رئيس التحرير
عصام كامل

«السويس».. قناة كل العصور «بروفايل»

قناة السويس الجديدة
قناة السويس الجديدة - صورة ارشيفية

لغويًا.. يتم تعريف القناة على أنها مجري مائي واسع أو ضيق، وهو أحد الطرق التي عرفت منذ قديم الأزل فشق الناس الترع والقنوات التي تساعدهم في الري أو في مشاريع اقتصادية وكان المصريون لهم السبق في ذلك.


ويرتبط اسم القناة في مصر بمحافظة السويس تلك المحافظة الخالدة التي خاضت الحروب وبذلت الأنفس من أجل الحفاظ على الأرض، وما بين قناة سيزوستريس وقناة السويس الجديدة ظلت كلمة السويس هي المفتاح السحري لقنوات كل العصور.

وبالتزامن مع احتفالات حفر قناة السويس الجديدة ترصد «فيتو» تاريخ محافظة السويس مع القناة وكيف كانت قناة السويس حاضرة في كل العصور.

الفراعنة 

في عام 1850 قبل الميلاد، عمد سنوسرت الثالث إلى حفر قناة مائية تربط بين البحر الأحمر والبحر المتوسط، عن طريق نهر النيل، سميت هذه القناة باسم قناة «سيزوستريس» وساهمت هذه القناة في زيادة حركة التجارة بين مصر من جهة وجزر البحر المتوسط من جهة أخرى وكان مكانها السويس.

البيزنطيون

وفي عام 1300 قبل الميلاد، قام الملك نخاو وهو أحد ملوك الأسرة السادسة والعشرين بحفر قناة تؤدي إلى البحر الأحمر، ولم يكتمل الحفر حتى جاء الإسكندر الأكبر مصر عام 332 قبل الميلاد، وعكف على إنشاء قناة لنقل سفنه الحربية من ميناء الإسكندرية وميناء أبي قير بالبحر المتوسط إلى البحر الأحمر عبر الدلتا، لكنه توفي قبل أن يكتب للمشروع النجاح بينما قام بطليموس بحفر قناة في السويس في القرن الثالث الميلادي، لكن البيزنطيين أهملوها فطمرتها الرمال.

العصر الإسلامي 

لم تقف محاولات إنشاء قنوات عند هذه الحد، بل امتدت محاولات إنشاء قنوات في العهد الإسلامي، فبعد فتح مصر، على يد عمرو بن العاص، أراد حفر قناة من مدينة الفسطاط إلى مدينة القلزم في محافظة السويس، وأطلق عليها اسم «قناة أمير المؤمنين» واستمرت القناة تعمل بعد نحو 150 عاما من الانتهاء من تنفيذها، إلى أن جاء أبو جعفر المنصور وأمر بردمها بشكل كامل، خوفا من وصول إمدادات مصرية إلى مكة والمدينة الرافضين للحكم العباسي.

بدء الحفر للقناة القديمة 

في 1798، فكر نابليون في شق القناة مرة أخرى إلا أن الفكرة باءت بالفشل بسبب خطأ في المناسيب وقتها، وفي عام 1854 استطاع ديلسبس في إقناع الخديو سعيد وحصل على موافقة الباب العالي، فيما قام الخديو سعيد بموجبه بمنح الشركة الفرنسية امتيازا لمدة 99 عامًا، واستغرق حفر القناة 10 سنوات، وتسببت حرب 1967 في إغلاق قناة السويس لأكثر من 8 سنوات، حتى قام الرئيس السادات بإعادة افتتاحها في يونيو 1975.
الجريدة الرسمية