رئيس التحرير
عصام كامل

لمحاربة الفساد والقضاء على التخلف


هل هناك طريقة ناجعة للقضاء على الفساد الإداري والتخلف في كل مظاهر حياتنا التي أصبحت عشوائية بصورة صارخة؟

القمامة في كل مكان وفي أرقى الأحياء، والباعة الجائلون احتلوا أهم شوارع المدن، والمرور في حالة فوضى عارمة، والروتين الذي يبدو كالسرطان الذي وصل إلى عظام المجتمع، كل هذه الظواهر السلبية تحتاج إلى ثورة إدارية كبرى.. وهذه الثورة لن نستوردها من الخارج؛ لأننا نملك مفاتيحها الأساسية.


ألم تحفر الإدارة الهندسية بالقوات المسلحة قناة السويس الجديدة في سنة واحدة بالدقيقة والثانية، كما كلفها الرئيس "عبد الفتاح السيسي"، بدلا من ثلاث سنوات كما قدرها الخبراء؟

ألم يتم تنفيذ هذا المشروع الذي أبهر العالم على أعلى مستوى من الجودة، وبتمويل شعبي مصري؟.. ألم يدر هذه العملية الجبارة خبراء مصريون؟

لماذا إذن لا نرسل المحافظين والمديرين المترهلين – الذين يقفون في حالة ذهول أمام المشكلات المتراكمة أمامهم - إلى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة؛ حتى يتعلموا أصول الإدارة العصرية العلمية الحازمة.

إن مواجهة الأمية والجهل والفقر والعشوائية، تحتاج إلى تخطيط متقن كالذي صغناه، ونحن نستعد لتحرير الأرض في 6 أكتوبر 1973، ولو تأملنا عناصر هذا النموذج الإداري التنموي الراقي، لوجدناه يعتمد على عدة عناصر أساسية.

العنصر الأول حسن اختيار القيادات.

العنصر الثاني التدريب المكثف للقيادات قبل تولي المناصب المختلفة، على أسس التخطيط الإستراتيجي وطرق التنفيذ.

العنصر الثالث الحاسم، فقانون الخدمة المدنية يقوم على أساس مبدأ الثواب والعقاب.

بعبارة أخرى لا مجال لفاسد أو مترهل أو معوق للعمل أو كسول.. نحن ندعو للتعليم الجيد والتدريب المكثف في ظل شعار العولمة، الذي يقضي بأن "التعليم مدى الحياة".

ولذلك في ضوء هذه الأسس جميعا، يمكن أن نبدأ نهضة تنموية جديدة تقوم على أساس أقوى مشاركة شعبية.. وقد ثبت أن الجماهير المصرية مستعدة لتمويل أي مشروع قومي كبير مثل حفر قناة السويس، بل الاكتتاب في نفقاته، إذا ما كان مخططا له وملبيا في نفس الوقت لطموحات الشعب.
الجريدة الرسمية