رئيس التحرير
عصام كامل

كمال بشر.. علامة العربية «بروفايل»

اللغوى الكبير كمال
اللغوى الكبير كمال بشر

توفى اليوم الجمعة، العلامة واللغوى الكبير كمال بشر، نائب رئيس مجمع اللغة العربية، الأستاذ بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز الـ94 عامًا، بعد مشوار حافل من العطاء في تخصصه العلمى، الذي أهله لنيل أسمى التقديرات من الدولة، اعترافًا منها بما قدمه لخدمة العلم من خلال أبحاث وندوات ومؤتمرات علمية متميزة، نتعرف على مسيرته العلمية ومشواره المتميز.


ولد الدكتور كمال محمد على بشر بمحلة دياي مركز دسوق محافظة كفر الشيخ عام 1921م، ثم التحق بالكتاب عام 1927م واستطاع أن يحفظ القرآن في تسعة أشهر.

التحق بدار العلوم جامعة القاهرة ونال منها ليسانس اللغة العربية والدراسات الإسلامية " بتقدير ممتاز – أول الفرقة" 1946م، وحصل على درجة الماجستير من جامعة لندن في علم اللغة المقارن 1953 وعلى درجة الدكتوراه في علم اللغة والأصوات 1956، ومن أهم كتبه: علم الأصوات، وفن الكلام، وعلم اللغة الاجتماعى، وقضايا لغوية.

كان بشر في طليعة الطلاب المنادين بتحويل دار العلوم من مدرسة عليا إلى كلية تتمتع بما تتمتع به سائر الكليات، وبعد إضراب ومظاهرات وبوليس ونيابات صدر المرسوم الملكى بتحويل دار العلوم إلى كلية وضمها إلى جامعة فؤاد الأول بالقاهرة.

ومن أساتذته الذين تركوا فيه أثرا كبيرا الأستاذ على حسب الله أستاذ الشريعة والذي لم يعط الدرجة النهائية في أي امتحان له إلا لبشر، وكذلك الأستاذ على السباعي مدرس النحو وقد كان يتميز بطريقة جذابة عميقة في تقديم مقرر النحو.

نال تقديرًا عاليًا في مصر وفي العالم العربي، ومن أهم الجوائز التي حصل عليها جائزة الدولة التقديرية 1991م، ووسام العلوم والفنون من الطبقتين الثانية والأولى، كما نال جائزة صدام حسين في الدراسات اللغوية عام 1987م.

كان بشر من أبرز المرشحين للحصول على جائزة النيل للآداب، من المجلس الأعلى للثقافة وهي أرفع الأوسمة التي تمنحها الدولة في هذا الصدد، وذلك تتويجا لتاريخه باعتباره من كبار اللغويين في العصر الحديث.

تخرج على يديه مجموعة من أبرع وأشهر أبناء دار العلوم ومنهم: الدكتور أحمد مختار عمر أستاذ علم اللغة، والدكتور محمد عيد أستاذ النحو والصرف، والدكتور محمود الربيعي أستاذ النقد والبلاغة، والدكتور أحمد عبد العزيز كشك أستاذ النحو والصرف بكلية دار العلوم وعميدها الأسبق، والدكتور عبد العزيز بن عبد الله تركي وزير التربية والتعليم بقطر سابقا.

قال عنه الدكتور محمد محمود القاضي في كتابه «كمال بشر مسيرة وتاريخ»: «وهب حياته كلها لها، حاملا لواءها، ومعلما لها، ومدافعا عنها، فصار رمزا لها، وصارت هي علامة له، فأصبح هو واللغة العربية وجهين لعملة واحدة.. وكمال بشر نموذج صادق لما يجب أن يكون عليه عالم اللغة العربية، فهو معتز بنفسه وبلغته وبقوميته، معترف بفضل أساتذته، ومحب لتلاميذه، مخلص أمين صادق، ودود متواضع قوى حازم، إنه الأستاذ الإنسان، والإنسان الأستاذ».

توفي الدكتور بشر، وفي حلقه غصة، من جحود تلاميذه، ووقوفهم ضده في مجمع اللغة العربية، وفي مقدمتهم فاروق شوشة الذي صمم على إسقاط أستاذه في الانتخابات على منصب نائب رئيس المجمع؛ مما اضطر العالم الكبير للجوء للقضاء.
الجريدة الرسمية