كيف تتحول من بلدوزر إلى توك توك في خمس عشرة خطوة؟!
بالتأكيد هناك خطوات يجب اتباعها لكي تتحول من الآلة العملاقة التي تستخدم في الأعمال الضخمة "البلدوزر" إلى "توك توك"، قد تعتقد أن الأمر صعب لكنه بسيط جدا ولا يحتاج إلى مجهود كبير، بل لا يتطلب أي عبقرية وإنما يحتاج فقط إلى شخص لا يوجد لديه أي رؤيه مستقبلية أو حتى حالية؛ ليقوم بالخطوات الآتية لكي تتحول من بلدوزر إلى توك توك.
الخطوة الأولى: عليك أن تجتمع في البداية ببعض الشباب، وترفع من روحهم المعنوية وتوصفهم بعبارات البطولة والشجاعة، وأن لولاهم لم تكن تستطيع أن تطل برأسك وأن تتحدث بحرية دون أن تخشى أحدا سوى الله، وأن تطلق عبارات وشعارات في حب الوطن وبنائه، كنوع من الخداع والتمهيد لمشاريعك الخاصة المستقبلية.
الخطوة الثانية: عليك أن تعين وزير صحة يتحدث عن أن مستشفيات مصر أفضل من مستشفيات إنجلترا.
الخطوة الثالثة: عليك أن تبحث عن امرأة لذيذة وحبوبة؛ لكي تشغل منصب وزيرة تضامن اجتماعي، لكي تصرح بأن الجنة يوجد بها باليه ومزيكا.
الخطوة الرابعة: عليك أن تعين وزير تعليم يتحدث عن أن مناهج التعليم في مصر أفضل مناهج التعليم في العالم.
الخطوة الخامسة: ابحث لك عن شخص يتولى وزارة النقل والمواصلات، ليسعى جاهدًا لرفع تذكرة المترو من سعرها غير العادل "جنيه واحد" إلى سعرها العادل "29" جنيها، أسوة بأوربا والدول المتقدمة.
الخطوة السادسة: عين وزير عدل يمنع ابن الزبال من دخول القضاء ثم يقدم استقالته، ثم ابحث عن وزير عدل يتحدث عن زحف مقدس لأبناء القضاة على القضاء، أما ما عدا ذلك من المصريين فلا مكان لهم.
الخطوة السابعة: ابحث عن أي شخص ليتقلد منصب وزارة وهمية تسمى العدالة الانتقالية، واشرك معه أي أحد من على القهوة؛ لكي تصنع قانون انتخابات برلمانية يعطل الحياة النيابية في مصر، ولا تستمع إلى رأي الخبراء القانونيين والسياسيين المعتبرين؛ لكي تخلق برلمانا مشوها وعلى المزاج.
الخطوة الثامنة: لا تنس أن تعين مسئولين في هيئات لديهم خبرة في مجالهم، ومن فرط هذه الخبرة ينشئون نظرية "المترو بيتزحلق" عشان كده بيتعطل.
الخطوة التاسعة: إذا دعا أي شيخ في الجامع وقال "اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا"، على طول قول ده يقصدني أنا وامنعه من دخول المساجد تاني.
الخطوة العاشرة: إذا نادت عليك سيدة عجوز مسكينة لا تجد بعد الله أحدا يمسح دموعها من قسوة الحياة والظروف الصعبة، وقالت لك "رد عليا يا بيه"، لا ترد "واعمل نفسك مش من هنا"؛ لأنك ببساطة مش بيه.
الخطوة الحادية عشرة: إذا أردت أن تظهر العين الحمراء لمن لا يسمع كلامك من العاملين معك، فقل لهم "فصلي لربك وانحر" كنوع من التهديد بالفصل من العمل.
الخطوة الثانية عشرة: قم بإصدار قانون للإرهاب مخالف للدستور، أهو منه تلم إرهابيين على إللي مابيسمعوش الكلام.
الخطوة الثالثة عشر: اجعل الدستور حبرا على ورق ولا تلتفت إليه.
الخطوة الرابعة عشر: فهم الشباب أنه لا يوجد تعيينات، لكن في نفس الوقت عين بجانبك معاونين ومستشارين.
الخطوة الخامسة عشر: لا مانع أن تعين وزيرة تقطف ملوخية في الوزارة، عشان جوزها بيحب الملوخية بالأرانب وممكن تسرح العمال في سوق العمل يلموا فسيخ.
هذه الخطوات وغيرها الكثير التي لا يتسع المكان لذكرها، تشكل منظومة "التوك توك" وتحولك إلى "توك توك" في أسرع وقت، ولكن لكي يكتمل التحول من "بلدوزر" إلى "توك توك" يجب عليك تجهيز حائط صد يتكون من مجموعة من إعلاميين وصحفيين، لا يتعدون صوابع اليد الواحدة، جاهزين في أي وقت لتشويه وتخوين من يعارضك.
ولا تنس بالطبع، أن تجتذب إليك البعض من مدعي الحزبية والقوى السياسية للتطبيل والتهليل والموافقة على قراراتك، ولا مانع أن تحلف بالعظيم والطلاق عشان الناس تصدقك.
