رئيس التحرير
عصام كامل

يوم الفرحة والفخر


لأول مرة تشعر مصر كلها بالفرحة بعد أن تعودت على طعم الحزن المر لسنوات طويلة!!..إنها فرحة غامرة بافتتاح قناة السويس الجديدة، أو بالنجاح الباهر العظيم الذي حققناه في إنجاز هذا المشروع، خاصة أن هذا الإنجاز هو مصري خالص.. فكرًا وتخطيطًا وتنفيدًا وتمويلًا أيضا وفي وقت قياسي.


ولذلك هذه الفرحة ممزوجة بالفخر.. الفخر بما تحقق في مشروع قناة السويس الجديدة من حسن التخطيط وكفاءة الإدارة وقوة التنسيق وتواصل العمل ودقة المتابعة وتذليل الصعاب وتجاوز المعوقات.. الفخر بالإدارة والقدرة على الإنجاز.

لسنا نفرح فقط بإنجاز مشروع هو فاتحة لمشروعات كبيرة وضخمة لتطوير إقليم قناة السويس كله وبالتالي زيادة مواردنا المالية التي ستسهم في النهوض باقتصادنا.. وإنما نحن نفرح لأننا لدينا إرادة على مواجهة الصعاب والتحديات وقهر المعوقات وتجاوز المشاكل الإدارية، بل والأهم التشكيك في قدرتنا على الإنجاز.

بعض هذه الفرحة رأيتها في وجوه من خرجوا بالملايين في الشوارع أيام ٣٠ يونيو والثالث من يوليو.. فرحة استعادة الوطن الذي كان مسلوبا من قبل عصابة استولت عليه بالمكر والخداع والغش والنصب والتدليس وأيضا باستخدام العنف.. لكن هذه الفرحة الممزوجة بالفخر لم أرها في مصر قبل ٤٢ عاما مضت حينما حققنا نصرا عزيزا غاليا ورائعا في أكتوبر ١٩٧٣ وتحديدا حينما نجحت قواتنا في عبور قناة السويس.. لقد فرحنا يومها لعبور الهزيمة واليوم نفرح لعبور ما هو أكبر من الفقر وأضخم من التخلف عبور كل سنوات الضياع والخوف والشك في قدرتنا والحزن على ما آل إليه حالنا.

افرحوا يا مصريين.. لكن لا تنسوا أننا نحتاج للمحافظة على هذه الفرحة لمزيد من الجهد والعرق والمثابرة، وقبل ذلك للتصميم والإرادة وتحدي الصعاب لأن معركتنا ما زالت مستمرة.
الجريدة الرسمية