بالفيديو والصور.. الجيش اليمني الوطني يحرر «العند الجوية».. أكبر القواعد العسكرية في الشرق الأوسط.. مساحتها 40 كيلومترا.. نقطة ارتكاز اقتصادية.. مقر الأمريكان لمحاربة القاعدة.. ومركزا لتدريب
بعد أشهر من سقوطها في يد الحوثيين وإعلان الانقلاب على الرئيس اليمني الشرعي عبد ربه منصور هادي، سيطرت القوات الموالية للشرعية في اليمن، الإثنين، على قاعدة العند الجوية في محافظة لحج، في تطور لافت يؤكد على تصاعد وتيرة الانتصارات التي أعقبت تحرير عدن من ميليشيات الحوثي وصالح المتمردة.
وقال قائد عملية استعادة قاعدة العند، اللواء فضل حسن، إن القاعدة الجوية الإستراتيجية باتت تحت سيطرة المقاومة وقوات الجيش بعد معارك استمرت لأيام وأسفرت عن سقوط عشرات القتلى.
مساحتها
وأكدت وكالة الأنباء اليمنية على تحرير القاعدة، التي تبلغ مساحتها 40 كيلومترا مربعا، على يد قوات الجيش والمقاومة الشعبية، التي عمدت على أثر ذلك إلى تمشيط بعض الجيوب وسكن الطيارين وبعض الثكنات العسكرية.
أهمية تاريخية
وهذه القاعدة الجوية، أنشأت في منتصف الستينيات من القرن العشرين من قبل الاستعمار البريطاني، كمركز متقدم لدعم وإمداد الجيش البريطاني المرابط وقتها في المناطق الحدودية مثل الضالع وكرش وردفان والصبيحة، وهي مناطق كانت تعرف حينها بالمحميات الغربية.
وتأتي أهمية قاعدة العند الجوية كون ضمن أكبر القواعد الجوية في اليمن، والتي تقع في العند بمحافظة لحج، على بعد 60 كيلومترا (37 ميلا) شمال عدن.
شهدت أهم المعارك والاشتباكات خلال حرب 1994 الأهلية، وبعد أحداث 11 سبتمبر أصبحت مركز رئيسي لقيادة الحرب على القاعدة في اليمن، وفي 2015 كانت القاعدة من أهم الجبهات المستعرة بعد انقلاب الحوثيين.
الأهمية الإستراتيجية
وتعد قاعدة العند من أكبر القواعد العسكرية بالشرق الأوسط تحتوي علی "مثلث العند، القاعدة الجوية، المحور، والمعسكر التدريبي"، وما تم السيطرة عليه إلی الآن القاعدة الجوية.
مقر لمحاربة الإرهاب
وخلال السنوات الأخيرة، تحولت القاعدة إلى منطلق لتنظيم عمليات ضد تنظيم القاعدة في اليمن؛ منذ عامين تقريبًا وقوات المارينز الأمريكية ترابط في قاعدة العند العسكرية، متخذة منها مستقرًا لجنودها وقواتها المحاربة للإرهاب، إلى أن انحدرت الأوضاع ووقع الانقلاب الحوثي على الحكومة الشرعية، وأجبر القوات الأمريكية (المارينز) على الرحيل.
منفذ اقتصادي
وعلاوة على ذلك، تعد قاعدة العند بمثابة نقطة ارتكاز تلتقي فيه إمدادات محافظات تعز والضالع ولحج وعدن، فالعند يمثل منفذًا اقتصاديًا وتجاريًا وحيويًا نظرًا لموقعه المشرف على أهم شريان بري يتمثل في الطريق الواصلة بين هذه المحافظات المحاصرة حاليًا نتيجة سيطرة الميليشيات على الطريف الحيوي المار بمحاذاة القاعدة من الجهة الشرقية، وهذا العامل يعد في نظر المقاومة، سببًا محفزًا للتعجيل بمسألة «تحرير القاعدة».
مركز للتدريب
وبعد استقلال جنوب اليمن عن بريطانيا في نوفمبر 1967، زادت أهمية القاعدة العسكرية لدى النظام اليساري التقدمي الحاكم للجنوب، إذ شرع النظام الوطني ببناء وتطوير القاعدة، بحيث تطون مقرًا يستقبل آلاف المجندين وضباط الصف سنويًا لتلقي التدريبات.
وكان آلاف المجندين من خريجي المدارس الثانوية، يخضعون لفترة تعلم وتدريب أولية وأساسية في المعسكر قبل أن يتم توزيعهم على عموم وحدات القوات المسلحة وبعد أن يتلقوا العلوم النظرية والتطبيقية في كل التخصصات القتالية، وكذلك صف الضباط الذين تتم ترقياتهم إلى مصاف الضباط بعد ستة أشهر من التدريب والتعليم في المدارس المختلفة.
قيادة المحور الغربي
وإلى جانب مدارس التدريب والتأهيل لآلاف المجندين وضباط الصف، وُسعت القاعدة العسكرية بحيث باتت مساحتها الشمالية معسكرًا لقيادة المحور الغربي الذي ضم لواءً قتاليًا وكتائب ملحقة مرابطة في المكان، علاوة على قيادته لألوية القتالية المنتشرة طوال الحدود الدولية التي وضعها الإنجليز والأتراك مطلع القرن العشرين، أما الجهة الجنوبية كانت عبارة عن قاعدة جوية للواء طيران تشكيلاته من مقاتلات حربية من نوعي الميج والسوخوي الروسية إلى جانب إقامة أحياء سكنية لعائلات الضباط والجنود في المعسكر، وكذا لعائلات الخبراء والمستشارين السوفييت حينها.