قول يا معلم.. «أيوه يا واد يا ولعة»!
المصريون عاطفيون بالفطرة إلا أنهم وبعد أن يلتقطوا أنفاسهم.. مجرد أن يلتقطوا أنفاسهم..يعودون سيرتهم الأولى ويستوعبون كل شيء بذكاء مذهل..متوارث منذ أجدادهم عظماء العالم.. وبالذكاء الفطري يدير المصريون علاقاتهم بالسلطة في كل عصر.. بداخلهم بوصلة عبقرية تحدد لهم توجهاتهم وتقرر تصرفاتهم وسلوكايتهم وفق بصيرة نادرة..هم من غنوا لسعد زغلول " يا بلح زغلول " حتى تصل رسالتهم وبغير أي مؤاخذة من أي نوع..وهم من صنعوا فيلم " لاشين " الشهير ليكون صرخة في وجه كل حاكم ظالم وفي ظل مصر الملكية ودون مؤاخذة واحدة أيضا..وهم من غنوا على لسان نجمهم إسماعيل يس في الأيام الأولى من ثورة يوليو المونولوج الشهير "عشرين مليون وزيادة كانوا عايشين هنا أموات " في فيلمه الشهير اللص الشريف..وهم أنفسهم من حملوا مليونا قطعة سلاح في حرب 56 رفضا قاطعا لفكرة الاستسلام وأعيدت الأسلحة بالكامل دون غياب قطعة واحدة بعد انسحاب المعتدين..
وهم أنفسهم ـ أهل مصر ـ من أدركوا أن التنمية والانطلاق في التصنيع سبب العدوان في 67 فكانوا أول شعب في التاريخ يعيد حاكمه بعد خسارته لمعركة مع عدوه.. وهم أنفسهم من خرجوا في وداع زعيمهم جمال عبد الناصر في أكبر جنازة في التاريخ حتى الآن في رسالة لأعدائه وأعدائهم.. وهم أنفسهم من وقفوا إلى جانب جيشهم حتى عبوره وانتصاره ولم تسجل السجلات جريمة واحدة بطول مصر وعرضها طوال أيام الحرب..وهم أنفسهم من أطلقوا النكات بعد الانفتاح الاقتصادي وصكوا مصطلحات " الأرنب والفيل والأستيك والباكو " إلى آخر مصطلحات الانفتاح الشهيرة..
وهم أنفسهم من انطلقوا بالملايين في الشوارع قبل وجود الفضائيات بسنوات طويلة عام 77 لغلاء الأسعار وبغير ترتيب من إسكندرية لأسوان فيما سمي بانتفاضة يناير..الأمثلة كثيرة جدا لعل أقربها وأبرزها عندما هتفوا ضد مرسي ليس بسقوطه إنما بسقوط المرشد لإدراكهم بعبقرية أن هذا القابع في القصر الرئاسي لا يملك من أمر نفسه شيئا فهتفوا " يسقط يسقط حكم المرشد "!
تمر الأيام..ويرد المصريون بعبقرية على مزاعم الإخوان ضد قناة السويس الجديدة ومحاولة التقليل من شأنها ووصفها بالترعة فرددوا الفلكلور الريفي الشهير " أيوه يا واد يا ولعة..خدها وانزل الترعة " ليتحول في لحظات " أيوه يا واد يا ولعة..السيسي حفر الترعة " ليخرج شعب مصر العظيم الذي وصفه جمال عبد الناصر وقال " الشعب هو المعلم " نقول يخرج الشعب لسانه إلى هؤلاء ويحول المكيدة إلى كيد.. ويلقي بالنار إلى من أشعلها ويلقنهم درسا بالغا وبليغا في التأديب السياسي.. ولم لا وهو الشعب الذي منح رئيسه في أسبوع ـ أسبوع واحد ـ أكبر مبلغ مالي تم جمعه في التاريخ !
إنه الشعب المعلم يا أغبياء.. يغني لكم" أيوه يا واد يا ولعة..السيسي حفر الترعة " وفي الريف ـ للعلم والإحاطة ـ يطلقون على النهر والبحر وعلى القناة أيضا الترعة !
مبروك يا شعبنا..تسطر اليوم تاريخا جديدا مجيدا لتؤكد القدرة الفريدة على صنع التاريخ..والجغرافيا أيضا !