«حمامات القاهرة» صداع في رأس العاصمة.. سبب في حرمان مصر من تنظيم مونديال 2010.. دورات المياه تهدد 6 ملايين زائر للمدينة بانتقال أمراض «فيروس سي» و«الإيدز».. و«السعيد
كانت سببا رئيسيا فى رفض استقبال القاهرة للمونديال، وبالرغم من وجودها فى مختلف شوارع العاصمة، إلا أن حالتها المتدهورة، زدات القاهرة عشوائية بدلا من أن تزيدها تحضرا.. إنها «دورات المياه العمومية» المتهم الرئيسي فى حرمان مصر من تنظيم مونديال 2010، بعدما رفض «فيفا» إقامة الكأس وفقا لتقرير لجنة التفتيش والمتابعة للاتحاد الذى كشف عن عدم وجود دورات مياه عمومية بالشوارع، والدورات العمومية الموجودة حالها لا يرثى له، تفوح منها الروائح الكريهة، وناقلة للأمراض وانتشار الفيروسات.
حيرة المرضى
أكثر من 5 ملايين مواطن بمصر مرضى بالسكر، و35 ألف مريض سنويا بالفشل الكلوى، يقصد معظمهم القاهرة للعلاج بها أو لاستخراج أوراقهم الرسمية حيث المصالح الحكومية، يحتم عليهم مرضهم الدخول الكثير إلى دورات المياه، لكنهم يعانون من ندرة وجودها، وإن وجدت يخشى البعض أن تنقل لهم أمراضا فوق أمراضهم لعدم نظافتها.
الفراعنة أول من أنشأوها
ورغم أن دورات المياه العمومية كانت محلا لإبهار الرحالة الفرنسيين منذ قديم الأزل إلا أنها الآن أصبحت مصدر إزعاج للسياح الذين يفدون إلى مصر، وكان الفراعنة أول من أنشأ هذه الدورات بجوار المعابد وفى الشوارع.
أماكن تواجدها
تتضمن محافظة القاهرة ما يقرب من 141 دورة مياه، ما يقرب من 60 دورة منها يعمل، أما الباقى فطالته يد البلطجة، معظمها يقع بوسط البلد وباب الشعرية والبساتين، فى الوقت الذى توجد أحياء تخلو منها الدورات العمومية كالمرج ودار السلام.
وقوع هذه الدورات تحت مظلة الأحياء بعد أن كانت تتبع هيئة النظافة العامة، سبب رئيسي فى إهمالها، حيث لا تملك الأحياء العمالة الكافية لمتابعة هذه الدورات، ورغم محاولات الدكتور عبد العظيم وزير، محافظ القاهرة الأسبق، فى تطوير هذه الدورات وطرحها لشركة إعلانات، مقابل تطوير هذه الدورات، إلا أن الشركة لم تقم بالاهتمام بهذه الدورات، وتبقى مقصدا للرزق للبعض الذين استغلوا غياب الرقابة، وفرضوا إتاوة 50 قرشا لكل من يستخدمها.
200 دورة جديدة
تجددت الفكرة مرة أخرى على يد الدكتور جلال السعيد، محافظ القاهرة، وقرر إنشاء 200 دورة مياه عمومية بحيث يكون نصيب كل حى من 6: 7 دورات على أن يتم طرحها لشركات الإعلانات لتطويرها والاهتمام بنظافتها وصيانتها، مقابل حق الإعلان بها، والسؤال هنا هل سينجح إحياء هذه الفكرة بالرغم من فشلها قبل ذلك؟
الأمراض التي تسببها
وحول هذه المشكلة قال الدكتور طارق إدريس، أخصائى مكافحة العدوى، إن هناك العديد من الأمراض من الممكن أن تنتقل بين المواطنين من خلال هذه الدورات العمومية حال عدم نظافتها، مشيرا إلى أن الأمراض الجلدية والتهاب المسالك البولية والتناسلية والنزلات المعوية أكثر الأمراض التي يمكن الإصابة بها من خلال استخدام هذه الدورات.
وأضاف «إدريس»، أنه من الممكن أن يتم انتقال الأمراض الفيروسية مثل «فيرس سى»، أو الإيدز من خلال هذه الدورات، حال وجود مسطحات حادة، أو أي مدببات قد تؤدى إلى إصابة المتردد المصاب بهذه الفيروسات، الأمر الذي ينقل العدوى للآخرين.
وشدد على ضرورة نظافة هذه الدورات باستخدام الكلور المخفف بتركيزات عالية، لقتل البكتيريا وتوعية العامل بدورة المياه بكيفية تخفيف الكلور مع ضرورة غسل الأيدى بالصابون وتنظيف أسطح الدورات لقتل أى بكتيريا.