رئيس التحرير
عصام كامل

«جنينة» يفتح الملفات الشائكة: استمراري رئيسًا لـ«المحاسبات» يزعج وزير العدل.. شخصيات بارزة تقف ضد فتح ملفات الفساد.. تصريحات «الديب» عن المركزي للمحاسبات «جوفاء»

المستشار هشام جنينة-
المستشار هشام جنينة- رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات

أبدى المستشار «هشام جنينة»، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، استغرابه من اختزال الرأي العام قانون رئيس الجمهورية بعزل رؤساء الهيئات الرقابية في شخصه.


وأوضح خلال لقائه ببرنامج «العاشرة مساءً» تقديم الإعلامي «وائل الإبراشي» المذاع على فضائية «دريم2»، أن بقاءه في الجهاز أو خارجه لا يهم الدولة.

واتهم «جنينة» المستشار أحمد الزند، وزير العدل، بالوقوف خلف إصدار قانون عزل رؤساء الهيئات الرقابية، مشيرًا إلى أنه ما زال مستغربًا من بقائه حتى الآن، وأن الحصانة ليست مبررًا للتعالي على المواطنين.

وتساءل: «هل وجودي في الجهاز المركزي للمحاسبات محل إزعاج لوزير العدل؟ داعيًا لمحاسبته في حال تجاوزه القانون، موضحًا أن الجميع ليس فوق المساءلة، ومنهم وزير العدل، مطالبًا بتفعيل دور الجهاز في مراقبة أعمال نادي القضاة.

التنقيب عن الفساد
وقال: «كل الاحترام لكل مؤسسات الدولة، ولا يجب لأحد المزايدة على دوري في مؤسستي القضاء والشرطة»، مشيرًا إلى أنه لا يعمل لحساب نظام معين.

وأوضح «جنينة» أن دور الجهاز المركزي للمحاسبات هو التنقيب عن الفساد، ولا توجد مؤسسة ملائكية، نافيًا قيامه بإجراء اتصال هاتفى بالرئيس عبد الفتاح السيسي، للاستفسار عن حقيقة استصدار قانون عزل رؤساء الهيئات الرقابية.

وقال رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات: «هذا القانون لن يكون سلاحًا في يد السيسي لعزلي تحديدًا، ولا يمكن التشكيك في قدرة رئيس الجمهورية على الحفاظ على الصالح العام».

وأضاف: «هناك بعض الشخصيات تسعى للوقيعة بيني وبين رئيس الجمهورية»، موضحًا أن العلاقة بين «السيسي»، والجهاز المركزي للمحاسبات جيدة، مبديًا استعداده تقديم استقالته إذا طلب منه ذلك لصالح الدولة فقط.

توريط السيسي
وكشف المستشار هشام جنينة عن راتبه الحقيقي، موضحًا أنه يتقاضى 23 ألف جنيه، نافيًا قيامه بحشد العاملين فى الجهاز البالغ عددهم 12 ألف موظف لرفض قانون عزل رؤساء الهيئات الرقابية.

وأشار إلى أنه ضد استخدام صلاحيات بعض الشخصيات فزاعة للمواطنين، مضيفًا أن كل مهنة لها شرف يجب الحفاظ عليه، متسائلًا: «منذ متى والإعلام يفتش في الحياة الخاصة للأسر المصرية؟».

معلومات شخصية
وطالب بإجراء تحقيق حول تسريب بعض المعلومات الخاصة عن زوجته وأسرته، مشيرًا إلى أن تناول معلومات شخصية عبر وسائل الإعلام عن أسرته وسفرهم إلى الخارج جريمة.

وأوضح «جنينة» أن هناك حملة ممهنجة تقوم بها بعض وسائل الإعلام ضد أسرته، مضيفًا أن بعض الإعلاميين حصلوا على أرقام وثيقة سفر زوجته وبناته وموعد سفرهم لغزة والفترة التي قضوها هناك.

وقال إن أصول زوجته فلسطينية وأمر سفرها طبيعي، وليس من الأخلاقيات التفتيش في السير العائلية للأسر، متسائلًا: «هل صلة الرحم أصبحت جريمة؟»

ملفات المسئولين
وأوضح أن اتهامه بتوزيع المكافآت على موظفي الجهاز احتفالًا باستشهاد المستشار هشام بركات، النائب العام السابق، أمر يثير سخريته.

وأشار «جنينه» إلى أن العلاقة بينه والراحل كانت جيدة، وليست «الشماتة» من أخلاقه، وما أثير عن احتفاله باستشهاد «بركات» محاولة للوقيعة بين مؤسسات الدولة، مضيفًا أن زوجة الراحل قدمت الكثير خلال فترة عملها بالجهاز المركزى للمحاسبات، وتقدمت بالعزاء لها.

وأوضح «جنينة» أن سبب استدعاء النائب العام الراحل له، هو قيام الجهاز المركزي للمحاسبات بالكشف عن منح أكثر من قيادة مسئولة بالدولة على مكافآت بلغت 23 مليون جنيه من الجهاز القومى للاتصالات، مؤكدًا أن الفساد أحد أسباب انتشار البطالة بين الشباب، ويجب إغلاق حنفيته، لأنه الأخطر على الدولة من الإرهاب، موضحًا أن بعض الشخصيات تقف ضد فتح ملفات الفساد حفاظًا على أسمائها.

تصريحات فريد الديب
ووصف رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات، تصريحات فريد الديب، محامى الرئيس الأسبق حسنى مبارك، بزيادته بدلات انتقال موظفى الجهاز 5 أضعاف بـ«الجوفاء»، موضحًا أنها عارية تمامًا من الصحة.

وطالب «جنينة» بتقديم بلاغ بتهمه بإهدار المال العام، مشيرًا إلى أن أي قرار لزيادة البدلات يخضع للدراسة، متهمًا بعض الشخصيات في جهات سيادية بالدولة بمحاولة اتهامه في قضية تخابر من حركة حماس الفلسطينية، مؤكدًا أن تلك الشخصيات مازالت تحتل مناصب قيادية في الدولة وتقوم بتسريب البيانات الخاصة بها.

وأضاف أن محاولة تلفيق القضايا للتخلص منه لا ترهبه، مشيرًا إلى أن الدولة تعمل على معايير محددة لاختيار موظفيها، ومن يملك شيئًا فليظهره.

زيارة قطاع غزة
وعن إقامته في غزة إبان تبعيتها لمصر، مؤكدًا أن أول مدرسة التحق بها كانت في غزة، مشيرًا إلى أن والده كان يعمل في قطاع غزة كقاضٍ بها.

وأوضح أن المستشار الراحل فخرى عبد النبى، وزير العدل الأسبق، صلته بأفراد أسرة زوجته مستمرة، ولا يجب قطع العلاقة بينهما لأي سبب، واعترف بسفره لقطاع غزة، بعد ثورة 25 يناير قبل توليه رئاسة الجهاز بعلم الأجهزة الأمنية في مصر لتنفيذ وصية والد زوجته بدفن جثمانه بجوار جدها.

وتابع أن الأجهزة الأمنية في مصر قوية جدًا وعلى علم بكل كبيرة وصغيرة في الشارع، وكانت على علم بكل من تقابلت معهم في غزة.

فساد جديد
وتوعد بفتح العديد من ملفات الفساد الإداري خلال الأيام المقبلة، مضيفًا أن المزرعة التي يمتلكها تقع بجوار مزرعة اللواء محمد وهبة، خال الرئيس الأسبق حسنى مبارك، ويوسف والى، وزير الزراعة في عهد «مبارك».

وأكد «جنينة» أن المزرعة تقع بجوار القاعدة الجوية ببلبيس بالشرقية ومملوكة لزوجته، موضحًا أنه ليس الأول الذي يتزوج من سيدة تنتمى جذورها لعائلة فلسطينية، فهناك رئيس دولة سابق كانت والدته سودانية، وآخرون.

وأوضح رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، أن زيارة زوجته لتركيا كانت بدعوى التنزه، مطالبًا وسائل الإعلام بتحرى الدقة في تناول المعلومات الخاصة.

ونفى «جنينة» قيام زوجته بالاستيلاء على أرض يملكها أحد المواطنين في غزة، مشيرًا إلى أن الدعوى المقامة ضد زوجته بسبب الميراث، مطالبًا من يملك مستندات تلك الدعوى ينشرها في وسائل الإعلام.

وعن وجود صواريخ بمزرعة زوجته بالشرقية سخر «جنينة» قائلا: «نتبرع بها لدولة».

صمت «محلب»
وقال رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات، إن هناك حالة من الإسهال في إقامة الدعاوى القضائية يقوم بها عدد من المحامين، مطالبًا بوقف هذا الإسهال.

وأعرب عن استغرابه من موقف المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، من عدم التصدى لحملة التشويه ضده، مؤكدًا قيام وزير حالى في الحكومة بشن حملة ممنهجة ضده منذ شهرين لتشويهه.

وأوضح «جنينة»، أن هناك حالة من التربص ضد كل من أشعل نورًا لإصلاح الدولة، مضيفًا أن الجهاز وضع تقريرًا سيتم الكشف عنه في قضية العلاج على نفقة الدولة التي تم الكشف عنها في عام 2010، والتي كلفت الدولة أكثر من مليار جنيه، كما سيتم الكشف عن دور رئيس الوزراء في ذلك الوقت في القضية، وبعض الشخصيات.
الجريدة الرسمية