مصر مضلمة في عز الظهر.. انقطاع التيار عن المستشفيات والعديد من المناطق.. توقف المترو.. «البترول» و«الكهرباء» تطالبان المواطنين بعدم استخدام التكييف في الحر
شهد العديد من مناطق البلاد، ظهر اليوم، انقطاعات للتيار الكهربائي.. وأدى انقطاع التيار إلى توقف مترو الأنفاق على الخط الأول «المرج/حلوان»، إثر تعطل محطة طرة البلد المغذية للخط الأول من حلوان حتى محطة الشهداء، مما أدى إلى ازدحام شديد داخل محطات المترو بين محطتى غمرة والشهداء، كما تم فتح أبواب المترو ونزل بعض الركاب للسير على القضبان.
وانقطع التيار الكهربائي عن عدد كبير من مناطق محافظتي القاهرة والجيزة، مثل: الهرم، الوراق، الدقي، المهندسين، ديوان عام محافظة الجيزة، فيصل، والتعاون.. وفي القاهرة عن مناطق وسط البلد، السيدة زينب، عابدين، البساتين، مدينة نصر، التجمع، المقطم، جاردن سيتي، طرة البلد، حلوان، قصر العيني، والمعادي.
وانقطع التيار عن مستشفيي قصر العيني وأحمد ماهر التعليمي، لأكثر من ساعتين، في ظل وجود حالات حرجة بداخل غرف العناية المركزة، كان من الممكن أن تتعرض لأخطار جسيمة، بخلاف توقف العمليات الجراحية.
وتسبب انقطاع الكهرباء في توقف بعض المحطات عن نحو 17 محطة مياه وصرف بمحافظتي القاهرة والجيزة، في انقطاع مياه الشرب اليوم.
كما أدى انقطاع التيار التيار الكهربائى بمبنى «بيت القاهرة» بالمركز الثقافى البيئى بالفسطاط، إلى تأخر توقيع وزير البيئة الدكتور خالد فهمى، بروتوكولي تعاون، الأول مع إحدى شركات الأسمنت والثانى مع محافظة الشرقية.
من جابنه، أدلى المهندس محمد اليماني المتحدث الرسمى بوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، بتصريحات لوسائل الإعلام، قال فيها: إن التيار الكهربائي عاد لجميع الأحياء في مناطق القاهرة والجيزة بعد الانتهاء من إصلاح العطل لمحولي محطة غرب القاهرة جهد 500 كيلوفولت.. جاء ذلك رغم استمرار الانقطاع في العديد من المناطق.
وأوضحت وزارة الكهرباء أن سبب انقطاع الكهرباء في الصباح الباكر في الساعة 9.40 ببعض المناطق في القاهرة والجيزة ومترو الأنفاق «حلوان/ طرة» يرجع إلى خروح أحد محولات محطة غرب القاهرة عن عملها بصفة مؤقتة، نتيجة العطل لزيادة الأحمال عليها، نظرًا لارتفاع درجات الحرارة غير المسبوقة، وهو ما ترتب عليه انقطاعات ليست لفترة طويلة بالهرم والمعادي والبساتين وبعض المناطق في القاهرة والجيزة.
وأكدت أنه تمت إعادة الكهرباء لمترو الأنفاق في الساعة 9.50 وفى بعض المناطق في القاهرة والجيزة تدريجيا وفى معظم الأحياء، مناشدًا المواطنين ضرورة ترشيد الاستهلاك في ظل ارتفاع درجات الحرارة والتي تؤدى إلى زيادة الأحمال في أوقات كثيرة.
وأكد المهندس شعبان خلف رئيس شركة القاهرة لإنتاج الكهرباء، أن وصول درجة الحرارة بمحطة المحولات إلى 54 درجة مع زيادة الأحمال غير المسبوقة، وراء العطل الذي حدث في المحولين جهد 500 كيلوفولت بمحطة غرب القاهرة، وقال شعبان خلف: إن هناك زيادة بنسبة 8% في الأحمال على المحول، أدت إلى عدم تحمل المحول الزيادة وخروج الدائرة الخاصة به.. لافتًا إلى أن مدة إصلاح العطل لم يستغرق نصف الساعة في المحولين.. وناشد «خلف» المواطنين ضرورة ترشيد استهلاكهم وتحمل ارتفاع درجات الحرارة قدر الإمكان، لعدم تكرار مثل هذه الحوادث الخارجة عن إرادة قطاع الكهرباء.
من جانبه، أكد الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، أن العطل حدث في المحول رقم واحد بمحطة محولات غرب القاهرة في الساعة 9.30 دقيقة صباح اليوم، ثم خرج المحول الثانى في 9:50 دقيقة، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير وزيادة الأحمال على الشبكة، أدى إلى انقطاع التيار عن عدد من أحياء القاهرة والجيزة التابعة لشركة جنوب القاهرة لتوزيع الكهرباء، وأوضح الوزير أنه تم إصلاح العطل في المحول الأول في الساعة 9.34، والثانى في 9.55، موضحًا أن عودة الأحمال بدأت تدريجيا من الساعة 10.30، وانتهت بالكامل في الساعة 11ص.
وأشار الوزير إلى أن إنهاء الإصلاحات في هذا الوقت القياسى يعد إنجازًا لشركة القاهرة لإنتاج الكهرباء، مشيرًا إلى أن هذا الإنجاز نتيجة وجود فرق فنية سريعة بالوزارة تتصدى لأى أعطال بأسرع وقت ممكن.
وفي بيان مشترك أعلنت وزارتا الكهرباء والبترول، أن الارتفاع الكبير في درجات الحرارة والرطوبة التي تشهدها البلاد مؤخرًا، أدى بشكل ملحوظ لزيادة غير مسبوقة في الطلب على استهلاك الكهرباء وزيادة الأحمال.
وأهابت وزارتا البترول والكهرباء، بجموع المواطنين ترشيد الاستهلاك بدرجة أكبر خلال الفترة المتبقية من شهر أغسطس.
وأضاف البيان الصحفى للوزارتين، أن أحمال الكهرباء تعدت رقمًا قياسيّا بلغ 29 ألف ميجاوات بالمقارنة بمتوسط 24 ألف ميجاوات في العام الماضى، بزيادة نحو 5 آلاف ميجاوات، مما أدى إلى زيادة استهلاك كميات أكبر من الوقود بلغ 146 مليون متر مكعب مكافئ من الغاز والسولار والمازوت لتلبية هذا الطلب المتزايد في الاستهلاك وهذه أرقام غير مسبوقة.
وأكد بيان الوزارتين أن الترشيد أصبح ضرورة حتمية، وأن الجميع مسئولون عن الحفاظ على قدرات وثروات البلاد.
وناشد البيان جموع المواطنين تأجيل الأحمال غير الضرورية في وقت الذروة (تقريبًا من 6 مساءً حتى 10 مساءً) وكذلك الترشيد في أجهزة التكييف خلال هذه الفترة كلما أمكن ذلك، واستخدام لمبات الليد الموفرة، وضبط درجة حرارة التكييف على 25 درجة مئوية، حيث إن الترشيد يساعد المواطن على تقليل قيمة الفاتورة وتخفيف الحمل على الشبكة الكهربائية الموحدة.
كان الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، تباهى خلال الأسابيع الماضية بأنه نجح في وقف الانقطاعات في التيار تماما، وأعلن أن القطاع نجح في القضاء على ظاهرة انقطاع التيار الكهربائى من خلال عمل دؤوب ومتواصل في الأشهر القليلة الماضية، حيث تم تنفيذ خطة طموحة وعاجلة لزيادة القدرات الإنتاجية لمحطات التوليد، ومن المخطط أن يتم الانتهاء من إضافة قدرات توليد تبلغ 3632 ميجاوات بنهاية أغسطس الجارى.
وأضاف «شاكر» أن إجمالى ما سيتم إدخاله من قدرات من إنتاج الكهرباء على الشبكة، تقدر بنحو 6882 ميجاوات، خلال عام 2015، فضلًا عن الانتهاء من كل برامج الصيانة اللازمة لمحطات التوليد والشبكات الكهربائية، بالإضافة إلى التعاون والتنسيق المستمر مع قطاع البترول للحصول على الوقود اللازم لتشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية.
وأشار الوزير إلى أن الاستثمارات الضخمة في إنشاء محطات التوليد الجديدة والشبكات اللازمة، لن تؤتى ثمارها في ضمان خدمة مستقرة ومستمرة دون تحسين كفاءة استخدام الطاقة وترشيد استهلاكها.
من جانبه، قال وحيد سعودي المتحدث باسم هيئة الأرصاد الجوية: إن درجات الحرارة ستستمر في الارتفاع لمدة أسبوع مقبل، والبلاد ستشهد ارتفاعا ملحوظا في نسبة الرطوبة أكثر مما عليه الآن.. على حد قوله.
وأضاف «سعودي»: «إن درجات الحرارة في وقت الظهيرة، تسجل أعلى الدرجات على مدى الـ24 ساعة».. لافتًا إلى أن الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة هذه الأيام لم يحدث منذ 11 عامًا.