رئيس التحرير
عصام كامل

وزير التموين يداعب أحلام البسطاء.. «حنفي»: جمع القمامة من المواطنين مقابل نقاط تموينية.. «عبده»: «شو إعلامي».. «جودة»: المشروع يحتاج إلى دراسات لم تُنفذ.. و

الدكتور خالد حنفي،
الدكتور خالد حنفي، وزير التموين

أكد الدكتور خالد حنفي، وزير التموين والتجارة الداخلية، أن بطاقة التموين الذكية ستتضمن فارق نقاط القمامة والبوتاجاز ومشروع «البيوديزل»، وهو تحويل زيت الطعام المستعمل إلى سولار، بعد تنفيذ هذه المشروعات قريبا، بالإضافة إلى فارق نقاط الخبز حاليا؛ بهدف زيادة دعم الأسر حاملي البطاقات التموينية، وأيضا زيادة مبيعات البقالين التموينيين.


وعلى الجانب الآخر، فقد تسببت تصريحات «حنفي» في موجة من الانتقادات التي وجهها الخبراء، الذين أكدوا أن الأمر يحتاج إلى دراسة اقتصادية كبيرة لم تتم، معتبرين أن الوزير «يداعب أحلام البسطاء» بتصريحاته الخاصة بحلم زيادة المخصصات التموينية.

شو إعلامي
وأكد الخبير الاقتصادي الدكتور رشاد عبده، رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية، أن تصريحات وزير الكهرباء لا تخرج عن كونها «شو إعلامي»، موضحا أن هذا الاقتراح يتطلب دراسة اقتصادية تجيب عن العديد من التساؤلات.

وأشار «عبده» إلى أن الوزير لم يحدد ماذا يحدث بعدما تقوم وزارته بجمع القمامة من المواطنين، كما أنها لم تحدد الجهة التي ستقوم بتجميعها وفصلها، وكذلك لم يحدد أوجه الاستفادة منها، خاصة أن الأمر يحتاج لمصانع ودراسات حتى يمكن أن يكون ذا جدوى.

وتابع «عبده»: أن دول العالم تستفيد من القمامة من خلال تدويرها واستخراج الطاقة منها أو استعمالها في صناعة الأسمدة والبلاستيك، لافتا إلى أن مصر ليس لديها هذه الإمكانيات، ما يعني أن الوزير «يداعب أحلام البسطاء» بمقترح لا يمكن تنفيذه.

مقترح غير بناء
ومن جانبه، قال الخبير الاقتصادي الدكتور صلاح جودة: إن وزير التموين سبق له وأعلن عن عدد من المشروعات التي لم يتم تنفيذ أي منها، مشيرا إلى أن منظمومة التموين المتبعة حاليا، تواجه العديد من الإشكاليات وخاصة في القرى والنجوع، التي يعاني أهلها من إشكالية توزيع السلع التموينية.

وعن إضافة نقاط تموينية بدلا من القمامة، أكد جودة أن المقترح غير بناء؛ لأنه يحتاج إلى دراسات كبيرة لم يقم الوزير بتنفيذها.

المدينة الفاضلة
وفي نفس السياق، أكد خبير الطاقة الدكتور رمضان أبو العلا، أستاذ هندسة البترول بجامعة قناة السويس، أن مصر لا تمتلك الآليات أو الثقافة أو الكوادر التي تمكنها من تنفيذ مقترح وزير التموين، الذي وصفه بأنه يعيش في «المدينة الفاضلة».

وأوضح أن الوزير لم يحدد كيفية الوصول إلى المواطنين في القرى والنجوع، وأن يطلب منهم فصل مكونات القمامة بحيث تكون البلاستيك منفصلة عن المواد الصلبة أو العضوية.

وتابع أنه لم يوضح الآلية التي يمكن بها تجميع هذه القمامة بشكل منفصل، مع العلم أن أكبر الإشكاليات في مصر حاليا هي تجميع القمامة دون فصل.

أزمة القمامة
وأشار إلى أن مسألة فصل القمامة لا يمكن أن تحدث إلا في الأحياء الراقية، التي لا يمتلك أغلب مواطنيها بطاقات تموينية، لافتا إلى أن الأمر صعب للغاية بالنسبة للبسطاء والمستفيدين من النظام التمويني.

وتابع أبو العلا، أن مصر تعاني من «أزمة القمامة»، لافتا إلى أن التخلص منها لا بد أن يكون المشروع القومي القادم الذي تشترك فيه جميع الوزارات، مشيرا إلى أنه في حال حدوث ذلك أيضا، فإن الأمر لن ينجح بنسبة تزيد على 50%.
الجريدة الرسمية