رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. «15 عام مصطبة» أطلس التراث الشعبي.. «7 فرق» تضيء سماء الأوبرا بمختلف الفنون.. الجمهور يرقص من النوبة إلى سيناء على المسرح المكشوف.. و«الطنبورة» تغني لقناة السو

فيتو

إذا أحب المرء منا التجوال في محافظات مصر للتعرف على فنونها وتراثها الشعبي، فربما عليه أن يقطع العديد من تذاكر الطائرات الداخلية، وتذاكر الباص ليستمع لمخزوت تلك المدن عن قرب، ولكن لما كل هذا مادام يمكنك الاستماع لجميع تلك الفنون في حفلة من حفلات مركز المصطبة، ذلك المركز الذي يجمع أطلس الفنون الشعبية جميعها تحت رايته، في مكان واحد.


ونظم مركز المصطبة مساء أمس الأحد، احتفالية ضخمة بمناسبة مرور 15 عامًا على تأسيسه، تحت عنوان «15 عام مصطبة»، وذلك بالمسرح المكشوف في دار الأوبرا المصرية، ضمن حفلات مهرجان الأوبرا الصيفي الذي ينتهي في 30 أغسطس الجاري.

وضم الحفل 7 فرق مختلفة، تحمل كل منهم لواء مدينتها وتراثها الفني، وهم: «الطنبورة، الكفافة، الجركن، الرانجو، نوبانور، مزامير النيل، دراويش أبو الغيط»، وسط حضور جماهيري كبير، حيث طغت على الجمهور حالة من الفرحة والحماسة، دعتهم إلى الرقص في ساحة المسرح، وهو ما تشهده الأوبرا نادرًا، نظرًا لنوعية الفنون والحفلات التي تعمل على تقديمها عادة.



الطنبورة

وأهدت فرقة الطنبورة البورسعيدية جمهورها خلال الحفل، أغنية من أغانيها الوطنية إحتفالًا بالحدث التي تمر به مصر بافتتاح قناة السويس الجديدة، المقرر إقامته يوم الخميس القادم، واعتذر الريس زكريا مؤسس المصطبة عن عدم إعداد أغنية جديدة تليق بالحدث الضخم، مرجعًا السبب في ذلك إلى ضيق الوقت الذي حال دون تأليف كلمات وألحان مناسبة للفعالية، إلا أن الفرقة غنت إحدى أغنياتها الوطنية التي أهدتها فيما قبل للقناة، في ذكرى تأميمها.

تجدر الإشارة إلى أن فرقة الطنبورة البورسعيدية أسسها الريس زكريا عام 1989 وتضم 17 فنانًا ما بين مغني وعارض وعازف بهدف إحياء تراث الموسيقى الشعبية والحفاظ عليها من الاندثار مع تقديمه بشكله الأصلي في جميع أنحاء العالم، حيث قدمت عروضها في العديد من دول العالم من بينها فرنسا، ألمانيا، تركيا، روسيا، إسبانيا ونالت استحسان الجمهور والنقاد.



الرانجو

أما فرقة الرانجو بمطربها الشهير حسام فيكا، فقد حولت ساحة المسرح المكشوف، إلى ميدان كبير لرقص الجمهور على أغنية «الليلة الحنة وبكره الدخله»، فلم يكن للجمهور الذي ملأ ساحة المسرح إلا الرقص، وسط هذا الزخم الكبير من المخزون الشعبي والتراثي التي قدمته الفرقة خلال الحفل.

وتعتبر فرقة الرانجو، إحدى أهم فرق مركز المصطبة للموسيقى الشعبية المصرية، وتقدم الفرقة مزيجًا من موسيقى الزار المصري والسوداني، وتتميز أغانيها بالتلقائية والحيوية، ويعزف حسن برجامون، على "آلة الرانجو" التاريخية، التي يقدر عمرها بأكثر من 150 عامًا، ويعد "برجامون" عازف الرانجو الوحيد المتبقي في مصر والسودان، أما حسام فيكا هو أحد نجوم الفرقة، إضافة إلى كونه نجم فرقة «منيب باند» بعد اشتراكه الناجح في برنامج المواهب "إكس فاكتور".


الكفافة

وعلى دقات كفوفهم التي تجمع فيها تراث قراهم، غنت فرقة «الكفافة» مجموعة من أبرز وأشهر أغانيها، وكانت أغنية «نعناع الجنينة» هي ملكة الفقرة التي قدمتها الفرقة، لما تمتلكه الأغنية من شهرة كبيرة في قلوب المصريين، عقب غناء الكينج محمد منير لها، ومزجت الفرقة ما بين الأغنية ورقصة الكفافة النوبية، والتي يتم فيها تحريك كفوف اليدين بالتناغم مع دقات الدفوف.

ويقود فرقة الكفافة الفنان عبد الواحد البنا، وقد انضمت الفرقة إلى فرق مركز المصطبة عام 2013، لإحياء فن مصري قديم هو فن "الكف الصعيدي"، الذي يعود إلى أيام الفراعنة، حيث عثر على كثير من النقوش على جدران المعابد والمقابر، خاصة مقابر العساسية في البر الغربي لمدينة الأقصر.

ويرجع سبب التسمية إلى كونهم يستخدمون كف اليد فقط في ضبط الإيقاعات، والتصفيقة تحدد سرعة الإيقاع، ويبدأ ضاربوا الدف اللعب مع إيقاع التصفيقة، ويتمايل الكفافة في حركة واحدة متبعين قائد الصف، الذي يعد أمهرهم في الرقص.


الجركن

وفي رحلة إلى سيناء وفنونها التراثية، أخذت فرقة "الجركن" السيناوية جمهورها إلى جلسة في صحراء البدو على فنون السامر والدحية البدوية، وذلك خلال مشاركتها في حفل «15 عام مصطبه» الذي أقامه مركز المصطبة للاحتفال بمرور 15 عامًا على تأسيسه بالمسرح المكشوف بدار الأوبرا المصرية، ضمن مهرجان الصيف.

وكانت من أبرز الأغنيات التي غنتها الفرقة، «يادروبي» والتي يناجي فيها البدوي صحراءه، ليميل هودج الجمال صوب الحبيب المتشوق، فينقل معه خطاباته إلى محبوبته البعيده عنه، في إشارة إلى ذلك الحب والعشق العذري الراقي، والذي يحب فيه الحبيب دون أي ميول جسدية، فالعاطفة والقلب هما المتحكم الرئيسي.

وتأسست فرقة الجركن البدوية عام 2003، وهم مجموعة من البدو وأهل سيناء حكائون وطحانون بن عربي سيناوي، أغاني الفرقة هي خليط من الشعر الملحمي الذي يتغني بشيم القبائل العربية القديمة، هائمين فيه بحب جمالهم الوفيه دائمًا، يبكون ماشيتهم التي سرقت منهم، كما يتفننون في وصف البنت الجميلة وعيونها الساحرة في الخيمة المجاورة، وتعزف الفرقة على آلة "السمسمية" وآلتي النفخ الخشبيتين "المجرونة" و"الناي"، وإيقاعاتها "صندوق الذخيرة" و"الجراكن".


مزامير النيل

«النخل عالي» هي تلك الأغنية الصعيدية التي افتتحت بها فرقة مزامير النيل فقرتها، وصاحبت نغمات المزمار الفقرة التي تميزت بالحس والفلكلور الصعيدي، والذي غلب عليه طابع الموال، كما تشاركت جميع الفرق في أداء الرقصة الصعيدية تزامنًا مع الأغنية، لإحداث حالة من البهجة داخل نفوس الحضور.

جدير بالذكر أن فرقة "مزامير النيل" تأسست عام 2002، عندما التقى الريس محمد عبدالهادي، مؤسس الفرقة مع الفنان زكريا إبراهيم، مؤسس المصطبة، ليتفقان على تأسيس الفرقة، وتتكون الفرقة من من 8 فنانين وهم: (عمر فتحي، عازف ربابة، وسيد رمضان، طبل صعيدي، ومحمد مهني، طبل درابوكا، وهاني مرجان، نقرزان، ومحمود عبدالهادي، عازف مزمار وأرغول، والمطربون محمد على وعلي عبدالهادي، وأحمد البنجاوي).

الجريدة الرسمية