رئيس التحرير
عصام كامل

زيارة أوباما للشرق الأوسط تفتح نافذة على سياساته الخارجية المقبلة.. الرئيس الأمريكى يبحث عن شركاء إقليميين يساعدونه فى مواجهة إيران.. ووقف بناء المستوطنات على رأس مباحثاته فى إسرائيل

الرئيس الأمريكى باراك
الرئيس الأمريكى باراك أوباما

اهتمت الصحف البريطانية الصادرة، اليوم الإثنين، بالزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى منطقة الشرق الأوسط بعد غدٍ "الأربعاء"، معتبرة أنها ستفتح نافذة على السياسات الخارجية والنهج الدبلوماسى الذى تعتزم إدارة أوباما انتهاجه خلال الفترة المقبلة.


اعتبرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، فى مقال افتتاحى أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت، أن زيارة الرئيس أوباما إلى المنطقة ستعطى مؤشرات مهمة حول ما إذا كان الرئيس الأمريكى سينتهج دبلوماسية أكثر إيجابية وفاعلية فى فترته الرئاسية الثانية.

ولفتت الصحيفة إلى أن هناك توقعات كثيرة بأن هذه الزيارة قد تمكّن الرئيس الأمريكى من استعادة الطموح والروح الإيجابية اللذين كانا السمة الأبرز لزيارته الأولى، من أجل إحداث تقارب بين دول المنطقة وبلاده.

وأضافت "فرغم محاولات البيت الأبيض التقليل من شأن هذه التوقعات، فإن اختياره إسرائيل لتكون أولى محطات أوباما فى المنطقة يحمل فى طياته دلالات مهمة ومؤشرات حول إمكانية تحريك المياه الراكدة فى المنطقة".

وتابعت "ربما يكون اختيار إسرائيل اختيارًا صعبًا ومليئًا بالتحديات على الصعيد الشخصى للرئيس أوباما، نظرًا إلى علاقاته المتوترة مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، فضلًا عن إخفاق الجانبين فى التوصّل إلى صيغة تفاهمية بشأن وقف المستوطنات الإسرائيلية فى الضفة الغربية وقطع شوط فى عملية السلام مع الفلسطينيين".

ولكن رغم هذه التحديات، رأت الصحيفة البريطانية أن عودة أوباما مرة ثانية للمنطقة وزيارته إسرائيل ستحدّد إذا ما كان لديه شركاء إقليميون يساعدونه فى معالجة قضايا إقليمية عالقة، على رأسها القضية الفلسطينية وملف إيران النووى.

واستطردت الصحيفة القول "لقد استقر إلى ذهن كثير من الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، أن تدخّل أوباما فى عملية السلام خلال فترته الرئاسية الأولى شكّل إخفاقًا وفشلًا لا نظير له".

ونسبت الصحيفة إلى شولومو أفينيرى أستاذ سياسات بالجامعة العبرية، قوله: لقد أخطأ أوباما حينما اعتقد أن صراعنا مع الفلسطينيين يسهل التفاوض عليه بهذه السرعة، لذا أهدر ثلاثة أعوام كاملة دون إحضار الفلسطينيين والإسرائيليين إلى طاولة المفاوضات".

من جانبها دعت صحيفة "الجارديان" البريطانية، فى مقال افتتاحى أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت، الرئيس باراك أوباما إلى إيصال رسالة تحذيرية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، مفادها أن الإبقاء على الوضع الراهن كما هو سيسفر عن تداعيات خطيرة تفوق توقعات الجميع.

وأضافت الصحيفة "لقد أخطأ مَن اعتقد أن الإبقاء على الأوضاع الراهنة وعدم محاولة فك حالة الجمود التى أفضت إليها عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين هو الخيار الأفضل والأكثر أمانًا".

واستنكرت الصحيفة سلبية المجتمع الدولى فى معالجة ملف فلسطين، قائلة "إذا ما اندلعت انتفاضة فلسطينية ثالثة ستهرول دول العالم للتسابق فى ما بينها على إصدار بيانات تنديد تدين العنف الفلسطينى، لكن ماذا تنتظر هذه الدول حتى الآن لتهب من أجل فك حالة الجمود والشلل الذى ضرب عملية السلام فى مقتل؟".

الجريدة الرسمية