رئيس التحرير
عصام كامل

ردم قناة السويس الجديدة!!


عندما اشتدت حملات الهجوم الإعلامية والسياسية في السبعينيات على جمال عبد الناصر، وكل ما قام به وفي مقدمته السد العالي انتفض اثنان من كتابنا الكبار محمد عود وفيليب جلاب؛ للرد على هذه الحملات الهجومية التي طالت مشروع مصر القومي الكبير «السد العالي»، وقاما بتأليف كتاب خاص عن هذا المشروع يفند كل محاولات النيل منه، واختارا له عنوانا ذا مغزى، ويتضمن السخرية من أصحاب هذه الحملات هو: «هل نهدم السد العالي؟»، خاصة أن هذا السد كان قد تم بناؤه فعلا، بعد أن خضنا معركة سياسية لبنائه جعلتنا نؤمم قناتنا.. قناة السويس ونتصدى بعدها لعدوان ثلاثي بريطاني فرنسي إسرائيلي.


وما اعتبره كل من محمد عودة وفيليب جلاب، وقتها دربا من الجنون وسخرا منه بعنوان كتابهما المشترك المهم، عشنا ورأينا من يمارس هذا الجنون فعلا، وذلك عندما خرجت الإخوانية غريبة الأطوار عزة الجرف لتدعي كذبا أن دولا هددت مصر بالتدخل العسكري إذا لم تقم بهدم قناة السويس الجديدة؛ لأنهم اكتشفوا أن المياه التي تملؤها سوف تنقص مياه كل من البحرين الأحمر والأبيض «هكذا»، وبالتالي ستلحق الضرر بكل الموانئ المطلة على هذين البحرين «هكذا أيضا»!

وهكذا بينما تهكم وسخر عودة وفيليب جلاس من الذين يهاجمون السد العالي بالعنوان الساخر لكتابهما «هل نهدم السد العالي؟»، لم تنتظر عزة الجرف لأن يتهكم عليها ويسخر منها أحد، وتمادت هي في التخريف العبيط والساذج والكذب الفج جدا بادعاء أن هناك دولا في العالم تطالب بردم قناة السويس الجديدة.. أقول إنه تخريف عبيط وساذج؛ لأن ما اعتبرته عزة الجرف عيبا كارثيا في قناة السويس الجديدة، ينطبق أساسا وبدرجة أكبر على قناة السويس الأساسية، أي أنها ملئت هي الأخرى قبل قرن ونصف قرن من مياه البحرين الأبيض والأحمر، ولم تنتقص من مياههما ولم تؤذ أو تضر بالموانئ الواقعة على البحرين..

بل إنها على العكس أفادت ليس فقط الدول المطلة على البحرين، بل كل دول العالم التي تطل على بحور أخرى أو لا تطل على أي بحور.. لكنه الغل والحقد الذي يملأ صدور الإخوان، ومن بينهم عزة الجرف التي لم تقدر على إخفاء ما يملأ قلبها من غيظ وغل وحقد، منذ أن أطيح بحكم جماعتها الفاشي والمستبد.. ولعل هذا هو ما جعلها لا تحرص حتى على الكذب المساوي كما نقول.. فإذا كانت قناة السويس الجديدة هي مجرد ترعة كما تدعي عزة الجرف، فكيف سيكون لها أضرار بهذا الشكل الذي تدعيه؟

إن عزة الجرف تكشف بوضوح، أن الإخوان قد فقدوا عقولهم كاملة الآن، وإلا ما كان تخريفهم ساذجا وعبيطا وفجا بهذه الدرجة.. ولكن من صدقوا أن مرسي أم النبي محمد عليه الصلاة والسلام في الصلاة برابعة، ليس مستغربا أن يصل تخريفهم إلى هذا المدى!
الجريدة الرسمية