رئيس التحرير
عصام كامل

بين «جاسي» و«الدوابشة».. للإرهاب وجوه كثيرة


الفريقان متشابهان إلى حد بعيد.. من قتلوا "الدوابشة" ذلك الرضيع الفلسطيني الغر.. ومن قتلوا "جاسي" الطفلة البريئة.. الفريقان لم يحركهما سوى الحقد الكامن في الصدور.. والغل المستتر وراء الوجوه القبيحة.. الفريقان لا تشغل بالهما الأرواح الطاهرة، ولا يؤذيهما إزهاقها.. ولا تحرك الدماء الزكية ساكنا في أبدانهما.. ولا يزعجهما إهراقها!


الفريقان – على اختلاف الهويات والجنسيات والديانات – لا يعنيهما إلا الانتقام، ولا يضعان نصب عيونهما المريضة إلا التشفي، رغم أن الضحيتين – في الحالتين – لا يملكان إلا البراءة والطهر، ولا يعرفان إلا الحب والتسامح دينا، ولا يقدران على إلحاق الأذى بكائن من كان.. لكنه الحقد الذي يعمي الأبصار، ويغلف القلوب.

المغالطات والتزوير وخلط الأوراق هي القاسم المشترك بين الفريقين.. والمدهش أن الحكومة الإرهابية في إسرائيل أحالت القتلة للتحقيق، وزعيم سفاكي الدماء بنيامين نتنياهو - نفسه - وصف العمل الدموي بالإرهاب، بينما في مصر تزهو عصابة أسمت نفسها "ثوار بني سويف"، وتفخر بأن الجريمة القذرة هي من تنفيذ مجرميها، بلا حياء ولا خجل!

ولم تجشم أي جهة تنتمي للجماعات الإرهابية نفسها، عناء التبرؤ من الفعلة القبيحة، أو تستنكر – بالقول فحسب – ما أقدم عليه إخوانهم في الإرهاب، من تصرف ينم عن رجولة غائبة، ونخوة مفتقدة.. أما آن للمخدوعين بإخوان الشياطين أن يفيقوا؟!

لا تستغربوا، فالخوارج (كلاب النار) قتلوا الصحابي الجليل، حامل القرآن "خباب بن الأرت"، وذبحوا امرأته، وبقروا بطنها وهي حامل، وأخرجوا جنينها، وتخلصوا منه؛ لمجرد أنه شهد لأبي بكر وعمر – صاحبي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالعدالة! 

الهدف لدى الفريقين دنيوي بحت، يغلفونه بمزاعم أيديولوجية كاذبة، وواهية.. والفريقان تنتظرهما هزيمة نكراء، اقترب موعدها.. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
الجريدة الرسمية