رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. «مهرجان فلسطين الدولي».. «غصن زيتون» لفنون المقاومة

فيتو

«أن تكون فلسطينيًا يعني أن تصاب بأمل لا شفاء منه» على درب تلك الجملة سار جموع الفنانين والأدباء الفلسطينيين، فلا الاحتلال بقادر على انتزاع الأمل من صدورهم، ولا الحصار يستطيع تجريف ثقافتهم وفنهم المزروع فيهم.


فعلى الرغم من كافة أنواع الاضطهاد الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، إلا أن غصن الزيتون لم يسقط من يدهم، فالثقافة والفن هي كتابهم المقدس الثالث بعد القرآن والإنجيل – حسب مقولة الروائي الكبير إبراهيم نصر الله – وإبداعهم يزداد تكوينه واتساعه يومًا بعد يوم.

وكان مهرجان فلسطين الدولي على مر السنوات الماضية، يشكل صورة من صور المقاومة الفلسطينية دون سلاح أو حجر، فحناجرهم ودفة قلوبهم المتوهجة هي البوصلة الوحيدة التي تقودهم نحو الإبداع، نحو الشعر والأدب والموسيقى، ونحو الرقص على نغمات الدبكة.

بلغ مهرجان فلسطين هذا العام، عامه السادس عشر، 16 عامًا شكلت لوحة فنية معاصرة غير معتادة على هذه الأرض التي روت دماءها اليابس فأخضرت صفرته وصارت زيتونًا للآكلين، وزيتًا للشاربين.

وقد افتتح مركز الفن الشعبي مساء الثلاثاء الماضي أولى أمسيات مهرجان فلسطين الدولي السادس عشر، بعرض حفل تخريج مدرسة الدبكة التابعة للمركز، وقدم خريجو المدرسة عروضًا ولوحات تنوعت بين الدبكة الشعبية الفلسطينية على مدى ساعتين، وافتتحت الأمسية ثلاث فرق قدمت عروضًا متنوعة بيين الـ"هيب هوب" و"أفرو-دبكة"، على أنغام موسيقى تراثية فلسطينية ومقطوعات أخرى من حول العالم.

وفي الليلة الثانية من المهرجان، قدمت فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية عرضا افتتحه "براعم الفنون" برقصات مختارة من العرض الذي يحمل اسم "طلت"، يليها الجيل الشاب برقصات صممت خصيصًا لعيد الفرقة الـ٣٦، ومن ثم صعد الجيل المؤسس للفرقة لتأدية رقصة تضم كافة الأجيال المتعاقبة على فرقة الفنون الشعبية، ويستضيف المهرجان في لياليه المقبلة الفنان العراقي عمار الكوفي، إلى جانب استضافة فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية مرة أخرى.

شكل مهرجان فلسطين الدولي وسيلة ثقافية فنية إبداعية للاتصال بالعالم، أسهمت في كسر الحصار الذي فرضه الاحتلال على الشعب الفلسطيني منذ عقود، مشكلًا قيمة ثقافية وفنية لدى الجمهور الفلسطيني، فقد بادر مركز الفن الشعبي في العام 1993 إلى تنظيم هذا المهرجان ليكون أول مهرجان دولي في فلسطين، واستطاع المهرجان على مر السنين، أن يساهم في تشجيع وإلهام الإنتاج الإبداعي للفنانين والمبدعين الفلسطينيين، خاصة الفرق الفنية المحلية.

واستضاف المهرجان، العشرات من فرق الرقص والموسيقى العالمية، من دول مختلفة كإسبانيا، إيطاليا، اليونان، تشيلي، مصر، الأردن، فرنسا، المغرب، تونس، الجزائر، العراق، بريطانيا، وتركيا، منها على سبيل المثال لا الحصر، المطرب إلهام المدفعي، والفنان لطفي بشناق، والفنان صابر الرباعي، والفنان رشيد طه، والمطربة أحلام، ومغني الراي الشاب فضيل وفرقة نار الأناضول، وفرقة "بافوتشي"، وفرقة "كيلابايون"، وفرقة "ستومب"،، وفرقة جل جلاله المغربية، كما استضاف العشرات من فرق الرقص، والموسيقى والغناء المحلية، مسهمًا بانتشارها وتطورها.

وبعد توقف المهرجان مدة خمس سنوات، عمدت إدارة المهرجان ومنذ العام 2005 إلى توزيع فعاليات المهرجان على العديد من المحافظات لتشمل رام الله، والقدس، وبيت لحم، وجنين، والخليل، وطولكرم، وقلقيليا، وسلفيت، ونابلس، وذلك لكسر الحصار المفروض عليها من قبل الاحتلال، وللتغلب على ظروف التنقل الصعبة، بسبب إقامة جدار الفصل العنصري، ونشر الحواجز العسكرية.
الجريدة الرسمية