مثلث المصالحة "ماضي، بشر، الكتاتني" جاهزا لتمهيد الأرض الإخوانية للمصالحة مع السلطة، ولكن سيكون لشباب الثورة رأي آخر.

الانتخابات البرلمانية:
أصبحت مملة، وفقد الشارع شهيته لها، ولن تشهد إقبالًا جماهيريًا رغم تطبيل الأحزاب وبعض القوى السياسية الفاشلة للنظام، وموافقتهم على قانون انتخابات باعترافهم هم أنه كارثي، وسيأتي ببرلمان مشوه ومشكوك في صحته، ولكن ستظل الاحتمالات مفتوحة والأسئلة مطروحة.. هل ستؤجل لحين الانتهاء من المصالحة؟.. أم هل ستُجرى ليحتفظ الرئيس بالسلطة التشريعية أطول فترة ممكنة، بعد أن يأتي المجلس على المزاج كما هو متوقع؟؟

ارتفاع درجات الحرارة:
فوجئت بتصريح وزيرة القوى العاملة؛ ردا على مطالبات عديدة ومنطقية بإعطاء الحكومة إجازات للموظفين، بعد ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوق نتيجة للموجة الحارة التي تضرب البلاد، وصاحبها وفيات عديدة، بعد أن وصلت درجة الحرارة إلى 50 درجة مئوية؛ حيث قالت الوزيرة "إنه من غير المنطقي، منح الموظفين إجازة لارتفاع درجة الحرارة، وإنه لا يوجد قانون لذلك"، رغم أن زميلها في الحكومة المتحدث باسم الأرصاد الجوية، أكد على أن القانون الدولي الملزمة به مصر، يعطي الحق في إلزام الحكومات بإعطاء إجازات لموظفيها إذا وصلت درجة الحرارة إلى 50 درجة مئوية.
الجريدة الرسمية