لتكن البداية
لا أحد يستطيع أن ينكر أن إنشاء قناة السويس الجديدة خلال عام واحد معجزة بكل المقاييس، وعمل جبار أشرف عليه وتابعه وراقبه ونفذه رجال لا يعرفون المستحيل، ويدركون جيدا أن مصر لن تتقدم سوى بهذه النوعية من المشروعات الكبرى، وأن الوطن لن يودع حالة الكسل والاسترخاء سوى بالقرارات الجريئة التي تجر البلاد نحو التنمية والتقدم، وأن الشعوب إذا أرادت فعلت، وإذا حلمت نفذت، وان وطنا يحمل على أرضه ما يقرب من 100 مليون مواطن لن يرضى طموحه سوى الأفكار والمشروعات والقرارات والأحلام والقدرات العملاقة.
لتكن قناة السويس الجديدة البداية في تغير ثقافتنا نحو العمل، وأنه لابديل عنه حتى نتقدم ونغير واقعنا الأليم في كل شيء.. فنحن نحتاج قناة سويس جديدة في كل القطاعات في التعليم والصحة والطرق والمرافق والرياضة والثقافة والتخلص من القمامة والاستثمار والصناعة والزراعة والأوقاف والبحث العلمى والأزهر والتموين حتى نتجاوز مرحلة الكسل "الإرادى" الذي أصاب جميع المصريين.
الواقع لن يتغير بالشعارات والأغانى الوطنية، و"حب الوطن فرض عليا" انظروا إلى الدول المجاورة كيف تقدمت ولماذا تراجعنا؟ كيف تفوقت..ولماذا فشلنا؟ هناك عشرات النماذج محيطة بنا كانت تستورد منا كل شيء وأصبحت تصدر لنا كل شيء.
الفرصة مازالت قائمة من الممكن أن نتفوق ونتقدم ونصعد على منصة التتويج، وهذه مسئولية الحكومة بدليل أننا ننجح في المشروعات الكبرى مثل قناة السويس والشبكة القومية للطرق، ونفشل في تنظيف شارع أرادت نفس الحكومة أن تهمله عن عمد.
نريد مسئولين من عينة اللواء كامل الوزيرى رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة الذي أشرف على مشروع قناة السويس الجديدة في كل المواقع.. مسئول يؤمن بما يفعله ويدرك جيدا أن النجاح والتقدم لا يتحققان بالمصادفة والفهلوة التي نجيدها، وأن الشعوب إذا أرادت أن تغير واقعها فلابد من وجود حكومة تمتلك قدرات التعامل مع المستقبل، وليس حكومة تنصح شبابها بشراء التوك توك والعمل عليه لمواجهة البطالة.