رئيس التحرير
عصام كامل

أقنعة الإخوان في «بلاد العم سام».. «الإرهابية» تدير مبادرة «جسر» لبث أفكارها بين الطلاب في ولاية فرجينيا الأمريكية.. معهد دراسات يدعم العنف الفعلي للجماعة.. ومحاضرات الإس

فيتو

بألف قناع ومليون طريقة، لا تيأس «الإخوان» في طرق الأبواب غير المشروعة للوصول إلى أهدافها كعادتها «الغاية تبرر الوسيلة»، وعلى أرض «العم سام» تواصل الجماعة الإرهابية أنشطتها ومحاولات الوصول إلى عقول الشباب الأمريكي؛ لتحسين صورتها وهذه المرة ليس بـ«الزيت والسكر» ولكن بالمحاضرات داخل الجامعات.


مبادرة جسر
«مبادرة جسر» شكل جديد تتخذه جماعة الإخوان «الإرهابية» في شمال ولاية فرجينيا الأمريكية؛ لبث أفكارها بين الطلاب بجامعة جورج واشنطن، ولا عجب في ذلك فالجامعة نفسها تشترك مع مؤسسة بحثية إخوانية ذات صلة بتنظيم القاعدة وجماعة الجهاد الإسلامي وحماس - بحسب ما أكده مركز السياسات الأمنية الأمريكية.

وفيما يعد أقرب للتحذير، كشف المركز الأمريكي أن جامعة جورج تاون تعقد دروسًا أسبوعية للطلاب الراغبين في تعلم كيفية التعرف على «الإسلاموفوبيا»؛ لتعليم الطلاب تاريخ المصطلح وأقرب مظاهره، فيما لم تقتصر المحاضرات على تعريف المصطلح بل تفتح الباب على مصراعيه أمام مناقشات موسعة بين الطلاب والمحاضرين حول كل ما يتعلق بهذه القضية.

المركز تحدث عن أن المبادرة تعتمد على حلقات نقاشية صغيرة حتى يمكن التأثير عليها، ومن خلالها يمكن بث الأفكار المطلوبة، فتقدم وسائل حول كيفية مواجهة الأفكار المخالفة لجماعة الإخوان، وعند الانتهاء من هذه الدورة تكون المجموعة المستهدفة من الطلاب لديها القدرة على بث تلك الأفكار التي اعتنقوها، بحجة معالجة قضايا التعصب والتمييز في مجتمعاتهم المحلية وخارجها.

معهد فيرفاكس
«معهد فيرفاكس» بشمال ولاية فيرجينيا يشارك جامعة جورج تاون في هذه المبادرة، والمفاجأة أن «فيرفاكس» مدرسة تشغلها جماعة الإخوان في أمريكا الشمالية، ويعمل تحت مظلة المعهد العالمي للفكر الإسلامي «IIIT»، وهو عبارة عن معهد دراسات بحثية خاص بالإخوان، ويمدهم بالدراسات المطلوبة التي تخدم مصالح الجماعة الخاصة - على حد وصف مركز السياسات الأمنية الأمريكية.

معهد الفكر الإسلامي
«المعهد العالمي للفكر الإسلامي» هو الراعي الأكبر للجماعة في الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت البداية بمؤتمر دولي عُقد بمشاركة عددٍ من قيادات الإخوان على رأسهم زعيمهم الروحي الشيخ يوسف القرضاوي في لوجانو بسويسرا عام 1977، ونتج عنه إنشاء «جمعية الطلاب المسلمين» كأول منظمة للجماعة في أمريكا.

خطة التمكين
تأسس مركز الأبحاث الإخواني لتعزيز أيديولوجية الجماعة، تحت شعار «معركة حضارية» ضد الغرب، وكانت من المشروعات التي تبناها مشروع «نشر أسلمة المعرفة» عام 1989، شاملا وضع المبادئ العامة وخطة العمل للجماعة في أمريكا الشمالية أو بمعنى أصح «خطة التمكين»، وتولى كتابة دراسة أسلمة المعرفة مؤسس المركز عبد الحميد أبو سليمان.

واحدة من النقاط التي ارتكز عليها مشروع الإخوان في التمكين الحضاري الآن هو القوة العسكرية؛ إذ يذكر مركز السياسات الأمنية الأمريكي أن أحد مرتكزات المشروع الإخواني أنه لا يمكن للقوات الحضارية المتنافسة في هذا القرن الوصول أو تجاوز أي شخص دون الغزو أو الاحتلال العسكري على أرضه.

ولم يخف المركز الأمريكي أنه من خلال القوى المتنازعة مع بعضها البعض، يمكن السيطرة على العالم، وذلك هو تفكير جماعة الإخوان «الإرهابية» الآن، متمسكًا بوجود معركة حضارية الآن، تتمثل في تقدم الإسلاميين على الساحة العالمية، موضحًا أن الواقع يشهد منح الجماعة رئيس المركز البحثي (المعهد العالمي للفكر الإسلامي) عبد الحميد أبو سليمان لقب الرئيس الشرفي للإخوان بأمريكا عام 2014، رغم نفيه انتماءه للإخوان.

دعم العنف
أما وكيل التحقيقات الخاص ديفيد كين، فشدد على أن «مبادرة جسر»، التي تعقد محاضرات بشكل أسبوعي بمعهد فيرفاكس، لم تكن خالية من المصلحة، فيتم دعوة المسلمين وغير المسلمين وتأخذ المحاضرات شكل المعركة الحضارية، مؤكدًا أن مركز الدراسات الإخواني مرتبط بدعم العنف الفعلي الذي يحدث الآن، وهذا ما أوضحته الوثائق عند تفتيش ممتلكات المعهد.

دعم حماس والجهاد
«كين» قال نصًا: «استنادًا إلى الأدلة التي تم الحصول عليها، فإن مؤسسي مركز الدراسات الإخواني (IIIT) هم مؤيدون لحركة الجهاد الإسلامي وحماس، وقدموا دعمًا أيديولوجيًا لها، إضافة إلى الدعم المالي لهذه الجماعات عدة مرات، فيما حاول مؤسسو المركز إخفاء العديد من حالات دعمهم المالي لتلك الجماعات من خلال إخفاء هوية الشخصيات التي تقوم بذلك».

تنظيم القاعدة
أبرز المؤشرات التي لفت المركز الأمريكي إليها، كانت استضافة مركز الدراسات الإخواني شخصية لها علاقات بتنظيم القاعدة، وهو «طارق عبد الملك حمدي - أحد المنتمين لتنظم الجهاد الإسلامي في فلسطين»، الذين دخلوا الولايات المتحدة الأمريكية بمساعدة القيادي الإخواني سامي العريان.

وبالفعل أدين «العريان بتقديم المساعدة لحركة الجهاد الإسلامي وتنظيم القاعدة وأسامة بن لادن، وكان العريان يستخدم منزله لعمل عقود الملكية لبن لادن وعدد من الإرهابيين، وقدم أيضا لـ«بن لادن» بطارية هاتف يعمل بالأقمار الصناعية، استخدمه مفجرو السفارة الأمريكية شرق أفريقيا.

وبالعودة للحديث عن «مبادرة جسر»، فإن معهد فيرفاكس تعهد بتصوير من قاموا برفع قضايا الأمن القومي ضد الإخوان بتهم تخريبية ودعم الإرهاب على أنهم كارهون للإسلام، رغم دعم الجماعة لما يسمى بـ«الجهاد الحضاري» وتمويله.

ويعد «جون إسبوزيتو - الباحث الأمريكي عضو المجلس الاستشاري لمعهد الفكر السياسي الإسلامي»، الذي يقوده الإخوان، عنصرًا نشطًا في متابعة حركة حماس، إلى جانب الباحث عزام التميمي عضو معهد الفكر الإسلامي، والمثير للجدل أنه في عام 2005 تلقت جامعة جورج تاون منحة قدرها 20 مليون دولار لتنفيذ مبادرة الجسر.

نقلا عن العدد الورقي*
الجريدة الرسمية