رئيس التحرير
عصام كامل

ذلك هو نبض الشعب


إذا أردنا أن نعرف ما هو نبض الشعب المصرى تجاه ما يحدث سوف نرى بوضوح حالة الانفصام والتخبط التى يعيش فيها شعب مصر.. لقد بات فى حالة من الحيرة والقلق والتوتر بات لا يعرف شماله من يمينه.. ولم يعد من هو الذى على صواب ومن هو الذى على خطأ..


يمكن أن نرى الرأى ونقيضه فى آن واحد من نفس الشخص وليس مجموعة من الأشخاص.. بعضهم من يرى أن حكومة الرئيس مرسى لا تسير فى الطريق الصحيح وأنها قد أخطأت ولكن فى ذات الوقت يلتمس لها العذر ويقول: إن أحدًا لم يمد يده لها بالمساعدة فالشعب مشغول ومهموم بالإضرابات والاعتصامات والاحتجاجات وقد أدى ذلك إلى توقف عجلة الإنتاج..كما أدى إلى تدهور الحالة الاقتصادية.. ولا يقتصر الأمر عند ذلك الحد فحسب ولكن أيضا تلك المواجهات التى تحدث ما بين الشرطة والشعب والتى تأتى كلها كرد فعل فى معظم الأحوال ويجد كلا الطرفين أنفسهما فى مواجهة قد فرضت عليها وقد يصعب تحديد من هو المصيب ومن هو المخطأ.. تلك هى حالة الدوامات التى يعيش فيها شعب مصر فى أعقاب الثورة..

فى أحد الأحاديث التى دارت فى إحدى وسائل النقل رأيت عجب العجاب رأيت المواطنين يتحدثون فى السياسة ويرثون لما يحدث بعضهم من يندم ويأسف على الماضى وبدأ هناك نوع من الحنين للعهد البائد وهم يدللون على ذلك من خلال الاستشهاد ببعض الأمثلة فيقول الواحد للآخر: هل هناك أحد كان يخطف أيام الحكم السابق هل اغتصبت النساء هل كان هناك سرقة بالإكراه هل كنا نعيش فى تلك الحالة من الفزع والرعب وأنه على الرغم من أنه قد كان هناك سرقة كما يقولون ولكن كانت العجلة تدور وكان هناك وضع أفضل بكثير مما كان عليه الوضع..

البعض الآخر يأخذ موقفا مناضلا للرئيس مرسى ويرى أنه لم يأخذ الوقت الكافى لكى ما نحاسبه وأنه قد وضع فى المكان غير الملائم ليس هناك من يعاونه وهناك من يقول، إننا نعلم أنه لا يسير برأيه بل هناك من يؤثر عليه، هكذا دار الحديث وهكذا صار حال شعب مصر صار فى حالة انقسام والاختلاف البين وهو ما يزيد من تفاقم الأزمة التى نعيشها والتى ليست هى أزمة اقتصادية بحتة ولكنها أزمة عدم اتفاق واختلاف أو بتعبير أدق قد صار شعب مصر يعيش فى حالة من التخبط وهو ما قد يجعله بالفعل يرقد على "برميل بارود" يمكن أن ينفجر فى أية وقت فى وجه الجميع..

أى جميع القوى السياسية المتصارعة والمتنازعة على كرسى الحكم والتى ألهاها الكيفية وضع قواعد اللعبة السياسية ما بينها وبين الإخوان وأيضا ما يقومون به من أخونة الدولة أو السيطرة على مفاصلها وهو لايكترث للأزمة الاقتصادية الطاحنة وحالة الجوع التى بات يعيش فيها الشعب والمعاناة وانتشار العنف المجتمعى على نحو كبير جدا وكذلك العنف السياسى الذى تتعدد روافده وليس لدينا قدرة على وقفها من المنابع..

إننا نحتاج إلى المصالحة ليس ما بين القوى السياسية والإخوان أو بين القوى السياسية وبعضها البعض ولكن بين كافة فئات الشعب..علينا أن نلتف ونجتمع حول هدف واحد وننسى كل هذه الاختلافات والخلافات التى صارت بمثابة يم عميق أمواجه عالية.


الجريدة الرسمية