وكنا «نزيط» مع «الزياطين»..!
نحن شعب «زيَّاط».. نموت في «الزيطة» و«الزمبليطة».. فقد «زيطنا»، يا سيدي، على «الإخوان» ورئيسهم المعزول، ومرشدهم المسجون.. وتوالى إسهال «التزييط» بعد ثورة «30 يونيو»، و«مؤامرة السيسي»، و«المؤامرة» ضد «السيسي».. و«زيطة الملحدين»، و«إسلام بحيري»، ودعوات «خلع الحجاب».
وعُدنا «نُزيِّطْ» على «اختفاء القمر الصناعي المصري»، و«سيدة المطار»، و«استقالات 250 طيارًا»، والحكم بـ«حبس ريهام سعيد»، و«أحمد موسى»، و«أموال أبو تريكة» التي يُمول بها «الإرهاب»، وتصريح وزير العدل السابق عن «أبناء الزبالين»، والجهات «السيادية» التي صادرت عدد جريدة «الوطن»، رغم توافره بالأسواق..!
و«الزيطة» الكبرى كانت عن «نهر الكونغو»، البديل عن «سد النهضة».. ومشروعات «المؤتمر الاقتصادي» بشرم الشيخ التي ستجعل المواطن المصري يضع «رِجل على رجل»، وترزقه «من حيث لا يشتغل»..!
وما إن هدأت الأمور، بعد نجاح التشغيل التجريبي لقناة السويس الجديدة، حتى عُدنا «نُزيِّطْ» من جديد على ظهور أسماك «القرش» بشواطئ الإسكندرية، واستمر هذا «التزييط» عندما خرجت بعض الأصوات «الشاذة» تُحمل «الأموات» مسئولية غرق أحد المراكب النيلية بهم، بمنطقة الوراق!
ورغم أهمية «قناة السويس الجديدة»، إلا أنه كان بمثابة «مولد للزياطين»، وذكروني بالشائعات والأكاذيب التي كان يروجها بعض الأشخاص، حول القناة القديمة، وحقيقة العائد منها الذي يتجاوز الخمسين مليار دولار، وذهاب هذا الإيراد إلى رئاسة الجمهورية، وإجراءات الحكومة لتحصيل رسوم العبور بـ«الجنيه المصري» بدلًا من الدولار؛ انتصارًا للعملة الوطنية... ثم امتدت «الزيطة» الأخطر بالهجوم على كل مَنْ ينتقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، متهمين إياهم بـ«الخيانة»، و«العمالة» لصالح قوى معادية.
هذه «الزيطة»، كما وصفتها، هي الأخطر على الإطلاق، لأنها تجعل كل شخص «مخلص» يُفكر ألف مرة قبل أن يُقْدِم على انتقاد للرئيس، أو يحاول إسداء نصيحة له، أو يلفت نظره إلى أمور قد تكون غائبة عنه، وعن عقول مستشاريه.. لماذا؟ لأنه لو فعل ذلك سيجعل من شخصه وعرضه هدفًا لـ«الزياطين»، و«المطبلين»، و«الزمارين»، و«المبرراتية»، الذين يسبحون بحمد أي رئيس، يُكبرون لقراراته، وإن كانت خاطئة، ويُهللون لمشروعاته، وإن كانت «هُلامية»، كما حدث مع رؤساء مصر في العهود السابقة!
«الزياطون» هم الأخطر على الرئيس وعلى الوطن؛ لأنهم أساتذة في التهويل والتضخيم.. بارعون في تحويل «البرغوت» إلى «ديناصور».. يصورون للرئيس أن انتقاده «كُفْرٌ» يُوجب «الاستتابة»، ومعارضته «كَبيرةٌ» تُوجب «التوبة»، وتوجيهه إلى الصواب «ذنبٌ» يجب الإقلاع عنه.. فرئيسهم مُنَزَّهٌ عن الأخطاء، ويعلم ما تُكِنّ صدور معارضيه وما يعلنون!
والحقيقة التي يجب أن نستوعبها جميعًا، أنه لا خير في المعارضة إن لم تنتقد الرئيس، إذا أخطأ، ولا خير في الرئيس إن يستمع لمعارضه قبل مؤيديه.. وهناك فرق كبير بين «المعارضة المحلية» التي تنتقد النظام في الداخل، بهدف الصالح العام، وتتحمل تطاول وسخافة وإهانة «الزمارين»، وبين «المعارضة المستوردة»، التي تم إعدادها في الخارج، وتحمل أجندات مشبوهة، وتتوق إلى تنفيذ أهداف خبيثة تزيد من آلام وأوجاع الوطن، وتؤدي إلى انقسامه وتشرذمه، وهلاكه.
