تجاهلوا قطر!
لست مع الذين اهتموا بما قاله في حديثه وزير الخارجية القطري حول مصر، وتضمن تدخلا مباشرا في الشئون الداخلية لها، بحديثه عن جماعة الإخوان باعتبارها كيانا مصريا غير إرهابي، واستعداد قطر للقيام بواسطة لإتمام حل سياسي في مصر، إذا طلب منها ذلك، وكأن لدينا أزمة سياسية ولسنا في حرب مع إرهاب ترعاه جماعة الإخوان، التي تمارس العنف بنفسها وتتحالف مع جماعات إرهابية أخرى.
نعم كلام العطية سخيف ومستفز ومثير للغضب، ويحض على الرد عليه بالطريقة التي تحدث بها.. ونعم توقيت هذا الكلام أيضًا؛ حيث تعيش مصر في فرح عارم بعد افتتاح قناة السويس الجديدة، وإتمام إنجاز ضخم وهائل.. إلا أن مصر أكبر من أن تنخرط في سجال دبلوماسي مع القطرين.. وأكبر من أن تنزل من علٍ لتفعل ما يقوم به الصغار.
فلنتجاهل كلام العطية.. ليس فقط حتى لا نفسد فرحتنا العارمة والكبيرة، وإحساسا بالزهو والفخر؛ لأننا أثبتنا لأنفسنا أولا ولغيرينا ثانيا، أننا قادرون وأننا إذا عزمنا على عمل سوف ننجزه على أفضل وجه.. وإنما لأن مكانة مصر كبيرة جدا وعالية للغاية، ولا يصح أن نخدش هذه المكانة بمحاكاة من اعتادوا ارتكاب الأخطاء والخطايا..
فلنتجاهل كلام العطية، رغم أنه سخيف ويخلو من اللباقة الدبلوماسية، ومستفز ومثير للغضب لنا كمصريين، ولمنضي في طريقنا الذي اخترناه.. طريق تصفية الإرهاب واقتلاع جذوره من أرضنا الطيبة الطاهرة.. وطريق إعادة بناء بلدنا لتكون دولة قوية عصرية ديمقراطية.. دولة مزدهرة.. دولة عادلة.. دولة المواطنة والمساواة.
إن أبلغ رد على مثل هذه السخافات والمهاترات، هو أن نحقق ما نطمح إليه لبلدنا.. فهم يريدون أن يشغلونا عن هدفنا الأكبر.. ولن نمكنهم من ذلك.
