تفاصيل كلمة «شكري» في أولى جلسات الحوار «المصري-الأمريكي».. وزير الخارجية: ملتزمون بتوطيد العلاقات مع واشنطن.. القاهرة ترسخ مفاهيم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.. ويحث أمريكا على
افتتح وزير الخارجية سامح شكري، الجلسة الافتتاحية للحوار الإستراتيجي «المصري - الأمريكي»، المنعقد حاليًا بالقاهرة، بحضور وزير خارجية أمريكا جون كيري؛ لبحث العديد من الملفات والقضايا التي تهم البلدين في مختلف المجالات، وفي مقدمتها العلاقات الثنائية والمشكلات التي تشهدها المنطقة، خاصة الوضع في ليبيا وسوريا والعراق واليمن، بجانب تداعيات الاتفاق النووي الإيراني الغربي على مصالح المنطقة والأمن والاستقرار بها، وسلوكيات طهران تجاه هذه المنطقة.
مصالح مشتركة
وأكد «شكري» في كلمته بالمؤتمر، أن الحوار يؤسس لعلاقات جديدة بين البلدين، بما يسمح بتحقيق المصالح المشتركة، ومواجهة التحديات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، وخاصة تنامي ظاهرة الإرهاب بشكل بات يهدد الأمن والاستقرار للدولتين.
علاقات إستراتيجية
وقال: «لقد ارتبطت مصر والولايات المتحدة بعلاقات إستراتيجية وثيقة، مكنت البلدين من مواجهة العديد من القضايا الدولية والإقليمية»، مضيفًا أن انعقاد الحوار الإستراتيجي اليوم يمثل فرصة جادة للطرفين؛ لمراجعة الجوانب المختلفة للعلاقات المصرية الأمريكية سياسيا وعسكريا واقتصاديا.
تقييم العلاقة
وذكر وزير الخارجية، أن الحوار يساهم في تقييم العلاقة بين البلدين في مجمل مناحيها، ومراجعة ما تم تحقيقه من أهداف تخدم مصالحهما والاستفادة من التقييم المشترك لما تم إنجازه من نجاحات سواء على صعيد إدارة العلاقات الثنائية أو تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية، وأيضا مجالات التباين في المواقف، وفقا للمتغيرات السياسية الراهنة التي تمر بها المنطقة، بما يسمح ببلورة رؤية مشتركة تحدد مسار هذه العلاقة خلال السنوات القادمة.
تغييرات سياسية
وأكد الوزير أهمية العمل بفكر جديد يستهدف تضييق مساحات عدم التطابق والبناء على القواسم المشتركة التي تجمع بين مصر والولايات المتحدة، مضيفا أن مصر شهدت على مدى السنوات الأربعة الماضية، تغييرات سياسية متلاحقة عكست تطلع الشعب المصري للحرية والعدالة الاجتماعية.
مرحلة جديدة
وأوضح «شكري» أن مصر تبدأ اليوم مرحلة جديدة ترسخ لإعمال مفاهيم الديمقراطية والحرية وتحقق العدالة الاجتماعية، وتمكن المواطن المصري من المشاركة السياسية، وتشجع دور المجتمع المدني من منطلق الاستجابة والتفاعل مع الإرادة الحرة لشعب واع يمتلك زمام أمره دون سواه.
تطوير العلاقات
وأعرب وزير الخارجية، عن تطلعه إلى تناول الحوار الإستراتيجي بين البلدين تطوير العلاقات الثنائية، معربا عن أمله في أن يسهم هذا الحوار في تعميق أوجه التعاون المختلفة، وترسيخ المفهوم الإستراتيجي للعلاقة وتحقيق الدعم السياسي المتبادل عندما تتوازى مصالح البلدين، خاصة تعزيز قدرة الحكومة المصرية على الوفاء بمتطلبات الشعب في إرساء مبادئ الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية باعتبارها وحدة غير قابلة للتجزئة، واستمرار التعاون الوثيق بين البلدين في مجال حيوي وهو التعاون العسكري، بما يسهم وبشكل فعال في تحقيق أمن البلدين وتعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي.
الفرص الاستثمارية
وأبدى تطلعه أيضا إلى أن يسهم هذا الحوار في حث الجانب الأمريكي على الاستفادة من الفرص الاقتصادية الواعدة في مصر، على رأسها قانون الاستثمار الجديد ونظام الشباك الواحد وقانون تنمية قناة السويس، ومشروعات تنمية محور قناة السويس، وبرنامج دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتطوير مستوى التعاون الثنائي لزيادة إنتاج الطاقة في مصر.
دعم العلاقات الاقتصادية
وقال: «إننا نرى أن الأسلوب الأمثل لدعم العلاقات الاقتصادية بين البلدين، يتطلب إدارة العلاقات الاقتصادية بفكر جديد يستند إلى مفاهيم الشراكة الحقيقية القائمة على تحقيق المصالح المشتركة، والابتعاد عن أسلوب فرض المشروطيات وصولا لشراكة عميقة ومتوازنة بين البلدين، تعبر عن إدراك حقيقي لطبيعة المرحلة الفاصلة التي تجتازها مصر لتحقيق انطلاقها نحو المستقبل، وتعبر عن مدى الصداقة التي تربط البلدين والشعبين».
القضايا الإقليمية
أما بالنسبة لمحاور القضايا الإقليمية، أكد وزير الخارجية سامح شكري، أن مصر تدرك دور الولايات المتحدة كقوة دولية مؤثرة، معربا عن ثقته في أن الإدارة الأمريكية تدرك أيضا دور مصر كقوة إقليمية ذات تأثير واسع في محيطها الإقليمي والعربي والأفريقي والإسلامي، وعضويتها في حركة عدم الانحياز ودورها البارز ضمن مجموعة دول الـ77 والصين.
الشرق الأوسط
وقال شكري: إن الأوضاع السياسية الراهنة في الشرق الأوسط، تثبت أن مصر تظل محور الارتكاز في المنطقة وشمال أفريقيا، ولا سبيل لاستبدال هذا الدور بأي قوة إقليمية أخرى، الأمر الذي يتطلب التنسيق الوثيق بين البلدين على أساس الاحترام المتبادل وتحقيق المنفعة المشتركة.
تبادل الرؤى
وأعرب شكري عن تطلعه في أن يشمل الحوار الإستراتيجي اليوم تبادل الرؤى حول الأزمات الراهنة في المنطقة، وعلى رأسها الأوضاع في سوريا والعراق، وسبل معالجة الأزمة الليبية وكيفية الخروج من الوضع المتأزم في اليمن، إضافة إلى ضرورة معالجة القضايا المركزية للأمن واستقرار المنطقة، وهي القضية الفلسطينية وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، وإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين في إطار المبادرة العربية للسلام وجهود مكافحة الإرهاب، خاصة تنظيم داعش، فضلا عن قضايا نزع السلاح وجهود منع الانتشار النووي، وتناول خطة العمل المشتركة بين إيران والدول الست.
العلاقات الإستراتيجية
وأكد شكري مجددا، التزام مصر بالعلاقات الإستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، والتطلع إلى مواصلة هذا الحوار مستقبلا، في إطار آلية تنسيق مشتركة يتم الاتفاق عليها بين الجانبين.