رئيس التحرير
عصام كامل

نقل وحيد القرن من جنوب أفريقيا لحمايته من الانقراض

فيتو

فيما كانت طائرة هليكوبتر تحلق في الأجواء برز رجال من بين الشجيرات واستخدموا حبلا لسحب ذكر وحيد القرن الأبيض الذي يزن طنا بعد تخديره بسهم أطلق من الجو.

وهذا الحيوان ضمن مئات من أمثاله التي يجري نقلها من بؤر للخطر في متنزه كروجر الوطني بجنوب أفريقيا حيث تتعرض لإقبال شديد على صيدها لاقتناء قرونها.
وقال ماركوس هوفماير رئيس الخدمات البيطرية في متنزهات جنوب أفريقيا الوطنية "أولويتنا هي نقل الحيوانات من مواطن الخطر قرب الأسيجة".
وفي حين يحتدم الغضب الجماهيري على طبيب أسنان من مينيسوتا احتجاجا على قتله الأسد (سيسل) في زيمبايوي يركز هوفماير ليس على الصيادين الموسرين ممن يمارسون رياضة الصيد بل على من يقومون بالصيد الجائر من التجار الذين قتلوا أكثر من 1200 من حيوان وحيد القرن في جنوب أفريقيا العام الماضي.
وتمثل هذه زيادة بواقع أربعة أمثال عما حدث في 2010 ويرجع ذلك أساسا إلى زيادة الطلب على قرون وحيد القرن في دول آسيوية منها فيتنام حيث تستخدم هذه القرون في الطب الشعبي.
يأتي معظم من يقومون بالصيد الجائر من موزامبيق المجاورة التي تتاخم كروجر والتي لا تزال واحدة من أفقر دول العالم على الرغم من اكتشافات الغاز والفحم بها.
ويوجد في جنوب أفريقيا أكثر من 80 في المائة من أعداد وحيد القرن في العالم ويصل عددها إلى 20 ألفا. ويوجد نحو خمسة آلاف من هذه الحيوانات في محميات خاصة يجني أصحابها أموال من خلال أنشطة السياحة البيئية والصيد المشروع وقد يربحون أكثر إذا رفع الحظر المفروض على تجارة قرون وحيد القرن إلى الأبد.
وبعد أن نجح فريق هوفماير في سحب وحيد القرن المخدر إلى طريق مترب أحدثوا برفق ثقبا في قرنه لتركيب شريحة ذكية بحيث يمكن تعقب القرن وملاحقته إذا تم صيد الحيوان ونزع قرنه فيما بعد.
وسارع فريق هوفماير إلى سحب عينة دم من الحيوان لتحليلها ثم نهض الحيوان على قوائمه وسحب بالحبل نحو 40 مترا إلى قفص مجهز خصيصا ليتم رفعه إلى سطح شاحنة.
وتمارس طقوس اصطياد وحيد القرن نفسها المتبعة منذ ستينيات القرن الماضي حين كانت منطقة كروجر ملاذا آمنا لكن معدلات الوفيات كانت مرتفعة آنئذ لكن تستخدم الآن وسائل تخدير آمنة وتستغرق العملية حاليا نحو ساعة.
الجريدة الرسمية