رئيس التحرير
عصام كامل

استغاثات أهالي قليوب من تلوث مياه الشرب..«الجعيدي»:المياه مختلطة بالصرف الصحي..«هدى» تناشد «السيسي» لحل الأزمة..«الشرشابي»: أعانى أمراض الكلى.. والمسئولون: تلقي

فيتو

جرت العادات والتقاليد في مصر عند شرب المياه أن «المياه لا تمر على عطشان» لكن في واقع الأمر هذا المثل لم يعد يطبق في جميع الحالات.

ففى محافظة القليوبية المياه تمر على العطشان بشكل دائم دون أن يشرب منها، بل إنه يشرب من أخرى ملوثة تصيبه بالعديد من الأمراض.


وعلى الرغم من أن المصري دائما مرتبط بالنيل ويغنى المطربون له وبشرب مياهه كما غنت الفنانة شيرين «ماشربتش من نيلها» لتتفاجأ بعد ذلك بوجود مصريين غير قادرين على الشرب من نيلها حتى الآن.

أزمة المياه
هذا هو الحال في مدينة قليوب، تعاني منطقة «امتداد ترعة الزيتون» أزمة حقيقية في حصول الأهالي على مياه الشرب فهناك «طرمبات» حبشية تغذي المنطقة بالكامل.

وبالرغم من التصاق محطة المياه الرئيسية التي تغذي مدينة قليوب بأكملها بمنازل الأهالي، وفى الوقت الذي تغذى فيه المحطة العديد من المناطق البعيدة بالمدينة إلا أنها لا تغذي المنطقة المجاورة لها فالمياه أمام أهلها ومحرومون منها.


وقال مسعد الجعيدي أحد أهالي المنطقة: إنه منذ أن سكن بالمنطقة وهي تعاني عدم وجود مياه للشرب فضلا عن عدم وجود صرف صحي، مشيرا إلى أنه تم إنشاؤه عن طريق تبرعات من «نادي روتري».

مياه الشرب والصرف
وأضاف أن المنطقة بأكملها تعانى وجود «الطرمبات» بالقرب من مواسير مياه الصرف الصحي ما يؤدي إلى اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي وهو ما يسبب الكثير من الأمراض لجميع سكان المنطقة.

الإصابة بالأمراض
فيما قالت هدي الحلابي ربة منزل بالغة من العمر 40 عاما: إن كل احتياجات الأهالي من المياه سواء طعاما أو شرابا وكل الاحتياجات الأخرى يأخذونها من «الطرمبات»، مشيرة إلى أن الجميع يعاني ارتفاع نسبة الأملاح فضلا عن أمراض الكلى.

وأرجعت «هدى» السبب في ذلك لتناولهم مياها غير نظيفة، مشيرة إلى أن الأطباء دائما ما تنصحهم بعدم شرب هذه المياه لأنها غير صالحة.

وأضافت «هدى» أن منزلها بعيد نسبيا عن مكان «الطلمبات» وتعاني حمل المياه إلى منزلها ذهبا وإيابا يوميا رغم المسافة الطويلة مما يسبب لها تعبا شديدا.

مناشدة السيسي
وناشدت رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي بالتدخل لحل المشكلة بعد أن خذلهم جميع المسئولين مطالبة المحافظ بأن ينزل بنفسهم ويشرب المياه لمرة واحدة ليعرف مدى معاناة المواطنين وتحملهم.

ومن جانبه قال صبحي الشرشابي «موظف»: إن الأهالي يشربون من هذه المياه منذ 10 سنوات تقريبا، لافتا إلى أنهم كثيرا ما أرسلوا شكاوى للمحافظ ومجلس المدينة وشركة المياه لكن دون جدوى.

وأضاف الشرشابى أن الأهالي لا يستطيعون تحمل نفقات شراء مياه معدنية نظيفة بسبب قلة دخلهم المادي ، مشيرا إلى أن الأطفال يذهبون للطبيب يوميا بسبب أمراض الجهاز الهضمي وآلام الكلى نتيجة شرب المياه الملوثة.

الاستغاثة بالمسئولين
وتابع الشرشابي أنه يعاني أمراض الكلى وكثيرا من جيرانه يعانون التهاب الكبد الفيروسي بسبب مشاكل المياه وتلوثها، قائلا: «لم تفلح كل محاولاتنا للاستغاثة بالمسئولين لإنقاذ الوضع».

ولفت إلى أن صحة الأهالي ومسؤليه وصول مياه شرب نظيفة لهم أهم من مشاريع البناء والتشييد التي تقوم بها المحافظة وتنفق عليها الملايين.

شكاوى الأهالي
بينما قالت أماني عبد الجود رئيس فرع قليوب بشركة مياه الشرب والصرف الصحي إنها تلقت العديد من الشكاوى حول هذا الأمر من الأهالي، لافتة إلى أنها تحاول بالفعل وضع المنطقة في خطة الإصلاحات القادمة.

ونوهت إلى أن الشركة وصلت الصرف الصحي للمنطقة عن طريق تبرعات من «نادي روتوري»، لافتة إلى أنه إذا لم يتم توصيل المياه لمنازل الأهالي بالشكل الرسمي ستبحث عن توصيلها من خلال جمع التبرعات.
الجريدة الرسمية