رئيس التحرير
عصام كامل

شعب على قلب رجل واحد


قناة السويس الجديدة.. هذا المشروع العملاق الذي تحدى فيه المصريون الوقت والظروف، ليقوموا بانتصار آخر يضاف إلى انتصاراتهم السابقة، شارك فيه كل أفراد الشعب من قاموا بشراء شهادات التمويل له، وحتى من لم يقوموا أيضا فقد كانوا مع هذا المشروع قلبا وقالبا، يتمنون له النجاح، وأن يتمم الله هذا العمل على خير، وكان بإذن الله تعالى.


البعض يحاول أن يقلل من قيمة هذا العمل، ويصفون من يروجون له كعمل قومي، وأنه شيء بسيط، ولعل الكلمات التي قيلت عن هذا الإنجاز في صفحات التواصل الاجتماعي من أشقاء عرب وأجانب، كفيل بالرد على ما يقولون:
"إنجاز وتمويل مصري خالص تكاتف الشعب فيه حول قيادته".. "حقا.. هو هدية المصريين للعالم كما يقولون عنه"

"إنهم بناة الأهرامات، وانتظروا فقد نسمع عن أعمال عظيمة أخرى".. "إنجاز أسعد العالم بعد سنوات من التردي"

"فعل المصريون ما لم يستطع الكثير فعله".. "تغيير مطلوب تطورت فيه القناة لتناسب تطور التجارة العالمية"

هذا ما قالوه عنا، ولعل ما قيل عن مشروع قناة السويس الجديدة من كلمات سلبية، ظهر الآن فيه الحق وزهق الباطل، ولعل ما رآه العالم من النتائج على حفر وتوسعة القناة، هو خير شاهد على إنجاز قامت به مصر بعد ثورتين ووجود المنافسين من المروجين لخط إيلات أشدود لنقل البضائع؛ ليكون بديلا عن قناة السويس والخط البري بين الصين وروسيا لنقل البضائع إلى أوربا، وحققت مصر السبق في توسعة القناة وتعميق الغاطس ليسمح بمرور الناقلات العملاقة.

ولعل مرور ناقلة الحاويات مرسك بعدد 18270 حاوية، وتوفير وقت الانتظار لقوافل الشمال وقوافل الجنوب؛ لتقطع مصر المنافسة التي تسعى إليها الدول الأخرى لانخفاض التكلفة والوقت، فنقل البضائع عبر البحر أفضل من النقل عبر البر، وهذا ما تسابقت إليه مصر في تحدٍ مع الزمن، لتبقى القناة هي الممر المائي الذي يربط الشمال بالجنوب، ويشهد العالم أن المصريين بعدد مليون مصري حفروا القناة بإرادة من حديد، ولعل القائمين بهذا العمل آنذاك كانوا يعتبرون إنجازه نوعا من الجنون وبهذه الإمكانيات.

إننا أمام عمل مصري أصيل، وإضافة إلى التجارة العالمية لن ينساها العالم؛ حيث سايرت مصر تطور التجارة بتطوير المجرى الملاحي؛ لتبقى القناة هي السبيل الوحيد الموفر للتكاليف دون منافس.
الجريدة الرسمية