رئيس التحرير
عصام كامل

لمن الفرحة اليوم؟ للسيسي والوزراء!


سألت أبي هل أنت سعيد بمشروع «توسيع قناة السويس؟»، فرد على: «مش لما نشوف الأول إيه اللى هيجيلنا منه لو خير هنفرح لو مش خير نفرح ليه ثم سيبني في حالي دلوقتي أنا متضايق بسبب الـ20 جنيها اللي خصموهم بسبب قانون الخدمة المدنية» عذرًا سيادة الرئيس أبي ضيق الأفق وربما كئيب في بعض الأوقات لكنني سألت آخرين أمي..عائلتي..أصدقائي..جميعهم لا يعطون للأمر أهمية، عادي، باستثناء أحمد صديقي، قال لي "فنكوش" ، سأرسل رقم بطاقة أحمد ، لكن المهم الآن أن تعبير مصر بتفرح فيه نوع من المبالغ.


حينما سُئل الأبنودي لماذا رفضت أن ترسل حراجي القط إلى توشكى كما أرسلته إلى السد العالي قال إن الناس آمنت بالسد العالي وكانت تعلم أنه غير قابل للخصخصة أما توشكى فلا أعلم، هذا بالنسبة لشريحة كبيرة من المواطنين أما بالنسبة لشريحة أخرى فقد آمنوا بالسد العالي بعد بنائه لأنه ساهم في زيادة رقعة الزراعة بنسبة 30% لذلك فرحوا وآمنوا.

لا أقصد بحديثي أن أفسد فرحة من فرح، لا أعرف سبب فرحه، ولكني أشير إلى أن فرحة شريحة كبيرة من المصريون مؤجلة لحين بدء جني ثمار هذا المشروع ولمس عائداته في حياتهم اليومية ، هذا حقهم، خاصة أنهم جربوا الفرحة بالمؤتمر الاقتصادي ولم نر ثماره أو حتى بوادره وعلى سبيل المثال كانت مؤسسة الجايكا اليابانية اتفقت مع وزارة الري على مشروع الري الحقلي ومرت أربعة أشهر ولم يحدث أي اتصال مع الجايكا وكل الوعود، حتى الآن، ذهبت مع الريح.

مصر بتفرح تعبير مبالغ فيه بعض الشيء لكن هناك من لهم حق الفرح بعملهم وإنجازهم.

يحق للرئيس السيسي أن يفرح بأنه وعد فأوفى ، احترمت ذلك جدًا، أن عهده شهد هذا المشروع الذي في حالة نجاح سيخدم أجيالا مقبلة، كما له الحق أن يفرح بترسيخ نظامه السياسي إذ يعتبر ذلك أول مشروع حقيقي يتم تنفيذه خلال الأربع سنوات الماضية ومن الناحية السياسية سيكون مشروعية جديدة لحكم الرئيس بعيدًا عن محاربة الإرهاب وقوانين الكفتة وتضييق الحريات.

يحق للمهندس إبراهيم محلب باعتباره رئيس مجلس الوزراء أن يفرح بهذا المشروع ويعتبره إنجازه الأكبر – لم أرى إنجاز غيره ، في ظل جولاته المكوكية منذ توليه الوزارة التي لا تثمر عن شيء.

يحق للدكتور حسام مغازي وزير الري أن يفرح بهذا الإنجاز بعد أن استطاع هو الآخر بناء سحارة سرابيوم المسئولة عن ري مائة ألف فدان في سيناء بعد افتتاح القناة.

يحق للفريق مهاب مميش أن يفرح بعد أن أثبت الرجل إنه يستطيع تحمل مشاريع كبيرة ويواصل الليل بالنهار ليكتمل بناء المشروع في موعده المحدد خاصة أنه تصدر واجهة المشروع امام الشعب والرئيس ونجح في نهاية الأمر.

يحق أيضًا للهيئة الهندسية أن تفخر بمهندسيها وأيادي عمالها أنهم أنجزوا المشروع وتحدوا عوائقه وتحملوا الشائعات طيلة عام مضى ولم يضعوا نصب أعينهم سوى العمل فقط.

ويحق لوزراء الداخلية والدفاع والخارجية أن يفرحوا بما فعلوه سواء من التسويق الخارجي الواضح في إشادة الكثيرين بالمشروع أو من الناحية الأمنية والتي تشير أن جنود مصر يحرسون كل شبر في مصر الآن من أجل حماية الضيوف وهو عمل مقدس ودليل على شرف العسكرية.

يحق لمن يرعي هذا الحفل إعلانيًا أن تفرح بهذا الامتياز الذي سيسجل باسمهم في التاريخ بجانب المكسب التسويقي لهم بعد مشاركتهم في مثل هذا المشروع.

يحق لكل مواطن حمل فأسه ليحفر في الأرض أن يفرح ويفخر بعمله ويرويه لأولاده يخبرهم أن أباهم عمل من أجل تلك البلاد.

يحق أيضا لمؤيدي الرئيس وحملاته الانتخابية وأبواقه الإعلامية أن يفرحوا ويحاولوا أن يخرجوا الرجل في أحسن صورة فهو رجلهم الذي راهنوا عليه وهذا أول مشروع تم في موعده ومن المفترض أن ينعش الاقتصادي المصري تلك مناسبات لا تجيء كثيرًا.

أما الشعب لن يفرح الآن تلك هي الحقيقة لن يفرح إلا بعد أن يلمس ذلك بيديه، يشعر به حينما يريد أن ينام مطمئنا أنه لن تزيد الأسعار غدًا أو أن الدعم على السلع التموينية لن ينقطع، لكم فرحكم اليوم ولنا فرحة حينما نرى الثمار تلك هي الحقيقة.

الجريدة الرسمية