رئيس التحرير
عصام كامل

«الذهب المصري» حلم الثروة المعطل.. وزير التموين يطالب بإنشاء مدينة عالمية للذهب.. «جودة»: 4 مليارات دولار مكاسبه المتوقعة.. يُنشط التجارة ويزيد فرص الاستثمار.. و«فاروق»:

الدكتور خالد حنفي،
الدكتور خالد حنفي، وزير التموين والتجارة الداخلية

اقترح الدكتور خالد حنفي، وزير التموين والتجارة الداخلية، إنشاء مدينة عالمية للذهب، بهدف تنشيط حركة التجارة وعمليات البيع وزيادة الاستثمار في قطاع المصوغات والمشغولات الذهبية، وفتح الكثير من الملفات الخاصة بالمعدن النفيس أمام مصر لإتاحة الفرص لاستغلال الثروات من الذهب، وخاصة المناجم الواقعة جنوب البلاد والتي يعد أشهرها منجم السكري.


تنشيط التجارة

ويهدف المقترح الي تنشيط حركة التجارة وعمليات البيع وزيادة الاستثمار في قطاع المصوغات والمشغولات الذهبية، حيث تفتح المجال أمام الاستفادة بالمعدن النفيس، وخاصة في المناجم الواقعة جنوب البلاد، وأشهرها "السكري"، والتي من المفترض أن تسهم في زيادة الدخل القومي.

ذهب الفراعنة

ومن الناحية التاريخية، كان الفراعنة الأكثر استفادة بالذهب؛ حيث عثر في مقابرهم على الكثير من القطع والتماثيل، وخاصة مقابر توت عنخ آمون، وتحتمس، ورمسيس، إلا أن الوثائق التاريخية المتعددة تشير إلي تعرض كميات هائلة من هذا الذهب للسرقة والنهب، في عصور الاستعمار المختلفة، فيما حمل اليهود معظم مخزون الذهب المصري أثناء فرارهم من مصر هربا من بطش فرعون موسى.

وقديما اشتهرت منطقة النوبة بكثرة المناجم، حيث إن كلمة "نوب" باللغة المصرية القديمة تعني الذهب، وبالتالي فإن أرض النوبة هي أرض الذهب.

الذهب في العصر الحديث 

وفي العصر الحديث، لم يظهر أي اهتمام بالمناجم بعد عصر الفراعنة إلى أن جاءت فترة حكم محمد علي باشا في أوائل القرن التاسع عشر ، حينما بدأ العمل في بعض مناجم الذهب في نفس المواقع التي سبق اكتشافها وقت الفراعنة.

اما خلال الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين، فكان الذهب يستخرج من مناجم البرامية الواقعة بين مرسى علم وإدفو ومناجم الفواخير الواقعة بين سفاجا وقنا، فيما توقف العمل بمناجم الذهب في الستينات بعد أن ارتفعت أجور العمال وأسعار مستلزمات الإنتاج خاصة في ظل الأخذ بالتطور الحديث في عمليات الاستخراج المنجمي.

واليوم يأتي مقترح وزير التموين بإنشاء مدينة عالمية للذهب ليعيد للمصريين الحلم باستغلال ثروات الذهب في الوقت الذي اختلف فيه خبراء الاقتصاد حول الفكرة.

4 مليارات عائد سنوي

ومن جانبه، أكد الدكتور صلاح جودة، الخبير الاقتصادي، أنه أول من طالب بإنشاء مدينة للذهب بشرط أن تكون بمرسى علم لتشمل 10 آلاف ورشة لتشغيل الذهب مع إنشاء مصانع خاصة به، مشيرا إلى أن اختيار هذه المنطقة له بعد هام يتمثل في أنها مزار سياحي للعديد من الوفود الأجنبية الأوروبية.

وأضاف في تصريح خاص لـ «فيتو»، أن إنشاء المدينة يساعد على نشاط السياحة بصورة كبيرة، وتوفير فرص عمل، مؤكدا أنها ستعود بالنفع على الدولة في نمو اقتصادها من خلال تحقيق عائد مادي سنوي يتراوح من 3 إلى 4 مليارات دولار سنويا.

افتكاسة

وقال الدكتور عبدالخالق فاروق، الخبير الاقتصادي، إن هناك حالة من «الهوس» بفكرة المشروعات اللوجيستية الكبرى، لافتا إلى أن إنشاء سوق عالمي للذهب يحتاج إلى دولة كبيرة يكون لها تاريخ في إنتاج الذهب ولديها سوق حقيقي وبورصة خاصة به.

وأضاف أن هذه الفكرة تعد إحدى «افتكاسات» الدكتور خالد حنفي، وزير التموين، خاصة وأن مصر تعاني من الديون والوقت ليس مناسبا، موضحا أنه من الأولى الاهتمام بقطاعات الإنتاج والزراعة وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
الجريدة الرسمية