رئيس التحرير
عصام كامل

«المتحدث الرسمي» وظيفة ضد الشفافية.. الفكرة استوردها «نظيف» وأنهى بها عصر «صفوت الشريف».. «القاويش» يجيد 3 لغات.. «التعليم» استغنت عن خدماته 4 شهور..

فيتو

فكرة المتحدث الرسمي أجنبية بالأساس، بدأت مع تولي الدكتور أحمد نظيف، آخر رئيس حكومة في عهد مبارك، مهام منصبه، وكان قبلها يشغل منصب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، واستورد فكرة المتحدث الرسمي لكل وزارة.


بدت الفكرة غريبة على الصحفيين والإعلاميين والمواطنين، فقد كان الناس لا يرون سوى وجه صفوت الشريف، وزير الإعلام الأسبق، والذي شغل منصبه لفترة طويلة، يلقي بيانات الحكومة، ويتحدث بالنيابة عن الوزراء، وكافة المسئولين، ولم يجرؤ أحد على المساس بهذه المهمة الحصرية.

استحدث نظيف فكرة المنصب بتشجيع من جمال مبارك، رئيس لجنة السياسات بالحزب الوطني المنحل، واعتادها الجميع، وطبقتها حتى المحافظات، والأحزاب، والهيئات، ومؤسسات المجتمع المدني، ولم تكد تخرج عنها وزارة واحدة، إلى أن فوجئنا مؤخرا بوزير التربية والتعليم السابق محمود أبوالنصر، إثر خلافات مع هاني كمال، المتحدث الرسمي، يقبل استقالته، في فبراير الماضي، وظلت الوزارة بدون متحدث رسمي لمدة زادت على 4 شهور، حتى أصدر الدكتور محب الرافعي – الوزير الحالي – قرارا بإعادة كمال إلى كرسيه الذي انتظر عودته أكثر من 120 يوما.

"فيتو" فتحت ملف "المتحدث الرسمي في الوزارات".. ماهي مواصفاته، وهل يؤدي الجميع المهام المنوطة بهم كما ينبغي؟!

"القاويش" يجيد 3 لغات
السفير حسام القاويش، المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء، قام محلب بتجديد تعيينه لفترة جديدة منذ عدة أشهر، والذي يقوم بالرد على كافة الاستفسارات المتعلقة بالحكومة، خاصة في ظل انشغال المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء بالاجتماعات اليومية والجولات، والمقابلات الشخصية.

القاويش معروف بالاعتدال في التصريحات، فطبيعة عمله الدبلوماسية أضفت الصفة على التصريحات الواردة على لسانه في وسائل الاعلام، ويحرص على التواصل يوميا مع كافة وسائل الإعلام والبرامج التليفزيونية، فيما يتعلق بالأنباء المتداولة حول التعديلات الوزارية المرتقبة في الحكومة، خاصة وأن الرجل يعرف أن الرد السريع على ما يثار من أمور في وسائل الإعلام يمنع التكهنات والأخبار المغلوطة، خاصة وأنه يعتبر المتحدث الرسمي باسم الحكومة، إضافة إلى أنه تولي منصب المتحدث الرسمي باسم المؤتمر الاقتصادي الذي عقد بشرم الشيخ مارس الماضي.

حسام القاويش يجيد التحدث بالعربية والإنجليزية والفرنسية، ويظهر في الصورة بشكل مؤثر هاني يونس المستشار الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، وأهم ما يميزه سرعة الرد على أي استفسار بأسرع وقت، ويتواصل بشكل جيد مع محرري مجلس الوزراء، لتسهيل مهمة عملهم.

كما يقوم مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لرئاسة مجلس الوزراء بإصدار نشرات دورية أسبوعيا بما يدور من شائعات سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو المواقع والصحف من خلال التواصل مع المتحدثين الإعلاميين للوزارات المختلفة لتوضيحها للرأي العام منعا لإثارة البلبلة.

"اليماني " الأكثر ظهورا
ويعتبر الدكتور محمد اليماني، المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء والطاقة، الأكثر ظهورا في وسائل الاعلام، نظرا لكثرة الاستفسارات الصحفية المتعلقة بالأحمال الكهربائية والانقطاعات، خصوصا في الوقت الحالي، ذروة الصيف، وكذلك ينطبق الأمر على حمدي عبد العزيز، المتحدث الرسمي باسم وزارة البترول، خاصة في ظل وجود عجز كبير فيما يتعلق بتوافر الوقود في المحطات.

"جابر نصار" يخطف الأضواء
فيما لا يترك الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، فرصة لظهور المتحدث الرسمي باسم الجامعة الدكتور عادل عبد الغفار بسبب عشق جابر نصار للظهور الإعلامي، لتسويق نفسه، وتحسين صورة الجامعة أمام القيادة السياسية، ولخطف الأضواء.

"هاني كمال".. كلاكيت تاني مرة 

يعتبر هانى كمال هو المتحدث الرسمى الثالث الذي يستعين به الدكتور محب الرافعى وزير التربية والتعليم، منذ توليه في مارس الماضى.

ففي اليوم الأول له بالوزارة أقال "عمر ترك" المتحدث الرسمى حينها، والذي عينه الدكتور محمود أبو النصر خلفًا لهانى كمال، الذي قدم استقالته في فبراير الماضى، وتولت المنصب حينها الصحفية أمانى ضرغام، إلا أنها لم تستمر كثيرا وقدمت استقالتها.

بعدها، أعلن الرافعى تعيين نيفين شحاتة، محررة التعليم بالأهرام مستشارة إعلامية، في 10 أبريل الماضى، إلا أنها لم تستمر أكثر من 20 يوما لتعلن استقالتها في الثلاثين من الشهر ذاته.

وأثناء تولي "كمال"، المنصب في فترته الأولى، كان أبرز ما يعانى منه في أداء عمله هو عدم تعاون بعض المسئولين بديوان عام الوزارة معه وحجب المعلومات عنه، حتى أن البعض منهم كان يتكتم على المعلومات بقصد احراجه أمام وسائل الإعلام، خاصة في الملفات المهمة التي تحتاج إلى ردود سريعة، وكان على رأسها في تلك الفترة ملف مسابقة الـ30 ألف معلم، التي أعلنت عنها الوزارة منذ 11 شهرا، بالإضافة إلى بعض الملفات المهمة الأخرى، التي كان ينتظر الرجل قرابة الأسبوع حتى يأتيه الرد من قبل المسئول داخل ديوان عام الوزارة.

عبدالغفار "لا يغلق هاتفه"
 أما الدكتور حسام عبد العفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة ، فلديه مهمة شاقة جدا، نظرا لما تشهده الوزارة من أحداث طارئة، بسبب الانفجارات الناتجة عن العمليات الارهابية، إضافة الي كثرة مشاكل المرضي، وسوء أوضاع المنظومة الصحية.

«عبدالغفار» يظل هاتفه متاحا على مدار اليوم، ويعرف عنه الهدوء والدقة في التصريحات الصادرة عنه، وهو سر تمسك الدكتور عادل عدوي وزير الصحة به.

لبيب "الوزير والمتحدث"
تتسم وزارة التنمية المحلية بالضبابية، فللحصول بداخلها على معلومة لابد أولا من الرجوع إلى الوزير اللواء عادل لبيب، فلا توجد أي قيادة تتحدث مع الإعلام، ولا يوجد متحدث إعلامي داخل الوزارة، أما مديرة الإعلام لمياء محمدين فيقتصر دورها على تنظيم المؤتمرات الصحفية وصياغة البيانات وإرسالها للصحف والقنوات، وغير مصرح لها بالتصريح للإعلام.

وكان الوزير قد لجأ العام الماضى إلى تعيين مستشار إعلامي له هو "صبرى الجندى"، بحيث يكون هناك متحدث إعلامي رسمى للوزارة للرد على استفسارات الصحفيين، وسرعان ما اعتذر الجندى عن الاستمرار في منصبه بعد مرور شهرين.

خالد مصطفى "حلقة الوصل"
أما محافظة القاهرة فلا يوجد بها متحدث رسمي، فكافة القيادات يرحبون بالحديث مع الإعلام والرد على استفساراته، ويعد خالد مصطفى، مدير الإدارة العامة للإعلام، وهو حلقة الوصل بين المحافظة والصحفيين، وهو المنوط بالرد على استفسارات الصحفيين، وترتيب لقاءات لهم وتحديد موعد لهم لإجراء الحوارات، ويلجأ اليه بعض الصحفيين في الحصول على تصريحات منه.

حجازي "الخيار والفاقوس"
أما إذا كنت محررا علميا فاعلم أنك ستصاب بالإجهاد الفكري والبدني للحصول على خبر من وزارة البحث العلمي المعروفة بين الصحفيين باسم "الوزارة الميتة"، حتى وإن كان فيها المستشار الإعلامي للوزارة، المستشار محمد حجازي،الذي يعتبر نقطة فاصلة بين الوزير والمحررين العلميين.

يعمل "حجازي" في منصبه مع أكثر من وزير منذ 6 سنوات، ويعانى الإعلاميون من تحفظه الشديد، بحجة أن أخبار الوزارة أمن قومي.

لا يفضل الدكتور شريف حماد وزير البحث العلمي الحالي وجود الإعلاميين والصحفيين في جولاته لأسباب غير معلنة، فالبعض يعتقد أنه يخشى من تناول أخبار خاصة أو سرد أي عبارات عفوية أثناء جولاته، ويطلب من حجازي عدم حضور الإعلام في بعض الاجتماعات أو المؤتمرات العلمية. 

لا توجد أي شفافية بين المتحدث والمحررين، فإذا علم المحرر بمعلومة تضر الوزير وتم نشرها فيغضب عليك المتحدث ولا يرسل إليك أي أخبار خاصة، وفى بعض الاحيان يحرمك من شفقته عليك ولا يرسل إليك أي بيانات.

ويتعامل حجازي مع المحررين العلميين على أساس المؤسسة التابع لها المحرر، فإذا كانت مؤسسة إعلامية معروفة فيجلب لها الأخبار ويحاول على قدر الإمكان إرضاؤها حتى لا تغضب عليه المؤسسة، مفضلا إرسال الأخبار للوكالة أفضل من إرسالها للمواقع حتى لا يجهد نفسه.

وتعتبر جميع جولات واجتماعات الوزير سرية للغاية، وإذا تم الاستفسار عن السبب تكون الإجابة: "الوزير عاوز كده"، وفى بعض الأحيان تحدث المشاكل العديدة بين حجازي والمحررين بسبب ضعف البيانات الصادرة من الوزارة وعدم وجود تعاون بينه وبين المحررين،على عكس بعض المتحدثين باسم الوزارات الأخرى.

يطلب حجازي من أي محرر علمي محاور الأسئلة عند إجراء حوار مع الوزير وحذف بعضها ووضع أسئلة أخرى، وكأن المحرر أداة فقط لتلميع الوزير، ودائما يقول إن الوزارة ليست خدمية ولكنها أمن قومي من الدرجة الأولى.


خالد وصيف "الأقدم"
يعد الدكتور خالد وصيف، رئيس الإدارة المركزية في وزارة الري، أحد أقدم المتحدثين باسم الوزارة، بعد أن تولى هذا المنصب في عهد أكثر من وزير بداية من الدكتور محمد عبدالمطلب وحتى الدكتور حسام مغازي الوزير الحالي.

"وصيف" متحفظ دائمًا، لا ينفي الشائعات ولا يؤكدها، وهي طريقة يتبعها وصيف في تعامله مع وسائل الإعلام، وهو ما يجعل الكثير من محرري الصحف ووسائل الإعلام تلجأ إلى الدكتور حسام مغازي ذاته للتأكد من الأمر، أو للدكتور علاء ياسين إذا كان الأمر يتعلق بسد النهضة،باعتبار الرجل المتحدث الرسمي باسم الملف، ويكتفي "وصيف" في أحيان كثيرة بإضافة تصريحات صحفية في بيانات رسمية للوزارة.
الجريدة الرسمية