رئيس التحرير
عصام كامل

رأي كاتب فرنسي في قناة السويس الجديدة


تابعت كمصرية مقيمة بفرنسا، التواجد الفرنسي الملحوظ في مصر في افتتاح قناة السويس، وجاءت عناوين الصحف أكبر من توقعاتي، فحملت تعبيرات عملاقة مثل صحيفة "لا كروا"؛ حيث ذكرت مشروع القناة بأنه عملية هيبة وكأنها تعني استعادة مكانة أو هيبة.

وصحيفة "لو فيجارو" قالت عملية فرعونية، ما ينسب المشروع لحضارة مصر الفرعونية المترسخة في أذهان العالم، ووصفتها جريدة "لي شوك" بأنها طريق تجارة عالمي جديد، ما يعكس أهميتها بالنسبة للتجارة العالمية، كما ذهبت صحيفة "ليبراسيون" إلى أنها سوف تجذب رأس المال العالمي، ولعلها أهم جملة في ظل ظروف مصر الاقتصادية الحالية.

ولكن تبقى الصحف مجرد ناقل للمعلومات، فكان لا بد من استكشاف رأي بعض الكتاب الفرنسيين، ووجدت مقالا في جريدة "الرأي" للكاتب "باسكال إيرو" يحمل ثلاثة عناوين، قناة سويس جديدة أو حلم مصر الحديثة، الطريق التجاري البحري الرئيسي بين أوربا وآسيا، الممر المائي المصري سوف يسرع تبادل التجارة بين القارتين.

المقال طويل جدا يمكن اختصاره في النقاط التالية:
يبدأ المقال بجملة "قناة السويس هدية للعالم، ونلاحظ هذا منذ اللحظة الأولى لوصولنا لمطار القاهرة الدولي"، ما يشير لحضور الكاتب لمصر في فترة افتتاح القناة، ثم يعرض تاريخ قناة السويس بداية من اقتراح المهندس الفرنسي ديليسبس بحفرها سنة 1869، مرورا بتأميها في عهد عبد الناصر سنة 1956، وصولا إلى اليوم؛ حيث تم إنفاق 7 مليارات دولار من مساهمات المصريين، و2 مليار دولار أخرى من البنوك الوطنية في القناة الجديدة.

الممر المائي الحديث يسمح بالملاحة في كلا الاتجاهين، ما سيضاعف طاقة النقل اليومية ومرور المزيد من السفن الكبيرة، ومن المنتظر أن يتغير عائد القناة من 5 إلى 13 مليار دولار سنة 2023، ويمثل عائد القناة حاليا 8 بالمائة من دخل الدولة، من المنتظر أن يصل إلى 35 بالمائة مستقبلا.

يمر بقناة السويس 700 طن بضائع سنويا؛ حيث يبلغ طولها 193 كلم، ولكنها كانت محدودة الطاقة من حيث العمق والاتساع، فكانت الملاحة فيها متبادلة في بعض المناطق، والممر المائي الحديث يحقق الاتساع والعمق المطلوب، ويختصر ساعات المرور من 18 ساعة إلى 11 ساعة، وسيسمح عام 2023 بمرور 97 سفينة مقابل 49 اليوم.

شارك في هذا العمل الجيش، وما يقرب من 500 شركة، وعدد من الشركات الأجنبية، و43000 عامل لاستخراج نحو 500 طن من الرواسب.

هناك تخطيط لتطوير منطقة قناة السويس اقتصاديا وصناعيا، تشمل الخدمات اللوجيستية وبناء السفن، والمنتجات النفطية والغاز، وتطوير الموانئ المجاورة للقناة، وبناء مطارات وعمل محطات طاقة ومحطات تحلية لمياه البحر وشبكات مياه وصرف صحي جديدة، إلى جانب عمل سبعة أنفاق لربط شبه جزيرة سيناء وهدفها قطع الطريق على الجماعات الإرهابية، وربط أهالي سيناء بالقاهرة وإيجاد فرص عمل لهم؛ لإدماجهم داخل مصر مستقبلا بعد أن تتعافى مصر من أزمتها؛ حيث تأثرت السياحة كثيرا منذ ثورة 25 يناير، وزادت البطالة مع عجز في الميزانية مقارنة بالنمو السكاني؛ ليكون الدعم الرئيسي الحالي لمصر من السعودية والإمارات.
الجريدة الرسمية