محمود السعدني يكتب: بلاج القاهرة

في مجلة صباح الخير أغسطس عام 1957 كتب محمود السعدنى مقالا قال فيه: أيها الخلان السمان أنا الآن في إجازة صيفية بالأمر، فقد أمروني في مجلة صباح الخير أن أتسنكح على كل البلاجات أشاهد وأكتب.

والمفروض أننى على شاطئ البحر الآن كعب داير في الرحلة، وأصابعى في الميه، وصينية سمك هليلي في الفرن.. لكنني اخترت القاهرة لأكتب عنها في البداية، ذلك لكي أذهب إلى المصيف وأنا متحصن من أن أنقلب فجأة إلى رجل بكرش حامض ومايوه مشجر وشمسية بلون البطيخ.

لكن الآن التصييف جاء بالأمر وجاء بالعافية، فأنا مكروب غاية الكرب، وزعلان غاية الزعل فسأطوف الشواطئ من مشرقها إلى مغربها.. من السويس إلى فايد إلى الإسماعيلية إلى دمياط إلى الإسكندرية إلى مرسى مطروح.

وأعدكم أيها السادة السمان أن أكون منصفا عادلا، ابن بلد غاية الانسجام، وعلى حضرات السادة المعجبين الذين يريدون أن يطبعوا قبلة على خدى أن ينتظرونى على الشاطئ حتى أحضر.

وعلى السادة الزعلانين الذين يريدون أن يطبعوا كارتا على قفاي أن ينتظروا أيضا ففى هذا الأسبوع سأحمل عصاي على كاهلي وأرحل إلى شاطئ البحر العظيم، وأرجو أن أعود وقد تغيرت القاهرة واختفت منها البحيرات المرة الموجودة في كل شارع.

الغريب أننى رأيت جماعة من السياح عند بركة عظيمة في آخر شارع الترعة البولاقية ينظرون إلى البحيرة في دهشة، ويبحثون عن موقعها فلم يجدوها.