«شكري» يضرب «كيري» بـ«عصا الدبلوماسية».. وزير الخارجية: جماعة الإخوان مصدر الفكر المتطرف.. الصحفيون المحبوسون متورطون في أعمال إرهابية.. نعمل على حل سياسي في اليمن وسوريا
ظهر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في القاهرة، متكئًا على «العكاز» الذي يستعين به في السير منذ تعرضه لحادث قبل شهر، وقام الوزير الأمريكي بإلقاء تحية الإسلام «السلام عليكم» على الصحفيين باللغة العربية، عقب دخوله قاعة المؤتمر الصحفي بالخارجية.
وبعدها بدأ مؤتمره الصحفي مع نظيره المصري سامح شكري، وبدأ رأس الدبلوماسية الأمريكية في الغمز واللمز حول حقوق الإنسان والانتخابات البرلمانية، والتلميح بتوفير سقف حماية أمريكية للأصوات المعارضة للإخوان، ورفض تحميل الإخوان صفقة الإرهاب.
وبادله وزير الخارجية سامح شكري "معركة" دبلوماسية أمام الصحفيين، ووجه له ضربات بـ"عصا الدبلوماسية"، مؤكدا حق مصر في تنظيم التظاهر، ومشددا على أن الصحفيين المحبوسين متورطون في الإرهاب، وأن جماعة الإخوان مصدر الأفكار المتطرفة.
حقوق الإنسان
في الوقت الذي عبر فيه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، عن قلق بلاده إزاء قضايا حقوق الإنسان في مصر، رد نظيره المصري سامح شكري، بوصف "التباين في وجهات النظر" بين الدولتين، بأنه "أمر طبيعي".
وخلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الأمريكي، عقب افتتاح جلسات "الحوار الإستراتيجي" بين مصر وأمريكا الأحد، تطرق شكري إلى الانتقادات التي واجهتها مصر إثر صدور أحكام بإعدام المئات من قيادات وأعضاء جماعة "الإخوان المسلمين".
وقال شكري: إن "النظام القضائي المصري قادر بذاته على القيام بدوره بشكل صحيح"، وذكر أنه "كان للولايات المتحدة سوء فهم لتنفيذ الأحكام القضائية والقانون المصري"، في إشارة على ما يبدو إلى ما أعلنته القاهرة في السابق، بأن هذه الأحكام "ليست نهائية".
وتابع وزير الخارجية - بحسب موقع التليفزيون الرسمي - أنه "لا يوجد صحفيون خلف القضبان بشأن اتهامات تتعلق بأعمالهم الصحفية"، وأضاف: "لكل دولة الحق في تقنين أوضاع التظاهر، ومصر لم تتعامل مع المشروطيات الخارجية، بل تعمل لصالح المواطنين".
من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي: إن "هناك قلقا أمريكيا من قضايا حقوق الإنسان في مصر، ولكننا ندعم مصر في حربها ضد الإرهاب"، وتابع: "أجرينا مناقشات حول كيفية التعامل مع وقف الإرهاب، وحماية حقوق الإنسان".
كما قال كيري: إن "مصر تحاول تحقيق التوازن بين محاربة الإرهاب وحماية حقوق الإنسان"، مشددًا على أن "مصر تلعب دورًا حيويًا لتحقيق الاستقرار بالمنطقة، ومن الضروري أن تتمتع مصر بالاستقرار" - على حد قوله.
قال جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي، إن الوضع في مصر كان هشًا ومليئًا بالمخاطر، وكان له تأثير على السلام في المنطقة، وحيويتها كضمان لاستقرار المنطقة.
الانتخابات البرلمانية
وأكد كيري، أن هناك التزامًا في مصر لإجراء الانتخابات البرلمانية، موضحًا أن مصر على وعي كامل بالتعليقات التي تبديها الخارجية والإدارة الأمريكية حول حقوق الإنسان.
وركز على أن مصر سوف تظل حيوية؛ لضمان استقرار المنطقة ككل، وأوضح أنه يجب تعاون الجميع لمحاربة الكيان الذي يسمى «داعش»، لذلك لا بد أن نكون صادقين لتوفير حياة كريمة للمصريين، وأنه لا يوجد مشكلة في تعريف حقوق الإنسان.
علاقات قوية
وشدد وزير الخارجية الأمريكي، في الوقت ذاته، رغم الغمز واللمز الدبلوماسي، على أن العلاقات مع القاهرة عادت إلى قاعدة قوية، مشيرا إلى نجاح أول جلسة حوار إستراتيجي بين البلدين منذ 2009.
اليمن وسوريا والإخوان
قال سامح شكري، وزير الخارجية: جماعة الإخوان مصدر الفكر المتطرف، ولا بد من مواجهة كل التنظيمات التكفيرية بالمنطقة، وذلك في سياق تعليقه على حديث كيري، حول الجماعات الإرهابية التي حظرتها الولايات المتحدة على غرار "بوكو حرام"، و"القاعدة" و"جبهة النصرة".
وتضمن الحوار أيضًا، القضايا الإقليمية والدولية مثل الإرهاب ومواجهة تنظيم داعش والاتفاق النووي الإيراني، والأوضاع في ليبيا واليمن والعراق وسوريا، وشدد "شكري" على ضرورة العمل على إيجاد حل سياسي في اليمن وسوريا.
إيران راعية للإرهاب
وعلى صعيد الملف الإيراني، ذكر كيري أن الاتفاق النووي الإيراني سيعمل على جعل منطقة الشرق الأوسط "أكثر أمنًا"، فقد اعتبر أن "إيران راعية للإرهاب، وارتأينا نزع سلاحها النووي"، وشدد على أن الاتفاق النووي هدفه نزع الأسلحة النووية، ومنع انتشارها، وحفظ الأمن والسلام بالمنطقة.