رئيس التحرير
عصام كامل

رفض شعبي لـ«العملات الجديدة».. «الباسوسي»: انتشار التزوير سبب الرهبة.. لابد من توعية المواطنين.. «هالة»: يجب تشديد العقوبات على «المزورين».. و«عبدالباسط

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كل شيء يهون عند المصري إلا الجنيه، فهو الشيء الوحيد الذي يكون المصري حريصًا في التعامل معه ويخشى دومًا، من التزوير، ودائمًا يفحص الأوراق المالية بدقة قبل التعامل بها وخاصة فئات الـ«50، 100، 200».


وتسببت الورقتان الجديدتان فئتا الــ100، و200 جنيه عندما طرحما البنك المركزي في مشادات بين المصريين، حيث لم يتم التعرف عليهما بعد، ما يجعلهما مرفوضتين شعبيًا.

ورفض العملة لا يعود كونها جديدة فقط، فنجد أن الكثير الآن يرفضون التعامل بالجنيه الورق باعتباره عملة قديمة لا تصلح بعد طغيان العملة المعدنية.

تاريخ العملة
بدأ التداول الرسمي للعملة المصرية في عهد محمد علي باشا عام 1834، وذلك عندما صدر قانون يلزم إصدار عملة مصرية جديدة تعتمد على الذهب والفضة، ليحل محل العملة الرئيسية المتداولة وهى القرش في ذلك الوقت حتى جاء عام 1836 ليتم سك الجنيه المصرى وطرحه للتداول.

كما تم تحديد أسعار الصرف بالقانون بالنسبة للعملات الأجنبية المقبولة في تسوية المعاملات الداخلية، كما أن تم تطبيق معيار الذهب بعد 30 عامًا من تطبيق نظام المعدنين؛ وذلك بسبب التقلبات المستمرة في قيمة الفضة، وظلت مستمرة حتى إصدار المليم في عام 1916 بعد تقسيم القرش إلى 10 أجزاء، كما أن البنك الأهلي أصدر الأوراق النقدية لأول مرة عام 1899.

العملات المزيفة
ومنع القانون المصري تداول العملات المزيفة ونصت المادة 202 من قانون العقوبات على أنه يعاقب بالأشغال الشاقة المؤقتة كل من قلد أو زيف أو زور بأي كيفية عملة ورقية أو معدنية متداولة قانونًا في مصر أو في الخارج، ويعتبر تزييف وانتقاص شيء من معدن العملة أو طلاؤها بطلاء يجعلها «شبيهة بعملة أخرى» أكثر منها قيمة، ويعتبر في حكم العملة الورقية أوراق البنكنوت المأذون بإصدارها قانونًا.

الخوف من التزوير
وقال الدكتور أحمد الباسوسى، خبير علم النفس، إن كثيرًا من المواطنين يرفضون تداول ورقتي الـ100 والـ200 جنيه أو أي أموال جديدة خوفًا من التزوير الذي انتشر خلال الفترات الماضية، مضيفًا أن المواطنين غير واثقين في عملات الحكومة الجديدة التي يتم طرحها في الأسواق.

وطالب «الباسوسى» الحكومة بملاحقة تجار العملات المزيفة والقضاء عليهم حتى يعود للمواطنين الثقة في العملات المتداولة، مشيرًا إلى أن المواطنين يرفضون قبول الجنيه الورق بالرغم من استمراره في الأسواق.

ثقافة المواطنين
وقالت الدكتورة هالة إبراهيم، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن رفض تداول العملات بين المواطنين يعود إلى ثقافة كل مواطن، ويجب نشر الوعى لدى المواطنين بالعملات الجديدة وكيفية معرفة العملات المزيفة، مشيرة إلى أن بعض المواطنين يستخدمون عملات مزيفة ويتعاملون معها دون معرفة، وعلى الحكومة تشديد العقوبات على صانعي العملات المزيفة وكل من يستخدمها بعد التأكد من اشتراك المتهم في الجريمة.

العلامات المميزة
وقال الدكتور رفعت عبد الباسط، أستاذ علم الاجتماع، إنه يجب توعية المواطنين بالعلامات المميزة التي تتوفر في العملات الأصلية وعدم وجودها في العملات المزيفة، حتى يعرف كل مواطن إذا كانت الورقة التي يملكها أصلية أم مزيفة، مشيرًا إلى أن 60% من المواطنين على مستوى الجمهورية يعانون «الأمية» ويوجد في الأرياف 90% من السيدات يعانين تلك الظاهرة.

وأضاف أن المصريين بطبيعتهم يخافون من كل شيء جديد، خاصة إذا تعلق الأمر بـ«الأموال».
الجريدة الرسمية